شاب اردني يخترع فلتر مياه شمسي يعيد المياه والكهرباء بعد استخدامهما
هوا الأردن -
حقق المخترع الشاب يوسف أبو الجبين (19 عاما) أول أحلامه بحصوله على المركز الأول عن مشروع 'فلتر المياه الشمسي' في ماراثون اسطرلاب العلمي للعام 2017، بدعم من جمعية إبداع وصندوق الحسين للإبداع والتفوق.
وتدور فكرة مشروع الجهاز على فلتر مياه صديق للبيئة، يأخذ المياه الرمادية 'العادمة' الخارجية من المطبخ، ويقوم بإزالة المواد الكيميائية والجزيئات من الماء، ومن ثم يقوم بتعقيمها عن طريق تعريضها لأشعة الشمس، ثم تتجه المياه لخزان التبريد حيث تقوم المياه النقية بإنتاج الكهرباء، بعد ذلك تعود المياه والكهرباء للمنزل لتستخدم من جديد.
يدرس يوسف هندسة ميكانيك/ سنة ثانية في الجامعة الأردنية، وجذبه هذا التخصص بالذات كونه يتناسب مع ميوله وشغفه بالآلات والابتكارات منذ الصغر، فهو لا يمل من خوض تجارب إصلاح الآلات البسيطة أو تعديلها بإضافة شيء جديد.
يقول يوسف في حديثه إلى 'الغد'، إنه بدأ التفكير بمشروعه منذ عام 2011، حيث كانت فكرته بدائية وهي اختراع جهاز يفلتر الماء من المطبخ عن طريق الغليان الطبيعي، ويحصر البخار، ثم إرجاعه للبيوت كنظام تدفئة.
ويتابع، انشغلت بمتابعة الدروس والواجبات حينها، لكن لم انقطع عن التفكير في تطوير هذه الفكرة، وفي العام 2013 رجعت من جديد للالتفات حولي 'كيف يتجه العالم أكثر للطاقة المتجددة بديلا عن النفط والفحم'، متسائلا، لماذا لا أضيف الطاقة المتجددة وفلترتها عن طريق حرارة الشمس وأطور بها أكثر فأكثر لتوليد طاقة كهربائية.
بدأ يوسف العمل بتطبيق الفكرة بأن يحول البخار إلى ماء، وبالتالي يتمكن من إعادة الماء والكهرباء للمنزل، وهنا زاد بحثه وتجاربه من خلال عمل مشاريع بسيطة على جهاز الحاسوب، والتحق بدورات عدة متخصصة بلغات البرمجة.
استغرق البحث وإجراء التجارب عدة سنوات لحين وصول يوسف لبلورة فكرته والتأكد من آلية عمل الجهاز ميكانيكيا، مستخدما معدات بسيطة متوفرة في محلات مواد البناء والمختبرات حسب قوله.
يقول يوسف: 'لدينا مشكلة كبيرة في الأردن وهي شح وفقر في مصادر المياه، ومنه نبعت فكرة اختراع الجهاز، حيث يساهم في توفير المياه للمنازل، كما يساهم في توفير صرف الكهرباء على المنازل'.
وعن دعم الأسرة يقول: 'ساندتتي أسرتي كثيرا، فمنذ اهتمامي بإصلاح الآلات، والعمل على تطبيق المشروع لم يتوان أي منهم عن تشجيعي وتحفيزي، مؤكدين بذات الوقت أهمية الالتفات لعملية تنظيم الوقت بأن لا يؤثر على متابعة الدروس وتحصيلي العلمي، ولا أنسى مساعدة خالي وهو مهندس مدني في التشجيع على مواصلة تنفيذ الفكرة وإحضار المواد اللازمة لها'.
تقدم يوسف للمشاركة في ماراثون 'اسطرلاب العلمي' عندما نصحه أحد الأصدقاء في الجامعة بها، حيث خضع لمراحل المسابقة بتقديم نموذج لإظهار فكرته، ثم خوضه المقابلات التي تركز على القدرة الريادية لدى الشباب المتقدمين، إلى أن تأهل للخوض في الماراثون وحظي بالمركز الأول.
استحقاق هذا المركز زاد يوسف ثقته بنفسه وعمله، مواصلا ما بدأ به في تنفيذ المشروع الذي يمكنه حل أزمة بيئية والأزمات الاقتصادية، كونه يوفر على المستخدم الماء والكهرباء، كما يوفر على البيئة المخلفات.
ويشكر يوسف الداعمين لهذه المسابقة بقوله: 'لدينا مواهب عدة في الأردن، ويستطيع الشباب حل الكثير من الأزمات التي تواجهنا، خصوصا إذا تم تشجيعها ودعهما، والمركز الأول نجاح كبير بالنسبة لي ويحفزني لإكمال مسيرتي في الابتكار والتطوير'.
يقول: 'هدفي في الحياة تطوير مستوى التكنولوجيا في بلدنا وكذلك الوطن العربي، ونعلم أن وطننا يتجه حاليا للتفكير بالطاقة المتجددة والبيوت الخضراء، فجهاز 'فلتر المياه الشمسي' يساعد المهندسين المدنيين أو المعماريين على تصميم بيوت خضراء، بحيث يكون الجهاز أيضا في البيوت الخضراء'.
و'فلتر المياه الشمسي'، كما يقول، يجمع ما بين الفلتر العادي والألواح الشمسية والسخانات الشمسية، حيث سيتم تمويله من قبل الجهات الداعمة للمشروع، منوها إلى أنه وبذلك تتحول أفكارنا لمنتجات تخضع للتجربة والفحص الشامل، ثم تطرح في السوق المحلي، ثم العالمي بإذن الله.
يمتلك المخترع الشاب يوسف مواهب وأفكار عدة، منها إجادته 'البيت بوكس' وهو فن تقليد أصوات الآلات الإيقاعية والنغمات الموسيقية عن طريق الفم، وحظي بالمراكز الأولى في المسابقات التي نظمتها مدرسته.
ومن أفكاره الشبابية أيضا، يقوم الآن بإنشاء موقع 'دلوني' على الإنترنت، وهو دليل للأردن والعالم العربي يستطيع متابعيه الاستدلال على مختلف الأماكن وتفاصيلها في المملكة مثل، الفنادق، المطاعم، محلات الملابس والإلكترونيات، مواقع الدراسة، الأدوات المنزلية، الأثاث... وغيرها.