المجتمعون في جامعة الزرقاء يناقشون الاجراءات الكفيلة للحد من انتشار آفه المخدرات
خاص - سليم العياصرة
قال محافظ الزرقاء الدكتور رائد العدوان خلال اجتماع عقد في جامعة الزرقاء اليوم, أن مشكلة المخدرات من الأخطار الحقيقية التي تهدد أمن الوطن ومستقبل أبنائه، وخاصة فئة الشباب , لاسيما في ظل ثورة الاتصالات وتعدد قنوات التواصل الاجتماعي التي أصبح شبابنا يعتمدون عليها في حياتهم اليومية، الأمر الذي جعل من مواجهة هذه المخاطر ضرورة مُلحة من خلال تعزيز القيم الإسلامية والاجتماعية والأخلاقية.
وأوضح ان "الاجراءات الكفيلة للحد من ظاهرة انتشار آفة المخدرات بين طلبة المدارس والجامعات " ان هذه الظاهرة تشكل بمجموعها حرباً تستهدف أمن واستقرار الوطن من خلال التعاطي والبيع ما يؤدي ذلك الى الانحراف والى الانتساب لحركات غوغائية وارهابية ، تخطف عقول الشباب و تزرع فيها الأفكار المسمومة المتطرفة والبعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف ، مبينا بان تزايد مخاطر آفة المخدرات وغزوها لعقول شبابنا وتلويث عقولهم، تتطلب اتخاذ الإجراءات الوقائية الكفيلة بتحصين أبناء وشباب الوطن لمواجهة هذه الأخطار وبكافة المستويات (الجامعة،المدرسة،المسجد،الأسرة) من خلال برامج وقائية لتحصين الشباب ووقايتهم من هذه المخاطر والأفكار المتطرفة المنحرفة والسلوكيات الخطرة.
وبين الدكتور العدوان، بأن واجب الخطباء وأئمة المساجد والمدرسين في مختلف المدارس والجامعات ودور العبادة، يكمن في إنشاء حصانة داخل المجتمع أمام هذا الفكر المتطرف ويعمل على مكافحة كافة الافات الضارة بالانسان، ليسمع المواطن الخطاب الإسلامي المعتدل المستنير المتوازن الذي ينشر صورة الإسلام الحقيقية، بأنه دين الرحمة والتسامح، وليس دين القتل والتشريد والإرهاب وفقدان التركيز نتيجة التعاطي للمخدرات.
من جانبه تحدث رئيس قسم مخدرات الزرقاء المقدم مروان الدروبي عن مخاطر آفة المخدرات مستشهدا ببعض الآيات والأحاديث النبوية ، داعيا الخطباء والأئمة إلى أن يكونوا عونا وسندا لرجال مكافحة المخدرات من خلال توجيه المصلين إلى التخلص من آفه المخدرات بين الشباب.
وأضاف بأن إدارة المخدرات على استعداد للتعاون مع أئمة المساجد والمدرسين في مختلف مواقعهم, في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد ما أمكن من انتشار هذه الآفة الخطيرة داخل المجتمع، مطالبا مديرية الأوقاف بضرورة وأهمية تفعيل دروس الوعظ والإرشاد والخطابة في المساجد بمخاطر المخدرات، وتفعيل العمل التشاركي بين الأمن العام ومديرية الأوقاف.
ولفت الدروبي إلى ظهور أنواع جديدة من المخدرات رخيصة الثمن ومتداولة بين طلبة المدارس والجامعات تصنع من المواد الكيميائية على درجة عالية من الخطورة تزدادا خطورتها بمقدار ألف مرة عن المخدرات التقليدية وتؤدي إلى الوفاة الفورية, داعيا الأئمة إلى ضرورة ممارستهم لدورهم التوعوي والإرشادي الذي يستهدف الأسر وأولياء أمور طلبة المدارس، ودعوتهم إلى مراقبة سلوك أبنائهم وملاحظة أية علامات فارقة ممكن أن تظهر على أجسام أبنائهم أو أي سلوك غير اعتيادي كفقدان أشياء من المنزل، كونها جميعا مؤشرات بأن الشاب تحت تأثير المخدرات.
