آخر الأخبار
ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات ticker ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر

مشاهد من جامعة مؤتة

{title}
هوا الأردن -
«المشروع « .. وصف ما زلنا نسمعه على لسان كثير من الكركية ، وتراه عنوانا لمرحلة بدء تشييد جامعة
مؤتة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي،وكما يبدو فان الجامعة في «ذهنية الكركية» لم تتغير صورتها لتصبح صرحا علميا وأكاديميا بالمعنى المعاصر لأصطلاح «الجامعة».
 
 
على الطريق صوب الجامعة « أرض جرداء « نبتت بها مراكز تجارية وسكنية متوحشة، خرجت من
بين بقع مكسوة بالخضرة تم ازالة اشجارها واقتلاعها، وتبدو الجامعة وأنت متجه صوبها كأنك تواجه خيوطا من «يباب « بالنفس والعقل.
 
 
«اصطلاح المشروع « لم ينبت في ذهن الكركية من فراغ أو عبث، احلال وتجديد مرتبك، يعتمد على
خيار «الباطون والاسمنت « لا غير، وما حدث مع مؤتة لا يختلف عما وقع لصروح جامعية عديدة دفنت تحت اركام «خرافات التنمية المفقودة والمشوهة «.
 
 
***
ممنوع الدخول الى الجامعة، عبارة يقولها لجميع زوار الجامعة وطلابها حراس يقفون على بوابة الجامعة، ويحملون على جانبهم «عصا كهربائية «واسلحة اخرى، ويبدون أقوياء وحاسمين ومتهئيين لعنف قادم من المجهول، وترى ذلك يبرق من عيونهم. الحرس يرتدون ملابس تحمل شعار ورمز الجامعة.
 
 
وكانت الصورة الفاضحة لطالب يدرس الدكتوراة ويحمل رتلا من الكتب والاوراق والابحاث يريد الدخول الى حرم الجامعة ونسى أثباته الجامعي، فما كان الا أن وقعت «مشاجرة عويصة» بين الطالب والحرس، حيث أن الاول كان على عجالة يريد الالتحاق بالمحاضرة بموعدها، فيما الحرس يصرون على منعه بالقوة.
 
 
واقعة تفضح «هستيريا « الامن الجامعي. وطالب «الدكتوراة» شعر بالخزي والعار لانه يحمل كتبا ويريد الدخول لحرم الجامعة، فلا هو يحمل بين يديه سيفا أو عصا أو مسدسا، كتب واوراق تشير دون أدنى شك الى أن حاملها طالب علم لا غير.
 
 
ولأنه كما يبدو وصلت حالة الهستيريا الامنية بالجامعات لهذا المستوى المنحدر، وأقفال الجامعات بالحراس وتحويلها الى قلاع و»ثكنات «، فما يشغل البال هو سؤال : لماذا دشنت الجامعات في مدن الاطراف ؟ سؤال سهل، يمكن أي شخص أن يتصدى للأجابة عنه، ولكن يبدو أن هذا السؤال ما زال عالقا في عقل الحكومة.
 
 
***
جامعة مؤتة كما غيرها، فانها ترزخ تحت وطأة «خصخصة» متدرجة وبطيئة لخدمات التعليم الجامعي،فـ»مطاعم وكافتيريا « الطلبة تم تأجير اكثر من نصفها لمستثمرين من القطاع الخاص،وحتى « ساندويشة الطلاب « فهي الاخرى خضعت لحسابات «الربح والخسارة».
 
 
وأخر الاخبار تشير الى أن الجامعة قررت زيادة سعر « سندويشات «بنسب تتراوح ما بين 20 الى 35 %، تصيب بقرارها هذا شريحة واسعة من الطلبة الفقراء وذوي الدخل المحدود الذين انعدمت أمكاناتهم المادية بشراء «ساندويشة» بعد صدور هذا القرار الفاجع.
 
 
المشهد لم يعد يطاق، وهذا الامر واقعي، اذ أن مئات الطلبة الفقراء يحضرون «سندويشات « في حقائبهم من باب توفير ثمنها، وعدم قدرتهم البتة على شرائها،ويكفي فقط أجراء جولة سريعة داخل حرم الجامعة والتمعن في وجوه الطلبة فهي كافية بفضح فضاعة ما يعانون.
 
 
سياسات الخصخصة ورفع الاسعار، تعني باحتصار نبذا اجتماعيا واقتصاديا لشريحة واسعة من الاردنيين، وتحرمهم من الامل والحرية والحق بعيش كريم، وتنزع منهم روح وقيم الانتماء الى المجتمع الكبير الواحد بمنحهم حقا طبيعيا بالمساواة والعيش الكريم.
 
 
من هنا تلمع فكرة التصدي لسياسات خصخصة التعليم والتي تصر قوى نافذة على أحكام أقرارها رغبة في تحويل الجامعات الى قلاع وغابات للاستهلاك، ولا مكان فيها الا لمن يملك المال والنفوذ الجبار لا غيرهما.
تابعوا هوا الأردن على