العالم يرفض اعتراف ترامب وينتصر للقدس
هوا الأردن -
شهدت الجمعية العامة للامم المتحدة امس تنديدا واسعا بقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما هددت واشنطن مجددا الدول التي تناهض موقفها.
إلى ذلك، رحب الأردن بالقرار الأممي، والذي اتخذ، رفضا لقرار الادارة الأميركية الأحادي بشان القدس.
واعتبر وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان القرار الجديد "يجسد إرادة الشرعية الدولية بتأكيد عدم قانونية أي اجراء يستهدف تغيير الوضع القائم بالمدينة المقدسة او يغير حقائق جديدة فيها".
وشدد المومني على ان "القانون الدولي يعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة وان تحقيق السلام الشامل شرطه ان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967"، داعيا إلى تكاتف جهود المجتمع الدولي لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة ومبادرة السلام العربية سبيلا وحيدا لتحقيق الامن والاستقرار، وأن السلام خيار استراتجي عربي أعلنت كل الدول العربية تمسكها به.
ومن أصل 193 دولة في الجمعية العامة، أيدت 128 منها القرار الذي يدين اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة للدولة العبرية في 6 كانون الاول (ديسمبر)، في حين رفضته تسع دول هي الولايات المتحدة وإسرائيل وغواتيمالا وهندوراس وتوغو وميكروزينيا وناورو وبالاو وجزر مارشال.
وأيد العديد من حلفاء واشنطن القرار بينهم فرنسا وبريطانيا.
وفي مؤشر يؤكد ان ضغوط واشنطن وتهديداتها لم تمر مرور الكرام، امتنعت 35 دولة عن التصويت بينها كندا والمكسيك والارجنتين وبولندا والمجر وغابت عن الاجتماع 21 دولة أخرى.
وقبل التصويت، راهن العديد من السفراء الذين تحدثت اليهم فرانس برس على تنديد أوسع للقرار يراوح بين 165 و190 دولة.
وهذا التصويت ليس ملزما، وقد أكدت الادارة الاميركية انها لن تغير موقفها.
وقبل التصويت، كررت السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي تهديداتها للدول التي ستصوت تأييدا للقرار وقالت "ستتذكر الولايات المتحدة هذا اليوم (...) هذا التصويت سيحدد الفرق بين كيفية نظر الأميركيين إلى الامم المتحدة وكيفية نظرتنا إلى الدول التي لا تحترمنا في الأمم المتحدة".
واضافت "سنتذكره حين سيطلبون منا مجددا دفع اكبر مساهمة (مالية) في الامم المتحدة. وسنتذكره حين ستطلب منا دول عدة، كما تفعل غالبا، دفع المزيد واستخدام نفوذنا لصالحها".
وكان ترامب قال عشية التصويت "يأخذون مئات ملايين الدولارات وحتى مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا" مضيفا في تهديد واضح "دعوهم يصوتون ضدنا، سنقتصد الكثير (من المال) والامر سيان بالنسبة الينا".
والواقع ان رد فعل هايلي الاثنين على نكسة واشنطن في مجلس الامن الدولي حيث رفضت بقية الدول الاعضاء ال 14 قرار ترامب، يدل ان المسألة تعني الكثير لواشنطن.
وقالت حينها ان هذا التصويت "إهانة لن ننساها ابدا" في اشارة إلى باقي اعضاء المجلس الذين أيدوا القرار وضمنهم حلفاء واشنطن الاوروبيون الذين دانوا قرار ترامب.
وسارعت الرئاسة الفلسطينية إلى الترحيب بقرار الجمعية العامة مشيدة بالمجتمع الدولي الذي "لم يمنعه التهديد والابتزاز" من الوقوف إلى جانب "الحق".
واشاد نبيل ابو ردينة المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، بالقرار معتبرا انه "يؤكد مجددا وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الحق الفلسطيني ولم يمنعه التهديد والابتزاز من مخالفة قرارات الشرعية الدولية".
بدوره، اعتبر السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة رياض منصور ان هذا التصويت يشكل "هزيمة كبيرة" لواشنطن.
وفي القاهرة، قال الامين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد ابوعلي إن "هذا الإنجاز والنصر الجديد لفلسطين سنواصل البناء عليه و تطويره مع هذه الأغلبية الساحقة من دول العالم التي وقفت إلى جانب الحق".
في المقابل، رحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالدعم "المتزايد" لبلاده رغم قرار الجمعية العامة.
وقال نتانياهو في فيديو بالانكليزية ان "اسرائيل ترفض هذا القرار السخيف. القدس عاصمتنا، كانت دائما (عاصمتنا)، وستبقى" كذلك.
وأضاف "نتعامل بارتياح حيال العدد الكبير من الدول التي لم تصوت تأييدا لهذا القرار".
وأضاف "نشكر للرئيس (الأميركي) دونالد ترامب موقفه الواضح حول القدس ونشكر الدول التي صوتت مع اسرائيل ومع الحقيقة".
وكان نتانياهو اكد انه يرفض مسبقا التصويت في الجمعية العامة معتبرا ان القدس "عاصمة اسرائيل" سواء اعترفت بذلك أو لم تعترف الامم المتحدة التي وصفها بانها "بيت الأكاذيب".
وعلق متحدث باسم البعثة الأميركية في الامم المتحدة بعد قراءة مفصلة لنتائج التصويت "من الواضح ان دولا عدة اعطت الأولوية لعلاقتها مع الولايات المتحدة في مواجهة محاولة يائسة لعزلنا".
وينص مشروع القرار الذي قدمه اليمن وتركيا على ان اي قرار حول وضع القدس "ليست له قوة القانون ويعد لاغيا وباطلا ويتعين سحبه".
ويذكر مشروع القرار بكافة القرارات التي تبنتها الامم المتحدة بشأن احتلال الاراضي الفلسطينية ويؤكد ان قضية القدس يجب ان تحل في اطار اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
واوضح دبلوماسي ان التصويت المضاعف هذا الاسبوع في الامم المتحدة بدفع من فلسطين التي تملك صفة مراقب في المنظمة الدولية، هدفه قياس ثقل الفلسطينيين ازاء خطة سلام مستقبلية محتملة.
يذكر ان القدس الشرقية ضمتها اسرائيل بعد ان احتلتها في 1967 ثم أعلنتها عاصمتها "الموحدة". ولم يعترف المجتمع الدولي ابدا بذلك ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.-(وكالات)