خبراء: ‘‘داعش‘‘ ينهار وعملياته الأخيرة لإثبات الوجود
يرى خبراء في التنظيمات الارهابية أن تنظيم "داعش" الارهابي الذي كان "يرى في نفسه مؤسسة وكيانا" يتوقع له ان يركز في الفترة المقبلة على العمل كعصابة ارهابية، خاصة بعد مقتل معظم قادته وخسائره الفادحة في معارك الموصل والرقة.
لكن هؤلاء الخبراء يشيرون الى ان التنظيم "ما يزال يسعى لإثبات قوته على الأرض عن طريق عمليات انتحارية في مناطق مختلفة من العالم وربما آخرها عملية برشلونة الجمعة بهدف إثبات قوته"، مؤكدين في أحديث أن التنظيم "انتهى كمشروع مؤسسي وأصبح بلا كيان، وهو ما دفعه للتحول الى منظمة تمارس حرب العصابات والمباغتة العسكرية".
خبير التنظيمات الارهابية والحركات الاسلامية حسن ابو هنية قال إن "داعش خسر على مدى عام عدة مناطق سيطرة في العراق وسورية واهمها معركة الموصل، ونحن بانتظار خروجه من مدينة الرقة، لكن التنظيم لا يزال يسيطر على مساحات واسعة، وهناك معركة مرتقبة كبيرة في قضاء تلعفر، الذي يسيطر عليه التنظيم في محافظة نينوى في العراق، وما يزال هناك 1500 مقاتل للتنظيم في نينوى".
واضاف "للتنظيم ايضا تواجد في محافظة كركوك بالهويدة، وفي منطقة الشرقاط في محافظة صلاح الدين، والأهم انه يسيطر على مساحات واسعة في الانبار، والمدن الحدودية بالانبار، أهمها (القائم، راوى وعانا)".
أما في سورية، "فما يزال التنظيم يسيطر على مساحات واسعة في دير الزور وبادية الشام، امتدادا الى الحدود العراقية في الميادين والبوكمال، وجيش خالد بن الوليد في الجبهة الجنوبية والقريبة من الحد الاردني".
ويعتقد ابو هنية أن داعش "سيفقد مدنا عديدة منها الرقة كما فقد الموصل، وذلك بسبب قوة التحالف الدولي وجيوش تسعى لإسقاطه"، مشيرا إلى أن "التنظيم انتهى كمشروع مؤسسي، أصبح بلا كيان، وتحول لمنظمة تمارس حرب العصابات والمباغتة العسكرية، وهذا يحتاج الى عمل طويل من قبل التحالفات".
وبين أن التنظيم يسعى لـ "المحافظة على وجوده ككيان مؤسسي سياسي، ولهذا فهو يمارس حاليا عمليات ارهابية، بحجة إثبات وجوده على الارض، فأولويته الحفاظ على هيكله التنظيمي في العراق وسورية"، موضحا أن التنظيم "فقد معظم قياداته باستثناء البغدادي على مدار ثلاثة أعوام، إلا أنه يعمل على نقل القيادات العليا الى المناطق الصحراوية في سورية والعراق.
ويشاركه الرأي بذلك الخبير في الاستراتيجيات الدفاعية اللواء الطيار المتقاعد مأمون ابو نوار، الذي يرى ان "وجود تنظيم داعش يتقلص، لكنه لم يهزم لغاية الآن، ويستمد استمراره من التناقضات والظروف السياسية والفوضى الأمنية التي لا تزال توفر مناخا لوجوده خاصة في الصحراء بين العراق وسورية، وممارسة حرب العصابات".
وبرغم ان "التكوين الطائفي بكل من سورية والعراق على سبيل المثال، يهيئ الفرصة لوجود هذا التنظيم"، الا ان ابو نوار يرى ان "داعش انتهت كمؤسسة تنظيمية، ويقوم حاليا بتنفيذ عمليات انتحارية لغايات اثبات وجوده"، لافتا الى أنه "لا يمكن القضاء عليه، الا بالتعاون مع المكون السني الذي يعاني من الاضطهاد السياسي في العراق وسورية".
وتوقع ابو نوار ان "المعركة النهائية لداعش كتنظيم ستكون بعد أشهر في دير الزور مع قوات الجيش السوري، ورغم ذلك سيبقى التنظيم فكريا موجودا على الأرض".
وعلى الصعيد الاردني يجب ان "تكون هناك استراتيجية واضحة لنهاية لعبة الحرب الدائرة في سورية حيث يتوقع ان ينفذ تنظيم داعش عمليات ارهابية خارج الاراضي السورية والعراقية لغايات إثبات قوته، بواسطة اشخاص يرتبطون فكريا بالتنظيم (ذئاب منفردة)، وهو ما يثير القلق حتى لدى أجهزة الامن الاوروبية" بحسب ابو نوار.
خبير التنظيمات الارهابية اسامة شحادة، يؤكد أن "التنظيم تلقى ضربات قوية لكن هذه التنظيمات لديها القدرة على امتصاص الضربات والعودة مجددا للحركة والتخريب لاحقا، خاصة وان المناخ السياسي يساعد على انبعاث حركته الارهابية"، مشيرا الى ان "الوضع في الموصل لا يزال سيئا للغاية ولا بوادر لأي مصالحة وطنية عادلة".
واشار الى ان "داعش" غير واضح للعيان ومصير قياداته غير معروف، وهو في مرحلة سكون لحين هدوء العاصفة، لكن القضية الأخطر، "هل سيُقدم أحد اعضاء التنظيم على تأسيس تنظيم آخر حال سقوط داعش لنجد أنفسنا أمام داعش 2".