تحويل كارثة الزعتري البيئية الى مشروع زراعي
قال وزير المياه والري د.حازم الناصر ان الوزارة تسعى بكل اماكنياتها لتطوير وتحسين واقع خدمات المياه والصرف الصحي بما يتوافق مع افضل المعايير العالمية البيئية وتوفير فرص استثمارية زراعية في كافة مواقع محطات معالجة الصرف الصحي بحيث تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني وتحسين مستوى معيشة المواطنين وتمكينهم من ظروف معيشية جيدة للتنمية المحلية .
وبين الناصر ان الوزارة/ سلطة المياه نجحت في ايجاد حلول بيئية لمشكلة المياه العادمة الناتجة عن مخيم الزعتري للأجئين السوريين بعد ان كان الخطر الكبير محدق باحدى اهم الاحواض المائية الجوفية التي تعتمد عليها في تأمين مياه الشرب لأكثر من 75% من سكان المملكة في محافظات الوسط والشمال و يعد الحوض ثاني اكبر الاحواض المائية الاردنية مما دفع الوزارة وبشكل عاجل لتشغيل وبناء محطة تنقية للمياه العادمة بالتعاون مع المنظمات الدولية من خلال بناء محطات متنقلة التي بدأت عملها على أرض الواقع لخدمة اللاجئين في مخيم الزعتري وفق احدث التقنيات المستخدمة عالميا حيث تعمل على نظام MBR (Member Bio Reactor) اضافة الى نظام الـ TF (Trickling Filter) واضاف ان المياه المعالجة الخارجة من هذه الوحدات مطابقة لمحددات المواصفة الاردنية القياسية للمياه المعالجة بما يحقق الحماية للأحواض الجوفية في المنطقة والمناطق المجاورة من اي تلوث او تأثر على المدى القريب والمدى البعيد مؤكدا ان جميع الاجراءات والفحوصات التي اجرتها سلطة المياه اثبت سلامة الحوض المائي من اي تلوث .
واكد ان الوزارة وضمن مسؤوليتها الاجتماعية المتواصلة تجاه المواطنين بدأت بتطبيق برنامج استخدام المياه المعالجة الخارجة من محطة تنقية مخيم الزعتري منذ بداية العام الحالي 2015 ليتم استخدماها من قبل احدى الجمعيات الخيرية في منطقة الزعتري المجاورة لمخيم الزعتري والتي تعنى بعدد كبير من الاسر المعوزة والايتام وتوفير مصدر دخل يؤمن احتياجاتهم ويؤمن اندماجهم بالمجتمع بشكل انتاجي مؤكدا نجاح اقامة زراعات علفية واقتصادية بشكل ريادي بعد زراعة حوالي 500 دونم وريها بمياه ذات جودة عالية بطاقة تزيد على 1000 م3 / يوميا .
واضاف الوزير انه تم زراعة حوالي 100 دونم بالشعير حيث نجح الموسم نجاحا ملحوظا وانتج اكثر من 5 آلاف طن من الشعير وكذلك حوالي 1200 شوال ( خيش ) تبن من قبل جمعية الرحمة الخيرية وكذلك زراعة 100 دونم بالذرة العلفية ونجح الموسم بشكل جيد حيث يتوقع حصاده قبل نهاية تموز الحالي بطاقة انتاجية زادت عن 50 طن من الذرة العلفية عالية الجودة من القطفة الاولى لبيعها في الاسواق اضافة لزراعة حوالي 200 دونم بالبرسيم لتوفير اعلاف للماشية في المنطقة .
وأعرب الدكتور حازم الناصر وزير المياه والري عن ارتياحه للجهود المبذولة من قبل المعنيين في سلطة المياه من جهة والاهالي حيث اكد ان الوزارة تطبق استراتيجية خاصة بالتعامل مع هذا الامر من خلال الجانب الاجتماعي لدعم المجتمعات المستضيفة للأشقاء السوريين خاصة في منطقة المفرق الاكثر استقبالا للاجئين والجانب الاقتصادي بتوفير الارض والمياه بكلف رخيصة وتوفير مصدر مستدام لغايات تامين الماشية بأحتياجاتها العلفية والجانب البيئي من خلال المحافظة على مصادر المياه وتوفير المياه الصالحة للشرب للغايات المنزلية واعادة تأهيل الاراضي الزراعية وزراعة مساحات جديدة يتم استصلاحها للزراعة وتوفير فرص عمل للشباب من اهالي المجتمعات المحلية مبينا ان عدد المستفيدين اكثر من 100 اسرة .
وأشار الناصر الى ان سلطة المياه قامت بتجهيز قطعة ارض محاذية لمخيم الزعتري وحرثها لزراعتها ووفرت خطوط مياه ناقلة للمياه من محطة المعالجة الى الارض وتذليل كافة الصعوبات امام المواطنين في هذه المناطق لتعظيم الفوائد والعوائد الاقتصادية من الزراعة الوطنية وتربية المواشي بما ينعكس على المزارع والوطن بشكل ايجابي ولديها خطة لتوسيع الارض المزروعة لتصبح اكثر من 1000 دونم بعد وصول المحطات الى طاقتها الكاملة حوالي 4000 م3/ من المياه المعالجة يوميا لتامين مزيد من فرص العمل في المنطقة ضمن استراتيجية الحكومة من خلال وزارة المياه والري/ سلطة المياه للتعامل مع مياه الصرف الصحي المعالجة وتوسيع الاستفادة منها بما ينسجم مع التقنيات العلمية الحديثة والمتطورة وفق افضل المواصفات العالمية من خلال الاستفادة من مياه محطات المعالجة البالغ عددها 27 محطة صرف صحي وزراعة مساحات زراعية بأكثر من 100 الف دونم بمزروعات مختلفة للزراعات المقيدة حيث تقدر كميات المياه المستفاد منها اكثر من 120 مليون م3 من المياه المعالجة وبنسبة تزيد على 98% من المياه الخارجة من محطات المعالجة .