ثنائي الشاشة الاردنية جابر والعضايله

هوا الأردن - نضال ابو زيد
في الوقت الذي يطل فيه يوميا عبر الشاشه الاردنيه، جراح القلب والرجل ذو الخلفية العسكريه ووزير الصحه الدكتور سعد جابر، بجوار الشخصيه الاعلاميه الأكثر ثباتا ووقار أمجد العضايله، ليسوقو عباراتهم إلى الشارع الأردني، تتوجه افئدة الاردنيين لتلتقط إشارات الرجالين الذين اصبحا ثنائي الشاشه وحديث مواقع التواصل الاجتماعي، ثمة كارزما شخصية طغت على الثنائي، فجابر يتحدث بلسان الطبيب ويستخدم المؤثرات النفسيه والابتسامه الهادئه، للسيطره على القلوب، والعضايله يتحدث بالمؤثرات الرقمية وسرد النقاط الاجرائيه مستخدما الكشره والجديه الأردنية لجذب العقول.
ثمة تناغم عفوي ظهر بين الايقونتين تمثل باستعاب الازمة بابعادها الثلاث، الشارع، والحدث، والإجراءات، الأمر الذي جذب الاهتمام واعادة الثقة بالشاشه الاردنيه التي غابت منذ زمن عن أجندة الاردنيين، فباتت الشاشه الاردنيه محط اهتمام الشارع يتلقف منها أحداث الساعه بما يتعلق بتطورات كورونا.
نجحت الصورة الاعلامية الحاليه في خلية الازمة في التغلب على المعضله الاردنيه السابقه، وهي تناول الاخبار والمعلومات من مصادر السوشل ميديا او مصادر خارجيه، إلى حد ما طغى الظهور الاعلامي للرجلين على باقي شخوص وزارة الازمة، فبات ظهور باقي أركان الوزاره حدث تجميلي او تكميلي.
يستخدم جابر نبرة صوت الطبيب المسبوغه بابتسامه مسؤول هادئه رغم ان وزير الصحه دائما يتحدث عن إصابات ووفيات الا ان جابر نجح في جعل المتلقي يستقبل أرقامه التي تتعلق بإصابات او وفيات بشكل سلس، ويتحدث العضايله بنبرة صوت الاعلامي الجديه في زمن ازمة بحجم كورونا يستخدم فيها حواسه الخمسه رغم جموده الفريد، تمازج مرموق وظهور اعلامي فريد أعاد إلى اذهان الاردنيين مقولة ان الاردن مدرسة الإعلام العربي.
ثمة من يعمل من الطاقم الوزاري خلف الكواليس بعيدا عن الاضواء ضمن خطة يبدو أنها دقيقة التفاصيل، بالمقابل ثمة من خرج عن سكة فريق الازمة لعدم قدرته على مجارات اقرانه من الطاقم الوزاري، الأمر الذي كان أحد اهم مخرجات ازمة كورونا وهو وضع الوزراء في كفتي الميزان، فعرف الشارع الأردني حجم وقدرات كل واحد من الطاقم الوزاري وميز الغث من السمين.
دخلت السوشل ميديا على خط الظهور الاعلامي للطاقم الوزاري فاسترسلت في جابر والعضايله مدحا وتبجيلا لدرجة ان المعارض العنيد ليث شبيلات أقر واعترف في تغريدة له بمهنية الرجلين واصفا جابر (بالحكيم).
رسائل مشتركة حملها ظهور جابر والعضايله تؤسس لمرحلة قادمة إطارها العام ضرورة تناغم ثنائية الإعلام والحدث، في ظل ظهور مميز أعطاهما لقب رجلا المرحلة بامتياز بعد اداء تمثل باقل قدر ممكن من الأخطاء، بخلاف ما يجري من تواري واختفاء عن المشهد لطاقم مجلس النواب وبعض أعضاء الفريق الاقتصادي الذي يتحمل أخطاء تضارب القرارات الاقتصادية والتي ستكون الايام القادمه حبلى بها، وفي النهاية ايقاع متناسق لثنائي الشاشة أعاد إلى اذهان الشارع رونق الإعلام الاردني الذي بدأ مع انطلاق أثير الاذاعه الاردنيه من اللويبده حين قال حينها صلاح ابوزيد اول وزير إعلام، " هنا عمان".