جامعة البترا تحتفل بحصولها على شهادة ضمان الجودة، من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي في الأردن
وسط أجواء من الفرح بالإنجاز والارتقاء دَرَجَةً أعْلى في سُلَّمِ التَّمَيُّزْ... وتعزيز موقعها لانْطِلاقَةٍ قَادِمَةْ، لتبْقَى في الرِّيادَةِ ولتظل الخَيَارَ الأفْضَلَ لِلْعُلَماءِ، والمُتَعَلِّمِينْ، والمَوْئِلَ الأمْثَلَ لمجتمعها في التَّقَدُّمْ ... ومَنَارَةً لِلْفِكْرِ والمَعْرِفَةْ، وسط ذلك كله أقامت جامعة البترا احتفالاً مجتمعياً بهيجاً بمناسبة حصولها على شهادة ضمان الجودة، من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي في الأردن، حيث كانت بذلك الجامعة الأولى في الأردن التي تنال هذه الشهادة عن جدارة واقتدار بما حظيت به من التقارير الإيجابية التي قدمتها اللجنة المختصة المعينة من هيئة الاعتماد للقيام بهذه المهمة.
وبين أ.د مروان المولا رئيس الجامعة في كلمته في الاحتفال، " لقَدْ آمَنَّا في جامِعَةِ البَتْرَا أنَّ الجَامِعَةَ أيًّا كانَتْ، هِيَ أدَاةُ التَّغْييرِ في المُجْتَمَعْ، وهِيَ مَصْدَرُ الإلْهامِ والتَّجْديدْ، فكانَ هَذا دَافِعَنَا لِلتَّوَجُّهِ نَحْوَ تَحْقيقِ مِعْيارِ الجَوْدَةِ، الذي يُعَدُّ مُؤَشِّرًا مُهِمًّا عَلى وَعْيِ الجامِعَاتِ بِواحِدٍ مِنْ أهَمِّ عَوَامِلِ نَجاحِهَا، واسْتِمْرارِهَا، ومِسْؤوليَّتِها الاجْتِماعِيَّةْ "
واستعرض المولا مسيرة الجامعة مع الجودة وانشطتها وبرامجها المتلفة قائلا " بَدأَتْ هَذِهَ المَسيرَةُ مُنْذُ عامِ 2006، حِينَ شارَكَتِ الجَامِعَةُ بِمُخْتَلَفِ النَّشاطاتِ، والوُرَشِ التي نَظَّمَهَا صُنْدُوقِ الحُسَيْنِ لِلإِبْداعِ، والتَّفَوُّقْ. ومَا تَبِعَ ذَلِكَ مُشارَكَةُ بَعْضِ أقْسامِ الجامِعَةِ في بَرْنامَجِ التَّدقِيقِ الّذي نَظَّمَهُ الصُّنْدُوقُ، مِثْل: قِسْمُ المُحاسَبَةْ، في شَهْرِ نَيْسانْ مِنَ العامْ 2006، وقِسْمُ عِلْمِ الحَاسَوبْ، في نَيْسَانْ، من العامْ 2007، وقِسْمُ العُلومِ المَالِيَّةِ والمَصْرِفِيَّة في آذارْ مِن العامْ 2008. ثُمَّ تَمَّ إِطْلاقُ مَشْروعِ تَطْبيقِ نِظامِ إدَارَةِ الجَوْدَةْ (الآيزو 9001) في عَامْ 2010، وحَصَلَتِ الجَامِعَةُ على شَهادَةِ (الآيزو) رَسْمِيًّا بَعْدَ إجْراءِ التَّدْقيقِ الخَارِجِيّْ في تَمّوزْ، مِنْ عامِ 2011، مِنَ الجِهَةِ المَانِحَةْ.
وقَدْ بادَرَتْ جامِعَةُ البَتْرا لِلتَّقَدُّمِ لِهَيْئَةِ اعْتِمادِ مُؤَسَّساتِ التَّعليمِ العَاليْ؛ لِلْحُصُولِ عَلى شَهَادَةِ ضَمانِ الجَوْدَةِ في تَشْرينِ الأوَّلْ عامَ 2010، وذَلِكَ ضِمْنَ مَجْموعَةٍ اخْتارَتْها مِنَ الهَيْئاتِ المَحَلّيّةِ، والعَالَمِيَّةِ التي تَمْنَحُ اعْتِمادًا لِضَمانِ الجَوْدَةِ في التَّعليمِ العَالِيْ؛ لإِيمانِها بِأَهَمِّيَّةِ هَذا الاعْتِمادْ، و دَوْرِهِ في تَطْويرِ العَمَلِيَّةِ التَّعْليمِيَّةْ، وتَحْسينِهَا في الأرْدُنّْ.
