الفلاحات يحذر من عودة القطاع الزراعي إلى "الحلقة المفرغة"

 قال نقيب المهندسين الزراعيين، عبدالهادي الفلاحات، “إن جائحة كورونا، أثبتت للدولة بكل مستوياتها أهمية القطاع الزراعي الذي هو صمام الأمان لأي مجتمع”.

وأضاف الفلاحات “أن النقابة تحدثت عن هذا الموضوع عدة مرات سابقا، دون أن تجد الأثر في هذا القطاع”، مشيرا إلى “أن النقابة ناقشت في كثير من الأحيان الأمن الوطني والاجتماعي والغذائي، وأن الكثير من أصحاب القرار كانوا يعتقدون أنه إذا توفر المال فإنهم يستطيعون الحصول على الغذاء”.

وبين “أن وباء كورونا، وفي ظل الأزمة التي يعيشها كل بلد ويعمل على معالجة إشكالياته داخل قطره، بعد تقطع أوصال العالم، برزت أهمية القطاع الزراعي الذي يعد حاليا خط من خطوط الدفاع الرئيسة عن المملكة”.

ولفت الفلاحات، إلى “أنه إذا كان الاهتمام بالقطاع الزراعي سيبقى في دائرة الإجراءات والقرارات القديمة، فإن القطاع سيعود إلى الحلقة المفرغة التي كان يعيشها ويعاني فيها”.

وأوضح، “أن الفرص متاحة في الأردن حاليا لاغتنامها، خاصة وأن السوق التقليدي في الخليج، يعاني حاليا، وأنه في الأيام المقبلة، فإن دول الخليج ليس لديها أسواق مزودة للخضار والفواكه سوى السوق الأردني”.

وأشار إلى “أن أوروبا تعاني من أزمة كورونا، والأسواق مغلقة وكلفة التصدير أصبحت مكلفة في ظل الأزمة، فإن الأردن أمامه فرصة مهمة عليه استثمارها لتركيز الصادرات لدول الخليج والاستفادة من هذا الظرف”.

وبين، “أن التصدير بشكل أكبر للخليج، يأتي عبر الاهتمام الأكبر والأوسع بالقطاع الزراعي والعاملين فيه، والوقوف على جميع التحديات التي مر بها المزراعون خلال الفترة الماضية، ومعالجتها”.

ودعا الفلاحات، الحكومة، “إلى استثمار هذه الفرصة المهمة في الأزمة الحالية”، مؤكدا، “أن الأردن الرسمي معني، وخلال الأعوام القليلة المقبلة، بأن يكون القطاع الزراعي هو اللبنة الأساسية التي يتم عليها البناء”.

وشدد على “أن قطاع الصناعات الغذائية، وبعد توجيهات جلال الملك مؤخرا بالتركيز على القطاع الزراعي، فإن المؤسسة التنفيذية وعبر الحكومة بكافة أذرعها من وزارات الزراعة والماه والعمل والصناعة والتجارة معنية بأن تدرك أن عليها مسؤوليات كبيرة لتعزيز دور هذا القطاع على مستوى الاقتصاد المحلي وعلى مستوى الأمن الوطني والغذائي والاجتماعي”.

وفيما يخص ارتفاع أسعار بعض أنواع الخضار والفواكه في السوق المحلي، وبما أن أسواق التصدير شبه متوقفة حاليا، بين الفلاحات، “أن ارتفاع السعر يدل على ارتقاع جودة المنتج المحلي من الخضار والفواكه، كما أن السبب الآخر يكمن في أن الأردنيين يعيشون فترة انتقالية ما بين موسم الإنتاج في منطقة إلى أخرى، إضافة إلى أن العاصفة التي ضربت منطقة الأغوار الفترة الماضية، أثرت بشكل كبير على الإنتاج”.

وبين نقيب المهندسين الزراعيين، “أن التدخل” بحركة السوق، ليست في مصلحة المزارع ولا المستهلك حتى الإبقاء على حالة الانتاج، ولذلك يجب بقاء حالة العرض والطلب متوفرة لأنها تحدد توازن الأسعار بالنهاية”.

ونوه الفلاحات، إلى “أن الأردن ينتج كميات ضخمة من الخضار والفواكه تفوق حاجته السنوية بأضعاف”، مبينا، “أن المملكة صدرت ما يزيد على 1 مليون طن منذ عدة أعوام، إلا أن التصدير انخفض في الأعوام القليلة الماضية إلى نحو 650 ألف طن نتيجة نتيجة الزيادة السكانية التي طرأت على المملكة وزيادة كميات الاستهلاك محليا”.

وأكد، “أن الزراعة الصيفية ستعزز قدرة الأردن على الإنتاج الزراعي، خلال الأسابيع المقبلة، وهي فرصة لتعزيز قيمة الصادرات المحلية لدول الجوار”.