محللون: حق الأردن بحماية حدوده مقدس
تتسارع وتيرة الأحداث على الحدود الأردنية بشكل لافت، وكان آخرها إحباط قوات حرس الحدود الأردني هجوما ارهابيا لثلاثة مسلحين السبت، ورسالة من القيادة العليا للعالم أن الأردن ثابت برأيه بضرورة الحل السياسي للأزمة السورية، و»بأنه لن تدخل قواته الاراضي السورية، ولكن حقه مقدس في الدفاع عن أمنه واستقراره».
ورأى محللون أن المحاولة الإرهابية الفاشلة التي حدثت يوم السبت، «لافتة» لانها تحمل بصمة مختلفة عن سابقاتها كون الارهابيين غيروا في التكتيك العسكري واستخدموا دراجات نارية.
وربطوا الحادثة بالتصريحات الأخيرة لرئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات جاءت لتؤكد موقف الأردن الثابت حيال ما يدور على الأراضي السورية رغم الاشاعات التي تداولتها مختلف وسائل الإعلام العالمية والاقليمية بان الأردن يجهز نفسه للتدخل العسكري.
وقالوا إن رؤساء هيئة الاركان عالميا لا يقتصر دورهم على العسكري فحسب وانما لهم دور سياسي ولكنه يختلف من دولة لأخرى، واعتبروها ظاهرة ايجابية.
ولاحظ وزير الخارجية السابق الدكتور كامل ابو جابر، انه من النادر أن يصرح رئيس هيئة الاركان سياسيا لانه حصل في وقت سابق، وقال إنها ظاهرة ايجابية، مبينا انه خلال رئاسته لوفد محادثات مدريد 1991 أشاد بمشاركة المشير عبد الحافظ الكعابنة واللواء المتقاعد عبد الإله الكردي بما حققاه.
واعتبر المحلل السياسي الدكتور حسن البراري أن رئيس هيئة الأركان لم يتحدث بأمر سياسي وأنما بأمر عملياتي يتعلق بالترتيبات التي توصل إليها الأميركان والروس.
وقال الخبير العسكري اللواء المتقاعد العين عوني العدوان، أن ما شاع عبر وسائل الاعلام المختلفة حول دور الاردن في سوريا جعل من تصريحات السياسيين غير مقنعة، لذا جاء التصريح من الفريحات ليؤكد عدم وجود أطماع للأردن سوى الاستقرار ووحدة الأراضي السورية لنتمكن من اعادة اللاجئين لبلادهم.
وأوضح البراري أن كلام رئيس هيئة الاركان قابل للتبدل وفقا لتغير الأوضاع في الجبهة الجنوبية، فالخلاف الاميركي الروسي هو حول ما إذا من الافضل إقامة مناطق منخفضة التوتر أو مناطق عزل تامة، وفي كلتا الحالتين يستفيد الأردن ويعفيه ذلك من التدخل العسكري المباشر لضمان أمنه الوطني.
ويعتقد أبو جابر أن التصريحات جاءت بالتنسيق مع جلالة الملك، بعد التصريحات الاخيرة التي أطلقها الرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته وليد المعلم بتهديد الأردن في حال دخوله الاراضي السورية، وانها جاءت للتأكيد للعالم بان الأردن يريد سوريا مستقرة، ومن حقه حماية حدوده والحفاظ على امنه.
واتفق العدوان مع ابو جابر بأن التصريحات جاءت لتؤكد بأن الاردن دولة لديها دستورها وتحترم المواثيق الدولية ولا تتدخل بالشؤون الداخلية لاي دولة، والحكومة السورية حاليا معترف بها من الامم المتحدة والاردن يحترم ذلك.
المناطق المنخفضة التوتر
وقال العدوان ان الاردن من حقه حماية حدوده واذا شهدنا اي تهديد قادم فاننا قادرون على ردعه، «لكننا لا نحب خوض المعارك على اراضينا ولدينا الاذرع العسكرية القوية القادرة على ان تحبط اي محاولة دون التدخل البري».
واستشهد بقدرات قواتنا العسكرية لاحباط أي محاولة ارهابية مثل التي حدثت السبت الذين حاولوا استهداف المواقع الامامية لحرس الحدود قرب مخيم الركبان، مستخدمين تكتيكا عسكريا مختلفا وهي الدراجات النارية بسبب فشل المحاولات السابقة.
بدوره رأى البراري أن من الفضل للأردن إقامة منطقة عازلة تماما وفقا لنظرية الوسائد وهي تريح الاردن لكن أيضا اقامة مناطق منخفضة التوتر هو أفضل من ابقاء المنطقة عرضة للصدام بين ميلشيات ايرانية وغيرها في منطقة لا يملك الاردن ترف المراقبة، ورئيس هيئة الاركان لا يصنع السياسة وأن تلقى أمرا بالتدخل فأنه سيفعل لكنه تحدث عن ضرورات عملياتية واستراتيجية لا أكثر ولا أقل.
ويؤكد أبو جابر أن حقنا في الدفاع عن حدودنا والحديث عن أماكن آمنة أو منخفضة التوتر امر مهم، وحق الاردن ان يحتاط لانه لا يحارب دولة نظامية تحترم الانظمة والقوانين والدين وانما يحارب تنظيما ارهابيا «داعش»، وعلى السوريين ان يتفهموا دون اطلاق تهديدات غير منطقية.
وقال العدوان ان هيكلة الجيش شيء عادي، في السابق كان العدو المحتمل واضحا، ولكن الآن تغيرت العقائد القتالية والمستجدات على الساحة من تهديدات وتحديات بتكتيك مختلف، وقوة الجيش ليست بعدد افرادها وانما بالتدريب والتنظيم .
ويوضح ابو جابر ان الجيش مصلحة حكومية ويطرأ عليها هيكلة وتجديد، وهذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها الهيكلة، وخلافا للعدوان، لم يربط ابو جابر الهيكلة والتجديد بالاحداث الجارية.
ودعا العدوان الجميع الى الابتعاد عن الاشاعات والاطمئنان بأن قواتنا العسكرية قادرة على حماية هذا البلد والتركيز على المشكلة الاساس التي تواجهنا حاليا وهي المشاكل الاقتصادية.

















