وبَعْدَ قَبُولِ تَرْشيحِ جامِعَةِ البَتْرا لِنَيْلِ الشَّهَادَةِ في شَهْرِ كانُونِ الثانِي عامَ 2011، قامَتْ لَجْنَةٌ مِنْ هَيْئَةِ اعْتِمادِ مؤَسَّساتِ التَّعْليمِ العَالِي بِزِيارَةِ الجَامِعَةِ؛ لِتَوْضِيحِ إجْراءَاتِ العَمَلْ، عَلى شَكْلِ مُحاضَرَةٍ تَخَلَّلَتْهَا المُناقَشَاتُ، والاسْتِفْسَارَاتُ حَوْلَ مَعايِيرِ الجَوْدَةِ، وخُطُواتِ العَمَلِ لِنَيْلِ الشَّهَادَةْ.
وأضاف رئيس الجامعة: أن الجامِعَةُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَجْنَةَ عَمَلْ، بِعَدَدِ المَعاييرِ الصَّادِرَةِ عَنِ الهَيْئَةْ، يَتَرَأَّسُ كُلَّ لَجْنَةٍ مُنَسِّقٌ مِنَ الهَيْئَةِ الأكادِيمِيَّةِ، أو الإدارِيَّةْ، وقامَ كُلُّ مُنَسِّقٍ بِتَشْكيلِ مَجْموعَةِ عَمَلٍ خاصَّةٍ بِمِعْيارِهِ، مِن أعْضاءِ هَيْئَةِ تَدريسِيَّةْ، ومُوَظَّفينَ إدارِيّينَ مِن الدّوائِرِ، والمَراكِزِ، والعِماداتِ، والكُلّيّاتْ، إضافَةً إلى إشْراكِ الطَّلَبَةِ في الأنْشِطَةِ البَحْثِيَّةِ، المُتَعَلِّقَةِ بِبَعْضِ المَعاييرِ التي تَخُصُّهُمْ.
وبين أن هذه المَجْموعاتُ قامت بِدِراسَةِ دَليلِ إجْراءاتِ ضَمانِ الجَوْدَةِ ومَعاييرِهَا في مُؤَسَّساتِ التَّعليمِ العالِي الصَّادِرَةِ عامَيْ (2009)، و(2010)، ضِمْنَ اجْتِماعاتٍ دَوْرِيَّةْ، وعَمِلَتْ على وَضْعِ تَصْميمِ دِراسَةِ التَّقويمِ الذَّاتِيِّ، الذي اشْتَمَلَ على العَناصِرِ المَطْلوبَةِ لَهْ، وصِياغَةِ التّقاريرِ الذَّاتِيَّةِ المُتَعَلِّقَةِ بالمَعاييرْ، وتَوْفيرِ الشَّوَاهِدِ، والبَراهينِ الدَّالَّةِ عَلى تَحْقيقِها، وبَعْدَ ذلكْ، تَمَّ إعْدادُ تَقْريرِ التَّقْويمِ الذَّاتِيِّ النَّهائِيّْ، الذي تم لِهَيْئَةِ اعْتِمادِ مُؤَسَّساتِ التَّعْليمِ العالِي، حيث قامَتْ لَجْنَةُ الخُبَرَاءِ بالتَّدْقيقِ عَلى الجَامِعَةِ عَلى مَدى أرْبَعَةِ أيّامٍ في الفَتْرَةِ مِن 26 – 29 نَيْسان 2015، وأَعَدَّتِ الْلَجْنَةُ تَقْريرَهَا الذي عَكَسَ قَناعَاتِهَا بالمُسْتَوَى المُتَمَيِّزِ لجامعة البترا، وقَدَّمَتْهُ لِمَجْلِسِ الهَيْئَةِ، الّذي بِدَوْرِهِ قَرَّرَ مَنْحَ الجَامِعَةِ شَهادَةَ ضَمَانِ الجَوْدَةْ.
وحول تطلعات جامعة البترا المستقبلية بين أ.د المولا أن الجامعة، وَضَعَتْ تَصَوُّرًا يَعْكِسُ تَطَلُّعَاتِها المُسْتَقْبَلِيَّةْ، أَهَمُّ مَلَامِحِه ، أنَّ الجَوْدَةَ هِيَ مُمَارَسَةٌ يَوْمِيَّةْ، وطَريقَةُ حَيَاةٍ في الجَامِعَةْ، وأنَّ الإنْجازاتِ عَلى المُسْتَوى المَحَلِّيّْ هِي النُّواةُ الأساسِيَّةُ للانْطِلاقِ نَحْوَ العَالَمِيَّةْ، موضحا أن الجامعة انْطَلَقَتِ لِلْحُصولِ على الاعْتِمادَاتِ العَالَمِيَّةِ لِبَرامِجِهَا، وتَخَصُّصاتِها مِن هَيْئاتِ اعْتِمادٍ عَالَمِيّةٍ مُتَخَصِّصَةْ، وشُكِّلَتْ في كُلِّ كُلِّيَّةٍ لَجْنَةٌ لِهَذِهِ الغَايَةْ، وبَدَأتْ بَعْضُ الكُلّيّاتِ بِخُطُوَاتٍ واضِحَةٍ، مِثْل: كُلّيّة تِكْنولوجِيا المَعْلوماتِ التي تَسْعَى الآنَ لِلْحُصُول عَلى اعْتِمادْ (ABET).
