بوتين يَعِد الروس بحلّ مشكلاتهم ويرفض خوض سباق تسلّح
بعد ساعات على تحقيقه فوزاً ساحقاً في انتخابات الرئاسة، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة طمأنة، إلى الداخل والخارج، متعهداً التركيز على حلّ المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في بلاده، وتسوية الخلافات مع الغرب، متجنّباً الإنجرار إلى سباق تسلّح، بما يشمل خفض الإنقاق العسكري.
وتلقى الرئيس الروسي اتصالات وبرقيات من قادة عالميين هنأته بفوزه. ووجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز برقية تهنئة لبوتين، وأشاد بـ «تميّز العلاقات التي تربط البلدين والشعبين، وسعي الجميع إلى تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة».
وأعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ أن بلاده «مستعدة للعمل مع روسيا لمواصلة دفع علاقاتهما (وتعزيز) السلام العالمي». واعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن موسكو «ستبقى شريكاً صعباً». وهنأ الرئيس الإيراني محمد روحاني نظيره الروسي على «فوزه الساحق»، فيما اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن إعادة انتخابه «نتيجة طبيعية» لأدائه «المتميّز».
وأعلن بوتين امس أن روسيا تتطلع إلى حوار مع كل الدول «من أجل تسوية كل الخلافات مع شركائنا الدوليين، عبر الوسائل السياسية والديبلوماسية»، متعهداً «إقامة علاقات مع كل دول العالم بطريقة بنّاءة». وأضاف: «بديهي أنه لا يمكن ان يكون كل شيء على عاتقنا. وكما الحال في الحب، فإن الطرفين متشاركان به، وإلا لن يكون هناك حب». وتابع أن سياسته الداخلية تهدف الى زيادة التركيز على «حلّ المشكلات، وضمان سرعة النموّ الاقتصادي، ومعالجة ملفات تتعلّق بتطوير الصحة والتعليم والعلوم والبنية التحتية، وتأمين الرفاهية للمواطنين».
وزاد لدى لقائه المرشحين الخاسرين في الانتخابات: «لن ندخل سباق تسلّح. خطط خفض النفقات العسكرية، في السنتين الحالية والمقبلة، لن تؤدي إلى أي مشكلة في تأمين القدرات الدفاعية لروسيا». ولفت الى أن «غالبية النفقات في السنوات الأخيرة أُنفقت على صنع أنظمة سلاح حديثة». وكان بوتين أعلن مطلع الشهر صنع جيل جديد «لا يُقهر» من الأسلحة النووية.
وتسعى تصريحات بوتين الى تخفيف مواجهة متصاعدة بين روسيا والغرب، منذ ضمّ شبه جزيرة القرم قبل 4 سنوات، والتي صبّ الخلاف مع بريطانيا بسبب اتهام موسكو بمحاولة قتل «الجاسوس» المزودج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته، الزيت على نيرانها المشتعلة.
وأتت التصريحات المهادنة لبوتين، بعد نيله تفويضاً واسعاً لرسم السياسات الخارجية والداخلية لروسيا، لست سنوات إضافية، اثر انتخابات الرئاسة التي نُظمت الأحد، وشارك فيها 67.47 في المئة من الناخبين، مَنح 76.6 في المئة منهم صوته لبوتين، بينهم 92 في المئة في القرم، في أفضل نتيجة ينالها في انتخابات.
وكرّس الاقتراع بوتين زعيماً مطلقاً في المشهد السياسي الروسي، وكشف تراجع الأحزاب التقليدية، إذ سجّل الحزب الشيوعي أسوأ نتيجة له، بحصول مرشحه بافل غرودينين على 11.79 في المئة، في مقابل 29.2 في المئة في أول انتخابات خاضها زعيم الحزب غينادي زوغانوف عام 2000 في مواجهة بوتين. كما خرجت المعارضة الليبرالية بنتائج متواضعة، نتيجة تشرذمها وعدم اتفاقها على الدفع بشخصية واحدة لمواجهة بوتين، وعدم اتفاقها على مبدأ المشاركة.