وأضاف الدروبي بأن إستراتيجية الأمن العام لمكافحة المخدرات، تتضمن بأن كل من يتقدم إلى إدارة مكافحة المخدرات بطلب للعلاج من الإدمان، فانه سيتلقى العلاج بالمجان ودون مقابل في مركز معالجة الإدمان التابع لمديرية الأمن العام الكائن في العاصمة عمان، مع ضمان عدم تعرضه للمسائلة، مؤكدا بأن هناك مشروع قادم لمحافظة الزرقاء يتضمن بناء مركز لعلاج الادمان في الزرقاء.
وعرض رئيس جامعة الزرقاء الاستاذ الدكتور محمود الوادي توجهات الجامعة لمكافحة افة المخدرات عن طريق اقامة الفعاليات والنشاطات الهادفة وتكوين مجموعات شبابية تبحث قضايا المخدرات وكيفية مكافحتها والحد منها ودعوة الشباب للوقوف صفا واحدا تجاه هذه الافة الخطيرة.
كما عرض مساعدي مدير شرطة الزرقاء العقيد مروان الحياري، والرصيفة العقيد فيصل البري كيفية التعامل مع المخدرات ومكافحتها عبر ثلاثة وسائل واساليب توعوية تتعلق بجمع المعلومات والدلائل, والتاكد من صحتها ووضع العلاج المناسب لها اضافة الى الاسلوب التوعوي من خلال المحاضرات والندوات والمسرحيات واستقبال كل من يرغب بالعلاج دون الاساءة اليه وتقديم العون له حتى يتعافى، كما بينا ان لدى الدولة استراتيجية عامة على مستوى الوطن فيها تشاركية ناجعة مبنية على التشابك الحقيقي بين مؤسسات الدولة والجامعات ومديريات التربية لمكافحة تلك الافة .
ودعا المجتمعون بحضور رئيس مجلس ادارة شركة الزرقاء للتعليم والاستثمار (مالكة جامعة الزرقاء ورياض ومدارس الجامعة) الدكتور محمود ابو شعيرة، ورئيس الجامعة الاستاذ الدكتور محمود الوادي، والمنسق العام السيد أسامة ابو شعيرة، ومدير عام المدارس السيد أحمد ابو شعيرة، الائمة والخطباء طرح أرائهم الهادفة إلى التخلص من المخدرات ومحاربة الفكر الظلامي التكفيري ، واستعدادهم لتبني هذه القضايا والتحديات عبر المنابر لتوعية الناس بحرمة هذه الآفة ومخاطرها على الجسد، إضافة إلى حرمتها الدينية مستشهدين بأحاديث نبوية شريفة، ومطالبين بضرورة التعاون ما بين مديرية الأوقاف ومديرية التربية والتعليم من خلال فتح أبواب المدارس أمامهم ليقدموا مواعظهم للطلبة تجاه كافة القضايا أبرزها ظاهرة المخدرات وتحصين الطلبة من مخاطر الإنزلاق خلف الأفكار الظلامية المتطرفة.
كما طالبوا بضرورة التعاون مع مديرية الأمن العام بحيث يكون للائمة والشيوخ دور في توعية نزلاء السجون من هذه الأخطار التي تعصف بالأمة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف وإدمان المخدرات, و تفعيل الدورات وتحديد منهجية لدى مديرية الأوقاف واضحة توحد الخطاب الديني الرسمي كافة القضايا الاجتماعية التي يتم التعاطي معها خلال الخطب.
وعرض على هامش الاجتماع مسرحية هادفة بعنوان "ممنوع ولكن " والتي اخرجها الدكتور محمد ابو جاموس، وتحكي قصة شباب يتعاطون المخدرات ومدى تاثير ذلك على عائلاتهم واصدقائهم ، كما تحدثت عن التفكك الأسري جراء المخدرات ومخاطرها، وحول أسباب تعاطي المخدرات والوقاية منها، وضمت المسرحية واقع الضحايا لهذه الآفه وأثارها على الأسرة والمجتمع، وتهدف لزيادة وعي الشباب للأثار السلبية التى تنتج عن هذه الآفه ونشر الوعي لديهم وكيفية محاربتها.
وفي نهاية الاجتماع قدم الدكتور محمود ابو شعيرة درع الجامعة لعطوفة محافظ الزرقاء الدكتور رائد العدوان ، بدوره شكر رئيس جامعه الزرقاء الدكتور محمود الوادي جميع المشاركين بهذا اللقاء متمنياً للجميع التوفيق في مساعيهم.