لاودر يهاجم سياسة نتنياهو ويحذر من انهيار "الدولة اليهودية"
وجه رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ورجل الأعمال رون لاودر، الذي يزور إسرائيل حالياً على رأس وفد منظمته، انتقادات شديدة اللهجة للحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، حيث اتهمها بأنها "تعزز الشرخ بين أبناء الشعب اليهودي حول العالم وتبعدهم عن أرض الميعاد".
لاودر كتب مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز انتقد من خلاله حكومة نتنياهو، وهو الهجوم الحاد من أحد أهم اليهود المؤثرين في الشتات ضد الحكومة الإسرائيلية.
ويجادل لاودر الذي كان صديقا لنتنياهو، في مقاله بأن الحكومة بسياساتها ونهجها تخلق واقع دولة واحدة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وتعتمد الإكراه الديني الذي يحولها من دولة حديثة إلى دولة دينية تبعد عنها معظم يهود الشتات والمهجر.
وكتب لاودر أن وجود إسرائيل "دولة يهودية وديمقراطية" يقع تحت "خطر وجودي" باسم زوال حل الدولتين. قائلا: "أنا جمهوري محافظ وأنا أؤيد الليكود منذ الثمانينات، لكن الحقيقة هي أن هناك 13 مليون شخص بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط ونصفهم تقريبا من الفلسطينيين".
وتابع في مقاله: "إذا استمر الاتجاه الحالي، فسوف تواجه إسرائيل خيارًا صعبا، منح الفلسطينيين حقوقا كاملة ووقف تعريف وقوننة إسرائيل على أنها دولة يهودية أو حرمان الشعب الفلسطيني من الحقوق والكف عن كون إسرائيل دولة ديمقراطية. والطريقة الوحيدة لمنع ذلك هي حل الدولتين ".
وأضاف: "أن كبار القادة الفلسطينيين أخبروه شخصيا أنهم على استعداد لبدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل على الفور"، لافتا إلى أن مبادرات فرض السيادة الضم التي تروج لها عناصر من اليمين الإسرائيلي، إلى جانب البناء وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية والمناطق التي من المفترض أن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ما هو "إلا خلق واقع لا رجعة عنه ويؤسس لدولة واحدة".
كما هاجم رئيس المؤتمر اليهودي العالمي سياسة حكومة نتنياهو، التي تسمح لأحزاب "الحريديم" بفرض وإملاء سياسات بقضايا الدين والدولة، وأشار إلى أن الأغلبية المطلقة لليهود في العالم ليسوا من اليمين المتطرف ولا هم من "الحريديم"، وبالتالي يهود الشتات يشعرون أن الحكومة الإسرائيلية تدير ظهرها لهم.
وكتب لاودر يقول "عدد متزايد من الشبان اليهود، خاصة في الولايات المتحدة، يبتعدون عن إسرائيل لأنهم يشعرون أن هذه الدولة لا تمثل عالم قيمهم، فالنتيجة هي الاستيعاب والتغريب ... يشعر العديد من اليهود غير الأرثوذكس، بمن فيهم أنا، بأن الإكراه الديني المدعوم من الحكومة يحول إسرائيل من دولة حديثة وليبرالية إلى شبه دينية".
ويؤكد أنه يدرك أن السياسة في إسرائيل تحددها الحكومة المنتخبة ديموقراطيا وأن الإسرائيليين هم في المقدمة، لكنه يضيف: "في بعض الأحيان، يتطلب الولاء لإسرائيل قول الحقيقة غير السارة، الحقيقة هي أن أفق بلد واحد والانقسام المتزايد بين إسرائيل والشتات يهدد مستقبل الدولة التي نحبها كثيراً ... يجب أن نغير الاتجاه".