المشاقبة يكتب : دروس من أزمة كورونا في الأردن
هوا الأردن - كتب أ.د. أمين مشاقبة
سنتحدث لاحقآ عن الدوله الأردنية ما بعد وباء الكورونا وما هي الدروس المستفاده من الحالة منذ منتصف شهر اذار ولغاية الانتهاء والانتصار على هذا الوباء.
وهناك ملاحظات عامه يمكن ابرازها في هذين الاسبوعين، فإن الشعب الاردني صاحب الوعي السياسي والادراك الصحي والمعرفة للاثار المترتبه على الاستهتار وعدم الالتزام ضمن الخطه الاولى لتطبيق قرار حظر التجول التزمت الغالبية العظمى من الشعب الاردني بالقرار وكان شعارهم "خليك بالدار"، وهذا يعني الالتزام القانوني لدى المواطنين باوامر الدفاع الهادفه لحماية النظام العام القائم على الامن والسكينه والصحه العامة وتطبيق اوامر الدفاع وهدفه حماية الصحه العامة من الوباء المنتشر على الصعيد العالمي.
وكما وجه جلالة الملك تطبيق قانون الدفاع في اضيق الحدود، ويلاحظ مدى الوثوق بالقياده الهاشمية في ادارة الازمة والتوجهات الملكيه في المجالات المختلفة، فالانسان اغلى ما نملك هو شعار الملك الراحل والحالي، وتم تطبيقه تطبيقآ جليآ في السلوك والتوجيهات الملكية حمايةً الشعب الاردني، وتوفير كافة المستلزمات لحياته الكريمه، فالوثوق بالقياده ودورها وسلوكها هو الدرس الاول الذي ابرزته الازمة على الساحه الاردنية، ناهيك عن الدرس الثاني الذي تحدث عنه الملك في خطابه للشعب: "أنني جندي" والجندي يستبق الحدث والاحداث وتم التصرف على هذا الاساس في مواجهة الوباء، مما جعل الاردن من اوائل الدول على الصعيد العالمي بالقدرة، والاليات المتخذه لمواجهة هذا الوباء .
والدرس الاخر الذي برز في هذه الازمة هودرجة الاحترام والتقدير والموثوقية بالمؤسسة العسكرية والجيش الاردني، والتي شكلت حاله من الارتياح العام لدى الشارع بمجمله، فالثقة عاليه بالمؤسسه العسكريه والمؤسسات الامنيه من دور الامن العام والدفاع المدني والمخابرات العامة، ومستوى الجاهزية والاحتراف في التواصل مع المواطنين وحل مشاكلهم، وعبر التاريخ السياسي للدولة الاردنية وخصوصآ في الازمات، هنا ثقة عاليه بالمؤسسه العسكرية والمؤسسات الامنيه التي لعبت دورآ كعامل من عوامل الاستقرار السياسي للدولة، وهذا يعني نجاح قوى الضبط الاجتماعي في المساهمة الفاعلة في التصدي للأزمة الناجمة عن هذا الوباء .
ودرس آخر هو قدرة الادارة التنفيذية في التعامل مع هذا الوباء وخلية الازمة المتعدده من الجهات التي ادارت ولغاية الان الازمة باقتدار؛ ناهيك عن الشفافية والمصداقية في التعامل مع الارقام والتخطيط المسبق في انهاء المرحلة الاولى في الحجر كافة القادمين من الخارج ومنع مخالطتهم للمواطنين والتاكد من حالتهم الصحية وابقاءهم في الحجر الصحي لمدة ١٤يومآ؛ وكذلك تم تطبيق آمر الدفاع الثاني وهو بحظر التجول.
والدرس المهم حالة التراص والتوحد الاجتماعي، فحالة التلاحم الشعبي والفزعة الاردنيه المعروفة في الازمات ووقوف الاردنيين اهل النخوة والشهامة مع بعظهم البعض وتناسيهم كل الخلافات والاشكاليات للوقوف صفآ واحدآ مع القيادة والوطن لمواجة الحالة الطارئة، وهذا ليس بجديد على الشعب الاردني العظيم، فهذا ديدنه وضميره دومآ، وما علينا الان الا الاستمرار في التلاحم مع القيادة والمؤسسات الامنية والعسكرية لتحقيق الانجاز الاكبر، وهو الانتهاء من هذا الوباء، حمى الله الاردن قيادة وشعبآ وجيشآ .