تمهيد لخصخصة الجامعات الرسمية
أكدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" أن النقاط 3،4 في محور التعليم والتعلم من بند: تطوير الامتحانات والاختبارات واللتين أقرهما مؤتمر التطوير التربوي وتم الإعلان عنها عبر الموقع الرسمي لوزارة التربية، هاتان النقطتان بعيدتان كل البعد عن أي تطوير ممكن للتعليم العام أو التعليم العالي، بل إن نتائجهما –إن تم إقرارهما- ستسهم في تراجع العملية التعليمية وخصخصة الجامعات الرسمية.
وتنص النقطتان على الآتي:
3. عقد امتحان الثانوية العامة مرة واحدة بدءًا من العام الدراسي 2016/2017
4. إلزام الجامعات بتطبيق امتحان للقبول فيها حسب التخصصات المختلفة في كل منها.
امتحان التوجيهي مرة واحدة
فيما يخص امتحان التوجيهي، فقد أشارت "ذبحتونا" إلى أن اعتماد امتحان التوجيهي لمرة واحدة ما هو إلا خطوة كبيرة إلى الخلف ولا تمت بصلة لأي تطوير تربوي. فالسواد الأعظم من دول العالم وبخاصة الدول المتقدمة أكاديمياً تعتمد نظام الفصلين بل إن جزءً كبيراً من هذه الدول يعتمد نظام الأربعة فصول.
إضافة إلى أن هذا النظام (نظام التوجيهي لمرة واحدة) تم تطبيقه في الأردن سابقاً وأثبت فشله، حيث يكرس هكذا نظام الاتكالية عند الطالب وعدم التواصل اليومي مع المنهاج والمدرسة والمعلم، والركون إلى الدراسة في الأسابيع الأخيرة من العام الدراسي كاملاً.
الأسوأ من ذلك هو أن الحكومة تعترف بوضوح أن هذه التوصية تم وضعها من على أرضية مالية فقط حيث أكد واضعو هذه التوصية على أن المغزى من هكذا توصية هو توفير كم كبير من الجهد والمال على الوزارة!!
واعتبرت الحملة أن وضع استراتيجيات النهوض بالتعليم والتطوير التربوي لا يجوز بل ومن المعيب أن يكون أحد معاييره هو "توفير المال"!!!
توصية امتحان القبول الجامعي
ونبهت حملة "ذبحتونا" إلى أن النقطة الرابعة من هذه التوصيات والمتعلقة بامتحان القبول الجامعي تعكس توجهاً رسمياً لإلغاء امتحان التوجيهي كمرجعية وحيدة للقبول الجامعي تمهيداً لخصخصة للجامعات الرسمية.
وسجلت الحملة الملاحظات التالية على هذه التوصية:
1_ إن هذه الخطوة تدلل على تخبط في سياسات التعليم والتعليم العالي، فوزارة التربية التي تعمل على ضبط التوجيهي وإعادة الهيبة له، هي نفسها من ترفع توصية بعدم اعتماد التوجيهي كمرجعية وحيدة للقبول الجامعي!!!
2_ حجم الفساد الإداري في الجامعات يجعل من المستحيل الوثوق بأي امتحان للقبول في هذه الجامعات. فامتحان القبول الجامعي سيصبح فريسة للواسطة والمحسوبية وسهولة تسريبه وعدم الوثوق بآليات تصحيحه والنتائج الصادرة عنه.
3_ لا يزال امتحان التوجيهي يحظى بثقة المواطن والطالب من ناحية المصداقية والشفافية، ونادراً ما تم تسجيل ملاحظات ذات قيمة على نتائجه أو آليات التصحيح فيه.
4_ امتحان القبول الجامعي سيعطي أفضلية لطلبة المدارس الخاصة والمدارس الدولية على طلبة المدارس الحكومية، بحكم أنهم متفوقون عليهم في اللغة الإنجليزية التي يتم اعتمادها عادة في امتحانات القبول الجامعي وخاصة للكليات العلمية.
إن القبول المباشر للطلبة في الجامعات الرسمية يعني رفع يد الدولة كاملاً عن الجامعات وترك الطالب عرضة لمزاجية وأهواء إدارات الجامعات الرسمية التي أضحت سياساتها في السنوات الأربع الأخيرة تنصب على جني الأموال بعيداً عن الهدف الأساسي الذي وضعت من أجله هذه الجامعات.
وحذرت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" من أن تكون هذه التوصيات –في حال إقرارها- الخطوة الأخيرة نحو خصخصة الجامعات الرسمية بعد كافة الخطوات السابقة في هذا الاتجاه.