استحداث برنامج اللغة الإنجليزية التطبيقية في فرع الجامعة الأردنية - العقبة
كتب الدكتور عبدالله الأعمر
يتساءل أبناء الأردن في شتى محافظات الأردن عن سر اختيار الجامعة الأردنية لمدينة العقبة بالذات لإنشاء حرمها الجامعي الثاني بعد الجامعة الأم في عمان، والإجابة تكمن في التطور السريع الذي تشهده مدينة العقبة في مختلف الجوانب،
والنهضة الشاملة التي يلمسها الأردنيون جميعًا في هذه المدينة منذ إطلاقها كمنطقة اقتصادية خاصة والتي استقطبت المليارات من الاستثمارات في قطاعات عدة كان على رأسها القطاع السياحي والفندقي والقطاعات الصناعية والتجارية بمختلف أشكالها،
وهو ما يجعل من قطاع التعليم تحديا رئيسيا يجب إعطاؤه الأولوية كي يتمكن من مواكبة حاجات مدينة العقبة وتطلعات سكانها في جعل المدينة قبلة الأردنيين الثانية بعد العاصمة عمان في التعليم والسياحة والتجارة والعمل والإقامة.
من هنا كان دور الجامعة الأردنية في العقبة في تبني التخصصات النوعية والمتلائمة مع خصوصية هذه المدينة وفرصها الاستثمارية المتعددة مثل تخصصات العلوم البحرية والبيئة الساحلية وإدارة الطعام والشراب والتي ساهمت في تضييق الهوة بين التعليم وحاجات سوق العمل.
أما الحلقة الجديدة التي ستضاف الى إسهامات الجامعة الأردنية ممثلة بكلية اللغات فهي استحداث برنامج البكالوريوس في اللغة الإنجليزية التطبيقية والذي انهت الجامعة حديثا السير في اجراءاته القانونية ضمن التخصصات النوعية المطروحة في فرع الجامعة الأردنية في العقبة، حيث سيتم استقبال الطلبة لهذا العام.
إن هذا البرنامج الحديث شكلا ومضمونا قد حقق نجاحا لافتا في الجامعة الأردنية الأم بالرغم من حداثته نسبيا بالمقارنة مع التخصصات الأخرى.
ولعل أهم ما يميزه عن غيره هو اتصاله الوثيق بالجانب التطبيقي. حيث تم إعطاء هذا الجانب من اللغة عناية خاصة من خلال المساقات المتعددة التي تعنى بمهارات اللغة الإنجليزية التواصلية من استماع و تحدث و قراءة و كتابة والتركيز في الوقت نفسه على الترجمة التخصصية في كافة الميادين. بالإضافة إلى ذلك،
يهدف هذا التخصص إلى ربط المدخلات اللغوية بمتطلبات سوق العمل من خلال تعلم المفردات والمصطلحات التي تدخل في المجالات المختلفة كالسياحة والفندقة والأعمال التجارية ووسائل الإعلام والقانون والصحة والأعمال الدبلوماسية.
ومن ناحية أخرى فإن هذا التخصص التطبيقي يعتمد على البحث العلمي والفحص الذاتي الناقد في إنتاج أفكار جديدة تخدم الفرد والمجتمع، حيث التركيز على القيم كاحترام الآخر والنزاهة المهنية والعملية. وتجدر الإشارة بأن هناك الكثير من المساقات ذات البعد التطبيقي التي تخرج بالطالب إلى خارج أسوار الجامعة والقاعة الصفية وتخرطه في سوق العمل بطريقة ممنهجه ومدروسة.
فمن هذا المنطلق، يتيح هذا البرنامج في مرحلته النهائية مساق التدريب الميداني في المؤسسات الحكومية والخاصة لتعزيز المهارات اللغوية والتواصلية التي اكتسبها الطلاب أثناء دراستهم.
عودًا على بدء، وحتى لا يبقى التعليم الجامعي في برجه العاجي بمنأى عن سوق العمل وحاجاته فأن طلبة اللغة الإنجليزية التطبيقية سيجدون في مدينة العقبة الفرص التشغيلية المناسبة لما تحويه من شركات حكومية وخاصة. ومن هنا تبرز أهمية تأسيس علاقات قوية وشراكات مستمرة بين الجامعة الأردنية ومؤسسات المجتمع بشقيه الحكومي والخاص، وهذا الدور لا يتأتى إلا من خلال الاستثمار في التعليم والتأسيس لبرامج أكاديمية نوعية ومتميزة.
*رئيس قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة الأردنية -العقبة