ذبحتونا: "الأردنية" تتعامل مع العنف الجامعي بـ "نظرية النعامة"
اتهمت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" جهات خارج الجامعة بأن لها مآربها فيما يجري داخل 'الأردنية'.
وقالت الحملة إن حجم تدخل قوى مناطقية وعشائرية من خارج أسوار الحرم الجامعي يؤكد على أن هنالك جهات خارجية مستفيدة مما يحدث ولها مآربها وأجنداتها الخاصة.
وأضافت ذبحتونا: "من تابع البيانات والبيانات المضادة التي صدرت عن طرفي المشكلة في الجامعة الاردنية وحجم تأجيج النزعات العشائرية والمناطقية الضيقة يصل الى الخلاصة أن اللغة المستخدمة في هذه البيانات لا يمكن ان تكون صادرة عن طلبة جامعات وحجم الشتائم في التعليقات من كلا الطرفين تدلل على خطورة ما آلت إليه أوضاع جامعاتنا وانخفاض مستوى وعي طلبتنا وانصياعهم لنعرات عشائرية ومناطقية على حساب هيبة جامعتهم وسمعتها وسمعة واسم وطنهم."
وأبدت الحملة في بيان أصدرته صباح اليوم السبت 26 تشرين ثاني 2016، استغرابها من دخول هذا الكم من الأسلحة و"القناوي" والسيوف إلى داخل الحرم الجامعي يوم الخميس الماضي، علماً أن التهديدات باقتحام الجامعة كانت على أشدها، كما أن ذبحتونا قامت بالتحذير من خطورة ما يمكن حدوثه يوم الخميس، إلا أن التفتتيش على بوابات الجامعة الأردنية صبيحة الخميس كان ضمن السياق الروتيني الطبيعي، رغم كل التحذيرات السابقة، ما يطرح تساؤلاً حول الجهة المستفيدة من هذا التأجيج للعنف الجامعي!!.
وأشارت الحملة إلى أنه في المقابل، وفي فترة الاعتصام المفتوح الذي نظمه الطلبة احتجاجاً على رفع الرسوم الجامعية، كان الحرس الجامعي لا يسمح بإدخال كرتون ليكتب الطلبة عليه شعاراتهم، وكان الطلبة يتعرضون لتفتيش دقيق جداً بل ومزعج، ووصل إلى حد تفتيش حقائب الطالبات.
ورأت الحملة أن إدارة الجامعة تخطىء إذا تعاملت مع الحادثة من على قاعدة "النعامة ووضع الرأس في الحفرة". فقيام إدارة الجامعة بإصدار بيان تحاول فيه التخفيف من حدة ما حدث، هو أمر مستنكر، فاستمرار مشاجرة داخل الحرم الجامعي لأربعة أيام، وقيام أشخاص من خارج الحرم الجامعي باقتحام الجامعة بالعشرات وعلى مدى ثلاثثة أيام، واستخدام السيوف والسواطير والقناوي، إضاوف إلى إطلاق الأعيرة النارية، كل هذا لا يمكن أن يتم التعاطي معه وفق اللغة التي استخدمها ببيان إدارة الجامعة الذي للأسف لم يكن على مستوى ما حدث.
وطالبت "ذبحتونا" إدارة الجامعة الأردنية وكافة إدارات الجامعات الأردنية، إعادة النظر بتركيبة الحرس الجامعي ودوره، والعمل على أن تكون المهنية هي أساس االتعيينات للحرس الجامعي وليس الواسطة أو المحسوبية أو التقسميات الجغرافية. إضافة إلى أن يتم إعادة تأهيلهم ليكون الدور الرئيسي للحرس الجامعي هو توفير البيئة الآمنة للطلبة وليس ملاحقة الطلبة الناشطين داخل الحرم الجامعي.
ولفتت الحملة إلى إلى أن جزءً كبيراً من الحرس الجامعي أضحى جزءً من مشكلة العنف الجامعي وليس جزءً من الحل. وأكدت الحملة على ضرورة إعادة النظر بقانون التعليم العالي الذي أعطى الحرس الجامعي صفة الضابطة العدلية، ونوهت الحملة إلى تخيل حجم الكارثة التي كانت ستحدث لو أن بعض أفراد الحرس الجامعي كان يحمل صفة الضابطة العدلية.
وأكدت الحملة أنها حذرت قبل أشهر قليلة من أن انخفاض حجم العنف الطلابي في جامعاتنا لا يعني أن المشكلة قد حلت أو أن الظاهرة قد اختفت. فتراجع هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة كان نتيجة تغليظ العقوبات على المتسببين بالعنف الجامعي، لكن جذر هذه الظاهرة المتمثل في غياب الوعي وتغليب الولاءات العشائرية والمناطقية على حساب الولاء للوطن ظل أرضية خصبة يمكن لأي حادثة صغيرة أن تعيدنا إلى المربع الأول.
وختمت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" بيانها بمطالبة إدارة الجامعة الأردنية اتخاذ أقسى العقوبات بحق كافة المتسببين بالعنف الجامعي، كما دعت مجلس التعليم العالي إلى إعادة النظر في التشريعات الحالية بما يسهم في تعزيز الوعي الطلابي ابتداءً من أسس القبول الجامعي، مروراً بالبرنامج الموازي، وإعادة النظر بأنظمة التأديب بما يسمح بالعمل الطلابي داخل الحرم الجامعي، وبما يسهم في تعزيز النشاطات اللامنهجية من خلال الأندية الطلابية واتحادات الطلبة المعطلة في معظم الجامعات وكليات المجتمع.
يذكر بأن اعتداء طلبة من إحدى المناطق على أحد موظفي الأمن الجامعي، يوم الاثنين الماضي، فاستنجد هذا الموظف بأبناء منطقته من الطلبة. فتم اقتحام الجامعة من قبل أشخاص ملثمين من منطقة الطالب مستخدمين أسلحة بيضاء في ظل غياب الحرس الجامعي.
ليرد عليهم عدد كبير من أبناء منطقة الموظف في اليوم التالي والقيام بمسيرة ضخمة داخل الحرم الجامعي بالقناوي والأسلحة البيضاء يتخللها هتافات مسيئة بحق أبناء المنطقة الأخرى، وفي ظل وجود الأمن الجامعي الذي بقي متفرجاً دون أن يحرك ساكناً .
وصباح الخميس عادت المشاجرات للاندلاع وسط إطلاق أعيرة نارية، فما كان من إدارة الجامعة إلا أن أعلنت تعليقا لدوام وعاد الهدوء إلى داخل الحرم الجامعي.