12 جامعة أردنية تقبل طلاباً قطريين رفضتهم مصر
رصدت لجنة المطالبة بالتعويضات شكاوى متزايدة من عدم تمكن الطلاب القطريين من الحصول على تأشيرتين أمنية وسياحية لدخول جمهورية مصر العربية ، لإكمال دراستهم ، وللحاق بركب الفصل الدراسي الجامعي الذي بدأ أول أكتوبر الحالي.
كما سجلت عدداً من حالات الطلاب المتضررين من الالتحاق بجامعات خليجية ، والذين ما زالوا ينتظرون دورهم في الحصول على فرص مناسبة من المؤسسات الجامعية بقطر ، أو ممن قدموا طلباتهم لجامعات خارجية وفي انتظار موافقات رسمية على الالتحاق فيها.
وذكر عدد من الطلاب لـ الشرق أنّ 12 جامعة أردنية فتحت أبوابها للطلاب المتضررين من جامعات دول الحصار ، وخاصة ً الجامعات المصرية ، لتشابه الأنظمة الجامعية بينهما ، وسيتم تقييم أوضاع الطلاب من جانب كشوفات الدرجات والمقررات قبل إعطائهم موافقات رسمية.
وقال جاسم العلي : أنا طالب قطري ، أدرس تخصص الحقوق في السنة الثانية بجامعة القاهرة ، لم أتمكن من الحصول على تأشيرة أمنية ولا حتى التأشيرة السياحية ، لأتابع التسجيل واللحاق بالفصل الدراسي قبل أن تفوتني المقررات ، ولكن السلطات المصرية تماطل في منحي التأشيرة ، وفي كل مرة تقول لي : انتظر شهراً أو شهرين.
وأوضح أنه لجأ للبحث عن جامعات بديلة ، ونما لعلمه أنّ زملاءه قدموا طلباتهم في جامعات أردنية وافقت على إعطاء الطلاب القطريين فرصة الدراسة فيها ، وذلك بعد تقييم أوضاعهم من حيث الدرجات والمقررات.
وأشار إلى أنه قدم أوراقه فعلياً ، وجاءته الموافقة المبدئية ، ويستعد للسفر لاستكمال الإجراءات المطلوبة.
وقال خالد علي الكبيسي : إنني طالب قطري ، وفي السنة الثالثة بكلية التجارة بجامعة القاهرة ، كنت أسافر لمصر بين فترة وأخرى ، لأتابع دراستي ، واستعد للتسجيل ومعرفة المقررات التي تطرح في بداية كل فصل ، ثم فوجئت بتأخر صدور التأشيرة الأمنية التي تمنح للطلبة القطريين لدخول مصر ، وفي كل مرة أراجع مكتب السفارة المصرية بالسفارة اليونانية ، كانوا يماطلون في الرد عليّ.
وأوضح أنّ العديد من الطلاب القطريين ، لا تقتصر حياتهم على الدراسة فحسب ، إنما لديهم مصالح تجارية ، واستثمارات عقارية وأراض بمصر ، ويحاولون استثمار ما لديهم من مدخرات مالية لشراء بيوت للاستفادة منها سواء ببيعها أو تأجيرها ، واليوم في ظل هذه الإجراءات الظالمة لن نتمكن من السفر لمتابعة أمور الدراسة أو العمل التجاري.
طالبة قطرية ، في السنة الرابعة من تخصص طب عام ، قالت أدرس بإحدى جامعات الإمارات ، ولم يتبق على تخرجي سوى فصلين دراسيين ، كما أنني تركت شقتي وكتبي وأغراضي وعدت بعد الحصار بيوم ، ولم أتمكن من حمل أيّ شيء معي.
وأوضحت أنها تضررت من الحصار كثيراً ، وهي اليوم قابعة في منزلها تنتظر حلاً من المؤسسات الجامعية والمختصة بالدولة ، حيث إنها قطعت مشواراً طويلاً في دراسة الطب العام ، ولم يتبق سوى فصلين دراسيين ، وقد قدمت أوراقها بالجامعات القطرية ، وكل جامعة كانت تشترط إعادتها سنة للوراء أو إعادة التخصص من سنة أولى ، أو حذف مقررات وساعات جامعية لتبدأ الدراسة من جديد ، وجامعة تدرس الطب بقطر اشترطت عليها إدخالها في برنامج مدته 4 سنوات مما يعني أنها ستدرس المقررات التي أكملتها في 4 سنوات بالإمارات.
وتابعت قائلة ً : لقد أمضيت 4 سنوات من عمري في البحث العلمي ودراسة الطب ، حتى حرمني الحصار من تخصصي ، وليس لديّ استعداد لإعادة ما درسته مرة أخرى ، وأنّ كل جامعة قدمت فيها الطلب كانت تشترط عليها تقليص موادها الجامعية أو ساعاتها المكتسبة ومنها جامعات ببريطانيا والأردن أما الكويت فإنها تقصر دراسة الطب على ابنائها فقط ، مضيفة ً أنها طلبت من إدارة الجامعة الإماراتية مراعاة ظروفها في ظل الحصار ، فأفادتها أنه لايوجد حل سوى فك الحصار لتتمكن من العودة لجامعتها.
ونوهت الطبيبة القطرية أنها لجأت لمؤسسة أمان وهي جهة إماراتية تعنى بحقوق الإنسان ، وعرضت مشكلتها عليهم ، وبعد دراسة أحوالها الجامعية والاجتماعية ، وافقت على مساعدتها بأن تسمح لها بدخول الإمارات لتكمل دراستها للطب شريطة أن تكون بمفردها فقط ، ولكن الطالبة رفضت هذا العرض ، لأنها تريد أن يرافقها والدها في دراستها للخارج ، خوفاً على حياتها وبسبب الأوضاع المتقلبة فإنّ أسرتها تريد مرافقتها ، والاطمئنان عليها في الغربة.
وأضافت أنّ أسرتها رفضت هذا العرض ، وهي اليوم تنتظر دورها في جامعات قطر ، متمنية ً أن تحظى بفرصة قبول ، خاصة ً وأنّ دراستها للطب قاربت على الانتهاء.
وعن ذكرى يوم الحصار ، قالت : لقد سافرت في نفس يوم الحصار ، وأذكر انه كان يوما دراسيا وعندما سمعت الخبر طلبت مني أسرتي العودة فوراً ، وتركت شقتي وكتبي وأغراضي ، وسيارتي التي تحمل لوحة أرقام قطرية لم أتمكن من إدخالها الدوحة ، وعدت بسرعة ، وظننت أنّ الأزمة لن تدوم سوى أيام ثم ترجع الأمور كما كانت ، ولكنها طالت وفقدت معها حلم ارتداء سماعة الطبيب والرداء الأبيض.