الملكة رانيا تناصر الأطفال وتسعى لتوفير بيئة آمنة تحتضن مستقبلهم
سنوات طويلة، وأكثر ما يشغل بال جلالة الملكة رانيا العبدالله؛ الطفولة وحقوقها، وكل ما يلزم تلك الفئة من اهتمام ورعاية، لأنهم جيل المستقبل وقادته.
ولطالما كانت جلالتها، وهي التي منحتها منظمة اليونيسف العالمية لقب "مناصرة بارزة للأطفال"؛ حريصة على مستقبلهم ونوعية تعليمهم والرعاية التي يجب أن يتمتعوا بها، خصوصا المعنفين والمضطهدين، ومن لم يجدوا حضنا آمنا يحتويهم، ويحنّ عليهم.
الملكة رانيا، سعت خلال الفترات الماضية إلى توفير ما يمكن الأطفال من عيش حياة سوية في بيئة آمنة وقادرة على الابداع، فترجمت ذلك عبر العديد من المؤسسات والمبادرات والبرامج التي أطلقتها لصالح الطفل.
ولأن جلالتها تولي اهتماماً كبيراً بمحيط الطفل؛ كانت قد اعربت مؤخراً عن رفضها عن التراجع الذي اعتبرته غير مقبول، وقالت جلالتها رئيسة المجلس الوطني لشؤون الأسرة "أن الأردن كان السباق بأخذ اجراءات تضمن حماية الأسرة والطفل، إلا إننا نلمس الآن تراجعا غير مقبول، حيث شهد العام الماضي مقتل 6 أطفال على أيدي أهاليهم رغم أن بعضهم لديه ملفات في مؤسسات الدولة".
وشددت جلالتها على ضرورة معالجة الثغرات القانونية والاجتماعية والتنسيقية في منظومة الحماية من العنف، وذلك خلال لقاء جلالتها مع اللجنة الوطنية في المجلس الوطني لشؤون الأسرة لاطلاق النسخة الثانية من الاطار الوطني لحماية الأسرة من العنف.
وطالبت جلالة الملكة رانيا إلى سرعة تفعيل واستثمار البرامج والأنظمة التي وضعت سابقاً مثل نظام التتبع الآلي لحالات العنف الأسري وهو مشروع "الأتمتة"، وشبكة الربط التلفزيوني المغلقة في المحاكم.
ولا يقف حرص جلالتها على حماية الأطفال وتأمين كل سبل حمايتهم عند هذا الحد، بل كانت حريصة منذ البداية على الحد من كل ما يتعرض له الطفل من اساءة من خلال مؤسسات أسست لهذا الهدف، مثل مركز الملكة رانيا للأسرة والطفل في جبل النصر والذي أسس العام 2005 ويعمل على تنفيذ برامج للأسرة وحماية الأطفال من الاساءة.
واستفاد من البرنامج منذ التأسيس لغاية العام الماضي نحو 65 ألف طفل يافع و32 ألف أسرة، بالاضافة إلى دار الأمان للعناية بالأطفال المساء لهم الذي أسس العام 2000، واللذين يتبع كلاهما لمؤسسة نهر الأردن.
ولاهتمامها المستمر بالأطفال وتقديراً لجهودها كانت منظمة اليونيسف العالمية منحت جلالتها لقب "مناصرة بارزة للأطفال" لتكون أول الحائزين على هذا اللقب من اليونيسف وجاء ذلك تقديراً لجهودها في توفير البيئة المناسبة للأطفال لضمان مستقبلهم.
وبصفتها عضوا في مبادرة اليونيسف العالمية الخاصة بالقيادة من أجل الأطفال، قالت جلالتها بهذه المناسبة "انني أتشرف بقبول هذا الدور "كمناصرة للأطفال"، وسأبذل قصارى جهدي من أجل حياة وتعليم الأطفال في كافة أرجاء العالم".
كما تسلمت جلالة الملكة رانيا العبدالله في نيويورك جائزة من الملكة سيلفيا ملكة السويد تقديراً لدعمها لحقوق الأطفال في الأردن وحول العالم.
ولأن جلالتها تؤمن بأهمية التعليم وضرورته فهي لم تتوقف عن وضع كل طاقتها في خلق مبادرات واطلاق حملات من أجل التعليم والطفل فكان من بينها اطلاق برنامج تعليمي وطني يهدف إلى تحسين مهارات القراءة والحساب لدى طلاب المرحلة الابتدائية في كافة مدارس المملكة الحكومية.
الى جانب أن البيئة التعليمية التي تخص الطفل وكل محيطها هي من أكثر الأمور التي تعنى بها جلالتها ما يجعلها تقوم بزيارات دورية الى المدارس وتفقد المرافق ونتائج المبادرات التي تطلقها مثل مبادرة التعليم الأردنية.
وكان من أولى مشاريعها انشاء متحف تعليمي للأطفال يهدف الى تعزيز حب المعرفة لدى الأطفال، وأن يكون تجربة لا تنسى لأطفال الأردن.
ولا تقتصر نشاطات جلالتها حول الطفل بالاهتمام بكل محيط عالمه بل تشاركه الجانب الإنساني من حياته من خلال نشاطات تقوم بها جلالتها مثل قيامها باصطحاب 42 يتيماً ويتيمة مع مشرفيهم الى مطعم "بيت ستي" لاعداد أطباق الغداء.
وتبادلت جلالتها الحديث مع أطفال مبرة الملك حسين بأجواء يتخللها الحب والحنان، لتلبي طلبهم بعد ذلك بأخذهم في رحلة الى العقبة.
وعقبت بذلك عبر حسابها الخاص على تويتر "حلو العيد بابتساماتهم وضحكاتهم- رحلة إلى العقبة قام بها مجموعة من أطفال دور رعاية مختلفة في إربد وذلك تلبية لطلبهم من الملكة رانيا".
ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، حيث قامت جلالتها بالعديد من الزيارات للأطفال، مثل زيارة مركز روح الشرق للتطوير والتدريب الحرفي للأشخاص ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة، وأكثر من زيارة قامت بها لمجموعة من الأطفال الأيتام فقدوا نعمة الوالدين في شهر الرحمة شهر رمضان، وتفقد أحوالهم والتحدث اليهم وتقديم الهدايا لهم، وزيارات لقرى الاس او اس، ودور رعاية الأيتام.
وتحرص جلالة الملكة رانيا دائماً كل الحرص على المشاركة بكافة الفعاليات التي تخص الطفل وتسعى من أجل تحقيق الأفضل له من كافة النواحي سواء محلياً أو عالمياً، وهو ما جعلها ترعى مؤخراً أعمال منتدى الاستثمار في الأطفال الصغار عالمياً، وكان ذلك بمشاركة نحو 100 من صناع السياسات والاقتصاد وتنمية الطفولة المبكرة وقادة من المجتمعات والشباب.
الملكة رانيا كانت وما تزال تعطي جلّ اهتمامها للأطفال، وتسعى لتقديم ما يحتاجونه من رعاية واهتمام ومتابعة مستمرة من قبل مؤسسات معنية بهذا الشأن أسستها جلالتها، لتوفير بيئة آمنة لهم في مجتمعهم، ولينالوا حصتهم من التعليم الجيد الذي يؤهلهم لمستقبل زاهر في وطنهم.




































