بالصور .. جامعة الشرق الأوسط تطلق مبادرة " وطن الخير "
هوا الأردن - خاص - سليم العياصرة
رفرف علم الثورة العربية الكبرى بألوانه الزاهية في ساحة جامعة الشرق الأوسط التي اكتظت بالطلبة والمدرسين اليوم الأربعاء، معلنة الجامعة برعاية رئيس مجلس الأمناء الدكتور يعقوب ناصر الدين إطلاق مبادرة "وطن الخير" بمرور مئة عام منذ إطلق رصاصتها الأولى الشريف حسين بن علي وحمل رايتها الهاشميون رسالة للحرية.
ثم أطلق الدكتور يعقوب ناصر الدين بحضور الشيخ حمدي مراد والأب نبيل حداد ومتصرف لواء الجيزة ياسر العدوان وأعضاء مجلس بلدية الجيزة وعدد من المسؤولين قافلة "وطن الخير" التي نظمتها الجامعة بالتعاون مع جمعية الكتاب والسنة حاملة معها 15 طناً من التمور لتوزيعها على 50 جمعية في سائر محافظات المملكة.
إلى ذلك انتقل الحضور ومئات الطلبة إلى المدرج الرئيسي وهم يرتدون القمصان التي تحمل العلم الأردني و شعار الثورة العربية الكبرى وشعار ميادرة "وطن الخير" وشعار الجامعة لاستكمال فقرات الاحتفال الذي اشتمل على كلمات لراعي الحفل الدكتور يعقوب ناصر الدين ناصر الدين، ورئيس الجامعة الدكتور ماهر سليم وفقرات فنية وعرض فيلم وقراءة شعرية.
وقال الدكتور يعقوب ناصر الدين اننا نطلق اليوم معا مبادرة وطن الخير التي تعتبر مساهمة محمودة من جامعة الشرق الأوسط في مجهودنا الوطني لترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطية وتقبل الآخر ، مستلهمين مبادئ الثورة العربية الكبرى التي نحتفل بمرور مئة عام على انطلاقها على يد المغفور له بإذن الله الشريف الحسين بن علي ، الذي جمع من حوله رجال الأمة كي يقيموا مشروعها النهضوي ، ووحدتها المنشودة ، وقدموا في سبيل ذلك كل ما يمليه الجهاد الحق من تضحية وإخلاص ، هجرة إلى الله ورسوله ودفاعا عن استقلال العرب وعزتهم وكرامتهم .
ذلك الاستقلال الذي تآمرت عليه القوى العظمى في ذلك الحين ، بالهيمنة والاستعمار ، وتقسيم الشعوب العربية ، وتحطيم حلمها في الوحدة والحرية والتقدم والتنمية ، فكان ما كان من تفرق وتناقض وصراعات أدت إلى اغتصاب فلسطين ، ونهب ثروات الأمة ، ومحاصرتها في مساحة التخلف والتردي ، والتناحر على حدود مصنوعة ، وتيارات واتجاهات سياسية وعرقية ومذهبية ، تظهر هذه الأيام بأبشع صورها ، وأقبح مظاهرها في ممارسات قوى الظلام والإرهاب التي تواصل تمزيق دول وشعوب من حولنا للأسف الشديد .
و أضاف الدكتور يعقوب ناصر الدين أنه وسط هذه الحالة البائسة التي تمر بها أمتنا العربية ، يطل الأردن من جديد بوجهه المشرق ، وقلبه الطيب ، ووجدانه النقي ، وفكره الهاشمي النير لكي يحتفل بمرور قرن على قيام الثورة العربية الكبرى في ظل ظروف إقليمية معقدة ومليئة بالمخاطر ، ويختار جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وارث مبادئ الثورة وإرثها الحضاري مدينة العقبة لانطلاق احتفالات المملكة بتلك الذكرى العزيزة على قلوبنا ، لما تمثله من مشروع نهضوي متجدد ، يعيد إلى أذهاننا قيم الأوائل ممكن تركوا لنا درس العروبة نتعلمه عبر السنين كي ننجح ، وإن طال الزمن .
