إتلاف 75% من جلود الأغنام سنويا في الزرقاء لعدم لدباغتها
قال ممثلو القطاع الصناعي في الزرقاء أن نسبة جلود الأغنام التي يتم إتلافها في المحافظة تزيد عن 75 بالمائة من مجموع جلود الأغنام التي تذبح في المملكة سنوياً، بسبب عدم وجود شركات دباغة كافية .
وبين ممثلو القطاع الصناعي، ان إنشاء مدينة صناعية متخصصة بدباغة وصناعة الجلود يساعد في الاستفادة من كميات كبيرة من الجلود الخام التي تتلف لعدم وجود شركات دباغة كافية لدباغتها، ومن شأنه خلق آلاف فرص العمل والإسهام في النمو الاقتصادي وتعزيز الاستثمار.
وقال رئيس غرفة صناعة الزرقاء المهندس فارس حمودة، ان محافظة الزرقاء تفتقر لمدينة صناعية متكاملة تستوعب الشركات العاملة في مجال الجلود والاستثمارات الجديدة، بالرغم من تخصيص الأرض لها منذ عام 2001، والذي أثر بشكل كبير على الحركة الصناعية في محافظة الزرقاء، حيث أبقى الصناعة مبعثرة دون خدمات في أرجاء المحافظة.
وأشار حمودة، إلى ان مستوردات المملكة من منتجات الجلود بلغت 2ر137 مليون دولار حتى نهاية تشرين الثاني 2018، فهناك أهمية لتخصيص جزء من هذه المدينة لتصنيع ودباغة الجلود، موضحا أن موقع المدينة الصناعية في محافظة الزرقاء ملاصق لموقع مشروع محطة معالجة المياه الصناعية والتي يمكن الاستفادة منها لكونها تمثل مكوناً رئيسياً من مكونات البنية التحتية اللازمة لدباغة الجلود.
واضاف، أن توفر منطقة صناعية لدباغة وصناعة الجلود يتوقع له ان يوفر ألف فرصة عمل مباشرة في المرحلة الأولى، فيما ان المنطقة المتخصصة بتصنيع الجلود ستزود السوق المحلي بحاجته من المنتجات الجلدية وتصدير الفائض، فضلا عن الإسهام في خلق قيمة مضافة بنسبة لا تقل عن 260 بالمائة عند تصنيع منتجات الجلود النهائية، لافتا الى أن أهمية هذه الصناعة تنبع من توفر مدخلات الإنتاج من مواد خام بشكل كبير مما يساعد على التوسع في إنتاج وتصنيع منتجات الجلود النهائية.
وأشار حمودة، إلى ضرورة إضافة المنتجات النهائية من الصناعات الجلدية إلى جانب منتجات الألبسة، اذ استحوذ قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات على نسبة تتجاوز 25 بالمائة سنوياً من إجمالي الصادرات الصناعية الكلية،حيث ان محافظة الزرقاء تحوي العديد من مزارع الأبقار والأغنام، كما توجد رغبة من الشركات العاملة في مجال الجلود لتطوير عمليات الإنتاج من التمليح إلى الدباغة وتصنيع منتجات جلدية.
من جهته قال مالك إحدى شركات الدباغة ماهر الدباغ، ان من شأن استغلال المادة الخام "الجلود" ودباغتها واستغلالها في الصناعات الجلدية المتنوعة مثل الحقائب والأحذية والألبسة ومختلف الصناعات الجلدية الأخرى، أن يخلق خمسة آلاف فرصة عمل خلال السنوات الخمس القادمة، كما من شأنه الإسهام في النمو الاقتصادي، اذ ان الأردن لديه ميزات للتصدير الى أوروبا وأميركا.
وأوضح ان أكبر تحد لشركات الدباغة هو توفر المياه العذبة التي تقوم عليها هذه الصناعة المجدية، حيث ان سعر المتر المكعب من المياه للقطاع الصناعي مرتفع جدا، الأمر الذي يدفع باتجاه التفكير في إنشاء محطة للتنقية الصناعية تكون الحكومة هي المسؤول عنها وليس القطاع الخاص، من أجل تقليل كلف الإنتاج وتوفير الاستقرار للمستثمرين.
وأكد مالك لشركة دباغة بالزرقاء نبيل معتوق، أن كلفة شحن الجلود لمصر وسوريا من أجل دباغتها مساوية لقيمة دباغتها في المملكة فيما لو توفرت مدينة صناعية تحتوي على محطة للتنقية، مبينا أن إتلاف الجلود بهذا الشكل، دون استغلاله من خلال الدباغة والتصنيع، يسهم بدرجة رئيسية في التلوث البيئي. (بترا)