"التعليم العالي" يسمح للأجنبي مزاحمة الأردني على المقاعد الجامعية!
تجسد جملة من بنود اسس القبول بالجامعات ومثلها قرارات صادرة عن مجلس التعليم العالي، حالة من «تفضيل» الطالب غير الاردني على نظيره الاردني، واخرى تفسح المجال امام «الاجنبي» لمزاحمة المواطن على المقاعد، رغم وجود «بوابات» قبول مخصصة لقبول الطالب الاجنبي، لا يستطيع الطالب الاردني الدخول عبرها.
وتتوزع بوابات القبول بالجامعات الرسمية على: البرامج ، العادية، الموازية، الدولية، فالنوع الاولى مخصص للطلبة الاردنيين ويكون القبول فيها تنافسيا وبشكل موحد على مستوى المملكة، والنوع الثاني مخصص للطلبة الاردنيين ويكون التنافس عليها على مستوى الجامعة، والثالث مخصص للطلبة الاجانب.
ويكمن الاختلاف بين انواع القبولات الرئيسية للاردنيين من ناحتين، الاولى مادية، بحيث تكون الرسوم في البرامج الموازية اعلى منها في العادية، والثانية اعداد الطلبة المقبولين، إذ ان عدد الموازي محدد بنسبة لا تتجاوز (30%) من اعداد المقبولين في العادي.
إلا ان قرارات صادرة عن مجلس التعليم العالي، ذهبت الى تمكين الطالب غير الاردني من مزاحمة الاردني على المقاعد المخصصة له، ومن الامثلة على ذلك قرار مجلس التعليم العالي رقم (10-1-8530) والصادر في السادس عشر من اب للعام 2012، والذي اوصى لمجالس امناء الجامعات النظر في إمكانية معاملة الطلبة ابناء الاردنيات المتزوجات من غير الاردنيين الحاصلين على الثانوية العامة الاردنية او ما يعادلها من داخل المملكة الراغبين بالالتحاق ببرامج البكالوريس في الجامعات الاردنية معاملة الطلبة الاردنيين من حيث الرسوم الجامعية في البرامج الموازية».
ورغم ان هذا القرار يفهم منه ان الفرق يكمن في محور الرسوم، بأن تكون بنفس رسوم الموازي للطلبة الاردنيين، إلا ان القرار اغفل اليات القبول، ما مهد الطريق الى تسلل هؤلاء لمنافسة الاردنيين على المقاعد المخصصة لهم في البرامج الموازية، والتي خلال السنوات الماضية بات التنافس عليها اقرب من التنافس على المقاعد في البرامج العادية.
ويتساءل طلبة اردنيون، لماذا لا يسمح مجلس التعليم العالي لنا منافسة الطلبة الاجانب على المقاعد في البرامج الدولية المخصصة للاجانب؟
وينحسب هذا الوضع على الطلبة الاجانب القادمين من دول غير ناطقة بالعربية عند التحاقهم بتخصصي اللغة العربية والشريعة.
من جانب أخر، تلزم وزارة التعليم العالي الطلبة عند التحاقهم بالدراسة بالجامعات الاردنية ان يكون فروع الطلبة في الثانوية العامة تسمح لها اسس القبول الالتحاق بالتخصص الجامعي، وهو شرط ايضا للبعثات الخارجية والمعادلة، إلا أن قرارات التعليم العالي تسمح للطالب الاجنبي ان يدرس بالجامعات رغم عدم سماح اسس القبول لفرعه الالتحاق بالتخصص، شريطة ان تكون هنالك موافقة من حكومة بلاده، ليكون السؤال، هل تستطيع الوزارة استثناء الاردنيين من شروط الجامعات الاجنبية؟ معاملة بالمثل.
من الجوانب التفضيلية التي تنص عليها الاسس للطالب غير الاردني في عمليات القبول، بأن اسس اجازت للجامعة الرسمية قبول طلبة غير اردنيين استثناءً من شرط المعدل في برامج البكالوريوس بنسبة لا تزيد عن (15%) من مجموع عدد الطلبة المقبولين في البرامج العادية لكل تخصص، وبحد أعلى (10) علامات أقل من الحد المسموح به لمعدلات القبول، باستثناء الالتحاق بتخصصي الطب وطب الاسنان.
هذا الاستثناء، ارفق بشروط، لتجميله تمثلت في: التقيد بفروع الشهادة الثانوية العامة التي تحدد الالتحاق في كل كلية او تخصص ويكون قبول الطلبة الحاصلين على استثناء من المعدل في البرامج الموازية والدولية(...)، وان هذا الاستثناء لا يشمل الطالب الاردني الذي يحمل جنسية اخرى.
الغريب ان اسس القبول للعام 2013-2014، كانت حددت نسبة الاستثناء بـ(10%)، إلا ان اسس القبول للعام الحالي، حسب ما هو منشور على موقع الوزارة رفعتها الى (15%).
وتفسير هذا الاستثناء، ان الطالب غير الاردني الذي معدله (55%) يستطيع الالتحاق بالجامعات الرسمية، بينما الطالب الاردني (65%) على الاقل في بعض التخصص، وفي الجامعات الخاصة يستطيع الطالب الاجنبي الذي معدله (50%) الالتحاق بها، بينما يشترط ان يكون معدل الطالب الاردني (60%) على الاقل.
وتشترط اسس القبول ان تكون الحدود الدنيا لمعدلات القبول بالجامعات الرسمية لقبول الطالب الاردني (85%) في الطب وطب الاسنان و(80%) في الصيدلة والهندسة ، بما فيها هندسة الحاسوب، والطب البيطري و(70%) في التمريض والعلوم الطبية المساندة والعلوم التأهيل، و(65%9 لباقي التخصصات.
بينما في الجامعات الخاصة: (80%) في تخصصات الهندسة وهندسة الحاسوب، الصيدلة والطب البيطري و(70%) في التمريض والعلوم الطبية المساندة وعلوم التأهيل و(65%)، في الحقوق والشريعة والزراعة و(60%) لباقي التخصصات.