مبينا أن الدروس الأهم في هذه المرحلة بالذات ، هي درس الإنسان العربي بلا تمييز على أساس الدين أو المذهب ، ودرس الوعي الذي ارتكبت في غيابه كل الآثام التي نعيشها اليوم ، من تطرف وتعصب ، وإساءة للعروبة والإسلام الحنيف ، ودرس الصمود في وجه مخططات التقسيم والتفتيت الجديدة ، ودرس الأردن الذي يملك الشجاعة كي يرفع علم الثورة العربية الكبرى في وجه تلك المخططات المشبوهة .
وأضاف أن الأردنهو ذلك الذي نفاخر ونعتز بقيادته الهاشمية الشريفة ، وبقائده المفدى الذي جعل معيار كرامة الإنسان وأمنه واستقراره معيار عاما لا يستثني أي إنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه أو مذهبه ، مبدأ لا يحيد عنه ، ولا يماثله موقف في أي مكان آخر .
وأوضح أن أبناء الشعب الأردني هو نتاج تلك القيم والمبادئ والمثل العليا ، وهم حماتها والمدافعون عنها ، بالإضافة أنهم أولى العرب في حمل رسالة الثورة العربية الكبرى وفي هذا الوقت بالذات ، ولذلك نحن مطالبون بأن نبدأ بأنفسنا ، فنعزز وحدتنا الوطنية ، وننبذ دعوات الفرقة والكراهية ، ولا نلتفت للشائعات التي يطلقها الطابور الخامس الذي يموت غيظا هو يرى الأردن صامدا قويا في وجه كل التحديات .
ومن جهته قال الدكتور ماهر سليم لقد تعلمنا من خلال قائدنا الملك عبدالله الثاني بن الحسين أن الأردن القوي هو الأردن القادر على مساعدة الآخرين على تجاوز الصعاب والأزمات ، الأردن المتمسك بثوابته القومية والتزاماته الإنسانية ، وهو لذلك تحمل فوق طاقته ، سواء لحل الصراعات التي تشهدها منطقتنا ، أو استيعاب نتائج تلك الصراعات من تكلفة أمنية لحمايتنا من خطر الإرهاب والمشاريع المشبوهة ومن رعاية للأشقاء اللاجئين الذين خربت الحروب بيوتهم ، وقتلت أبناءهم في أسوأ ما يمكن أن يمارسه الإنسان ضد أخيه الإنسان من جرائم وحشية وأفعال مشينة .
مضيفا إن التحدي الأكبر الذي يواجه الدول والشعوب هو الإرهاب الذي جعل من التخلف والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية ، وتحريف آيات القرآن الكريم وقودا لجرائمه البشعة ، ليضرب الحياة ومعانيها في صورتها المدنية الحديثة المتمثلة في الدول والشعوب والهوية الوطنية والحضارة الإنسانية .
وبين أنه لم يعد ممكنا أن نقف صامتين أمام أعداء الحياة وهم يستغلون الشباب لتيئيسهم من الحاضر والمستقبل ، يثيرون فيهم النعرات الجاهلية ، ويستخدمونهم في القتل لمجرد القتل ، فصار لزاما علينا أن نستثير نحن في المقابل القيم النبيلة في عقول الشباب ووجدانهم الحي لكي يدافعوا عن كرامتهم ومكتسباتهم بالوعي والايمان الصادق والمواطنة الصالحة ، فكانت هذه المبادرة المتواصلة بإذن الله واجبا من أهم واجبات الجامعة إلى جانب التعليم وفق معايير الجدية والالتزام والسعي للتعلم .
ودعا الجميع للمساهمة في فعالياتها المقررة في برنامج تم الاتفاق عليه، فذلك واجب وطني مسنود إلى دور الجامعة في نشر وتعزيز قيم الاعتدال والوسطية وقبول الآخر لنعيش جميعا في أمن وسلام ونكون أوفياء لمسيرة الإصلاح التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه ، ولمبادئ الثورة العربية الكبرى التي ما تزال هي المنطلق الدائم لقوة الأمة ورفعتها ووحدتها القومية .
واختتم حفل الإفتتاح بعرض فيلم بعنوان"الأرهاب.. درب لا خير فيه"، وقصيدة بعنوان "وطن الخير" لبلال العجارمة، وفقرة تراثية من السامر بعنوان "أحفاد الثورة العربية".
شاهدوا الصور بعدسة الزميل راشد الحصان :