مجلس الأمن يفشل في الاتفاق على بيان بشأن غزة
هوا الأردن -
أدانت روسيا، اليوم السبت استخدام القوات الإسرائيلية للقوة بشكل عشوائي ضد المدنيين الفلسطينيين، وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، "نتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ونعرب عن خالص تعازينا لأقارب وأصدقاء القتلى الفلسطينيين، الذين أصيبوا على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وندين بشدة الاستخدام العشوائي للقوة ضد السكان المدنيين”،بحسب وكالة سبوتنيك.
وأشار البيان إلى أن موسكو تدعو الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات يمكن أن تؤدي إلى "مزيد من تفاقم التوتر وتدهور الوضع”.
وأضاف البيان: "إن تأزم الوضع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة يؤكد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية بشكل سريع، لاستئناف البحث عن تسوية عادلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أساس قانوني دولي معترف به عموما”.
ودعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة إلى "تحقيق مستقل وشفاف” في اعمال العنف إثر استشهاد 16 فلسطينيا برصاص الجيش الاسرائيلي في تظاهرات ضمن اطار "مسيرة العودة” التي بدأت بالتزامن مع "يوم الارض”.
وتاتي دعوة غوتيريش بعدما اخفق مجلس الأمن الدولي في التوصل الى اصدار بيان بشأن الوضع في غزة خلال جلسة مغلقة طارئة عقدها بطلب من الكويت.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الامين العام في بيان ان "الامين العام يدعو الى تحقيق مستقل وشفاف في هذه الحوادث”، مؤكدا "استعداد” المنظمة الدولية لاعادة إحياء جهود السلام، بحسب متحدث.
وقال فرحان حق ان غوتيريش "يناشد ايضا المعنيين الامتناع عن اي عمل من شانه ان يؤدي الى مزيد من الإصابات ولا سيما اتخاذ خطوات يمكن ان تلحق الاذى بالمدنيين”.
واتهم مسؤولون إسرائيليون اليوم السبت حركة "حماس” الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة بالاستفزاز المتعمد، خلال مسيرة حاشدة، تسببت في اشتباكات عنيفة على طول حدود غزة مع إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، رونين مانيلي للصحفيين اليوم السبت "ما شهدناه أمس كان عملا منظما للارهاب”.
واسفرت عمليات اطلاق النار والقذائف بالقرب من حدود قطاع غزة قد اسفرت عن مقتل واصابة العشرات من الفلسطينيين.
وقال مانيلي إن جميع الشهداء رجال تراوحت أعمارهم ما بين 18 و30 عاما، وأضاف "نعرف أن الغالبية العظمى منهم نشطاء إرهابيون”.
واسفرت الاشتباكات بين المتظاهرين والجيش الاسرائيلي عن استشهاد 16 فلسطينيا وإصابة اكثر من 1400 آخرين بجروح في أسوأ يوم من أعمال العنف منذ حرب غزة العام 2014.
وخلال الجلسة التي عقدت على مستوى مساعدي السفراء، حذر مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية تايي بروك زيريهون من "احتمال تدهور الوضع في الأيام المقبلة”، داعيا إلى ضبط النفس الى اقصى حد، اما المندوب الفرنسي فقد صرح إن "خطر التصعيد حقيقي”. واضاف "هناك احتمال اندلاع نزاع جديد في قطاع غزة”.
من جهتها، اعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن أسفهما لموعد انعقاد الاجتماع بسبب تزامنه مع الفصح اليهودي الذي بدأ مساء الجمعة، ما حال دون حضور اي دبلوماسي اسرائيلي.
وقال ممثل الولايات المتحدة خلال الجلسة "إنه لأمر حيوي ان يكون هذا المجلس متوازنا”، مشددا على انه "كان يجدر بنا ان نتوصل الى ترتيب يتيح لكل الاطراف أن يشاركوا (في الاجتماع) مساء اليوم” الجمعة.
وقد اتهمت الرئاسة الفلسطينية السبت الولايات المتحدة "بتشجيع اسرائيل على تحدي الشرعية الدولية” عبر تعطيلها تبني قرار في مجلس الامن بشأن غزة.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان إن "الاعتراضات الأميركية في مجلس الامن الدولي التي أدت إلى تعطيل قرار إدانة العدوان الاسرائيلي على شعبنا (…) تشكل غطاء لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال”.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس حمل الجمعة الحكومة الاسرائيلية "المسؤولية الكاملة” عن سقوط الضحايا الفلسطينيين، مطالبا المجتمع الدولي "بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل”.
– "حزن بالغ” –
صرح السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة داني دانون "فيما يجتمع اليهود في أنحاء العالم مع عائلاتهم (…) لإحياء عيد الفصح، ينزل الفلسطينيون إلى مستوى جديد من المراوغة كي يتمكنوا من استخدام الأمم المتحدة لنشر أكاذيب حول إسرائيل”.
واضاف "هذا الاستغلال المعيب لعيدنا لن ينجح في منعنا من قول الحقيقة بشأن التجمعات الارهابية لحماس التي تهدف إلى زعزعة المنطقة”،وكان قد اصدر بيانا أصدر قبيل التئام المجلس اتهم فيه حركة حماس بالوقوف خلف اعمال العنف.
من جهته، قال المندوب الاميركي "نشعر بحزن بالغ للخسائر في الارواح البشرية التي وقعت اليوم”، معتبرا ان "أطرافا اشرارا يستخدمون التظاهرات غطاء لاثارة العنف ويعرضون أرواح الابرياء للخطر”.
واكد ابو ردينة السبت ان "استمرار الادارة الاميركية بنهجها الحالي (…) لن تزيد شعبنا إلا صمودا وثباتا على مواقفه المتحدية لكل المؤامرات التي تستهدف وجوده وأرضه”.
وبمناسبة إحيائهم "يوم الارض” تدفّق عشرات آلاف الفلسطينيين، خصوصا من الاطفال والنساء، الجمعة على المنطقة المحاذية للحدود بين غزة واسرائيل في مسيرة احتجاجية اطلق عليها "مسيرة العودة الكبرى”.
ومن المقرر ان تستمر حركة الاحتجاج هذه ستة اسابيع وذلك للمطالبة بتفعيل "حق العودة” للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم والمطالبة ايضا برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة.
وتزامنت "مسيرة العودة الكبرى” مع إحياء "يوم الارض” الذي يخلّد كل 30 آذار/مارس مقتل 6 فلسطينيين دفاعا عن اراضيهم المصادرة من سلطات اسرائيل سنة 1976.