كما اهْتَمَّتِ الجَامِعَةُ بالتَّفْكيرِ الاسْتُراتِيجِيّْ، وبِناءِ الخُطَطِ الاسْتراتِيجِيَّةْ، ورَبَطَتْ أنْشِطَتَهَا بِبَرْنامَجٍ لِقِيَاسِ الأدَاءِ الاسْتُراتِيجِيِّ لَها وهُوَ "بِطاقَةُ الأَداءِ المُتَوازِنْ"، وبِهَذا سَتَكونُ جامِعَةُ البَتْرا هيَ الأُولَى في الأرْدُنّْ، إنْ لَمْ تَكُنِ الأولَى في المَنْطِقَةِ التي تُطَبِّقُ هَذا النِّظامْ.
وبين كذلك أن الجامِعَةُ أعدت دَليلَ البَرامِجِ الأكادِيمِيَّةِ انْطِلاقًا مِن قَناعَتِها بِمَدَى أهَمِّيَّةِ جَوْدَةِ البَرامِجِ الأكادِيمِيَّةِ المُقَدَّمَةِ مِنْها، فقَد تَضَمَّنَتْ اسْتُراتِيجِيَّتُهَا العَديدَ مِنَ المَحاوِرِ الّتي تَسْعَى إلى تَحْسِينِ جَوْدَةِ هَذِهِ البَرامِجِ، وفاعِلِيَّتِها، كَمِحْوَرِ جَوْدَةِ التَّعْليمْ، وبِناءِ الكَفاءاتْ، والبِيئَةِ العِلْمِيَّةِ، والمَواردْ. وهَذا الدَّليلْ سيكون مَرْجِعًاً لإِدارَةِ البَرامِجِ الأكادِيمِيَّةْ،
كما بيّن رئيس الجامعة ما تَقومُ به الجامِعَةُ دَوْرِيًّا من تَحْديثِ لأجهزتها الحَاسوبِيَّةْ، وتَطْويرِ التِّكْنولُوجِيَا المُرافِقَةِ لِلْعَمَلِيَّةِ التَّعْليمِيَّةْ، بالإِضافَةِ إلى تَطْويرِ البِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ، والتِّكْنولوجِيَّةِ فِيها. حَيْثُ يَتِمُّ حالِيًّا اسْتِخْدامُ نِظامَيْ(Black Board) ، و(Moodle) لِلتَّعليمِ الإِلِكْترُونِيّْ، بِالإضافَةِ إلى حَوْسَبَةِ العَديدِ مِن المَصادِرِ التَّعْليمِيَّةِ، وعَقْدِ الامْتِحاناتِ الإلِكْترونِيَّةِ، والتَّقويمِ الإلِكْترونِيِّ لِلمادَّةِ، والمُدَرِّسِ؛ مِن أجْلِ مُواكَبَةِ التَّوَجُّهِ العَالَمِيِّ في التَّعْليمِ عَنْ بُعْدْ، عدا عن مشاركة الجامِعَةُ في العَديدِ مِن التَّصْنيفاتِ العَالَمِيَّةِ الّتي تُقارِنُ مُسْتَوَى الجامِعَاتِ عَالَمِيًّا، مثل :Web metrics, Green Metric, QS,. حيث حَصَلَتِ الجامِعَةُ فيها عَلى مَراكِزَ مُتَقَدِّمَةٍ على الصَّعيدِ المَحَلِّيّ.
حضر الاحتفالية أ.د عدنان بدران المستشار الأعلى للجامعة ومجلس أمنائها ورئيس وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، وعمداء الكليات والأساتذة في الجامعة وأعضاء من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومندوبون من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي ولجنة الخبراء فيها ومدعوون من المجتمع المحلي، وجمع كبير من الإعلاميين.
وفي نهاية الاحتفالية الذي تخللها حفل عشاء للمدعوين قام رئيس الجامعة بتسليم الدروع والميداليات على مستحقيها من أعضاء لجان العمل والمنسقين في برامج العمل والمعايير.