رئيس المجلس العسكري الإنتقالي السوداني يلتقي السيسي في القاهرة
اجرى رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، السبت، محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أول زيارة له خارج بلاده منذ توليه منصبه.
واستقبله السيسي بقصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة (بشرق القاهرة).
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بسام راضي إن السيسي “عقد جلسة مباحثات مع الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، حيث تم التوافق على اولوية دعم الإرادة الحرة للشعب السوداني واختياراته”.
وتأتي زيارة البرهان إلى القاهرة قبل أيام من إضراب عام دعا إليه قادة حركة الاحتجاج في السودان، الثلاثاء والأربعاء، لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين.
وهي الزيارة الأولى للبرهان خارج السودان منذ إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل/ نيسان الماضي.
وكان الرئيس المصري عقد قمة تشاورية حول الأوضاع في السودان في حضور بعض الدول الأفريقية في 23 أبريل/ نيسان.
وتعتبر القاهرة أن السودان هو العمق الاستراتيجي لمصر جنوبا وبالتالي فإن ما يجري في هذا البلد الذي يمر عبره نهر النيل قبل أن يصل إلى الأراضي المصرية يتخذ أهمية قصوى بالنسبة إلى السلطات المصرية.
وقال السيسي خلال تلك القمة إن “الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم، عن طريق حوار شامل جامع، بين القوى السياسية المختلفة في السودان، يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي توافقي (…) ويضع تصوراً واضحاً لاستحقاقات هذه المرحلة، ويقود إلى انتخابات حرة ونزيهة”.
وأضاف “نحن كدول جوار للسودان ودول تجمع ايغاد وكشركاء إقليميين، نتطلع لتقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والرخاء الذي يتطلع إليه ويستحقه”.
وقام نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو المعرف بـ”حميدتي” بزيارة للمملكة العربية السعودية الخميس والجمعة التقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقال المجلس العسكري، في بيان، إن الغرض من زيارة حميدتي هو “تقديم الشكر للمملكة (…) لما قدّمته من دعم اقتصادي يؤمّن متطلّبات الحياة المعيشية للشعب السوداني، وهو ما أعلن عنه في الفترة السابقة فضلاً عن دعمها السياسي للمجلس للمساهمة في الوصول إلى حلّ سريع للمشكلات”.
والأسبوع الماضي، أودعت السعودية 250 مليون دولار في المصرف المركزي السوداني في إطار حزمة مساعدات تعهّدت بها المملكة وحليفتها الإمارات لصالح السودان الذي يشهد اضطرابات في خضم عملية انتقال للسلطة.
وأعلنت الإمارات والسعودية في 21 أبريل/ نيسان تقديم دعم مالي قيمته ثلاثة مليارات دولار للسودان.
الحلول الممكنة
وتجري مفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الاحتجاج الممثلة بـ”تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير” حول إدارة الفترة الانتقالية. وقد عُلّقت المفاوضات ثلاث مرات منذ إسقاط البشير كان آخرها الإثنين. وحتى الآن لم يحدد اي موعد جديد لاستئنافها.
وكان التحالف أعلن، الخميس، أنّه سيجري مشاورات مع أنصاره للتباحث في الحلول الممكنة بعدما تعثرت مباحثاته مع المجلس العسكري بشأن تشكيلة المجلس السيادي الذي من المفترض أن يدير البلاد خلال الفترة الانتقالية.
ويريد المحتجون رئيساً مدنياً للمجلس السيادي، الأمر الذي يرفضه المجلس العسكري. كما يطالبون بأن يكون الأعضاء ثمانية مدنيين وثلاثة عسكريين، في حين يريد المجلس العسكري سبعة عسكريين وأربعة مدنيين.
وبعد تظاهرات استمرّت أربعة أشهر، أطاح الجيش السوداني البشير (75 عاما) الذي حكم البلاد طوال 30 عاماً، وشكّل الجيش “مجلساً عسكرياً انتقالياً” سيطر على المؤسسات الحكومية.
ويواصل آلاف المعتصمين تجمعهم أمام مقرّ الجيش في وسط الخرطوم لمطالبة العسكريين بتسليم السلطة للمدنيين.
وخلال شهر رمضان لم يغّير المحتجّون من عاداتهم كثيراً، فهم ما زالوا يتوافدون يومياً إلى مقرّ الاعتصام، ولا سيما وقت الإفطار أو السحور حين تنطلق الهتافات والشعارات المطالبة بالحكم المدني ومحاسبة النظام المعزول. (أ ف ب)