سامي الداوود .. بين غلطة "الشاطر" وركاب "موجة الشهرة"
هوا الأردن - كتب اسلام العياصرة
لا يختلف اثنان اننا نعيش منعطفات في ظروفنا الحياتية واليومية قد تخرج اي شخص فينا عن هدوءه وحكمته وحتى اتزانه في بعض المواقف ، الموقف والسبب دوما هما الشماعة لتلك الاخطاء البسيطة والتسامح هو الانموذج الامثل للخروج من هذا المأزق بكلمة طيبة تدرء فتنة نتنة يسعى لتأجيجها صاحب مصلحة.
ليست مقدمة انشائية او كلمات تنظيرية سطرت وانما واقع بات من اللزوم ان نشرحه في ظل هجمة شرسة تطال وزير الدولة لشؤون رئاسة الورزاء سامي الداوود والذي خرج عن المالوف مداعبا احد الزملاء الصحفيين في رده على سؤال وجه له قائلا" أول شي الي سأل السؤال يحط الكمامة كويس لانك في دائرة حكومية بتنحطش على اللحية بتنحط هون" قبل ان يتابع مجيبا على سؤاله حول مدى تقيد المواطنين في دوائر القطاع العام بالاجراءات الوقائية ، لتنطلق بعدها حملة شرسة طالت شخص الوزير الداوود وحملت عبارات جارحة تصل لحد القدح والذم برعاية قناة المندوب الصحفي وبعض الطامحين بالحصول على ثقة الصحفيين في انتخاباتهم المقبلة من اولئك الذين لم نشهد لهم موقفا مؤيدا في الدفاع عن اي صحفي او اعلامي في السابق او حتى في قضية حريات او نقد لاي قضية طالت وسيلة اعلام في صورة تشير الى ان البعض ما يزال يبحث عن شيطنة القضايا وتسخيرها لخدمة اجندته ، قبل ان تنهال عبارات التجريح على شخص الوزير واسلوبه عبر تعليقات المواطنين في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما دفعني الى كتابة هذه السطور لانصاف الرجل .
فقد كنت من اكثر الصحفيين تعاملا مع شخص الوزير الداوود وبعض الوزراء بحكم عملي الاعلامي وخلال جائحة الكورونا على وجه الخصوص والتي افقدتنا جميعا الكثير الكثير من اساليب حياتنا اليومية واحدثت فجوة بين العلاقات الانسانية بحثا عن الامان الصحي ، ومع هذا ماعهدت من هذا الرجل الا الكياسة وطيب الكلمة وصدق المعلومة والحيادية عن القضايا الشخصية حتى عندما طالته شائعات التصاريح حينها من الايدي المشبوهة لمن يدعون انفسهم بالمعارضة الخارجية والتي اثبتت الحقيقة كذبهم وتلفيقهم لمثل هذه الاشاعات لان يد الداوود طالت ملفات مقربين منهم .
الداوود من اكثر الوزراء انضباطا وانجازاً واقلهم كلاما وظهورا على الشاشة .. وليس من اولئك الذين يبحثون عن شهرة او ركوب موجة ويقضي ساعات طوال تصل الى منتصف الليل في مكتبه لانجاز معاملات المواطنين وملفات رئاسة الوزراء ، وهو يسعى جاهدا لرفع وتيرة التنسيق والعمل التكاملي والرقابي بين مختلف المؤسسات الرسمية والقطاعات الاقتصادية في مختلف الصعد ، هذا الرجل دمث بخلقه وفكره ويشكل انموذج بسيط للمسؤول القادم من طبقة كادحة حاله كحالنا .. يبتسم دائم .. وهادىء الطباع .. متواضع لا يتعالى على مراجع .. ولن تستغرب ان وجدته يوما على باب الاستعلامات في دار الرئاسة يقف مع مسن ليتفهم قضيته وهذا ديدنه منذ عرفته وقد شغر موقع الامين العام فيها بالسابق ، وهو ذاته من اعلى قيمة تقرير ديوان المحاسبة وبدا بسلسلة اجراءات حكومية رقابية صارمة اعادت ملايين الدنانير لخزينة الوطن .
الموقف اقل من ان يستحق الوقوف عنده لنطلق لاجله حملة وهجمة ولا يتطلب كل هذا التجريح والهجوم وتندر على انها انتقاص من قيمة مهنة المتاعب وفرسانه .. والرجل بموقف يبرر رده الذي تبعه بابتسامة بانه لا تهاون او تلاعب بصحة المواطنين وعلى الجميع الالتزام ، وكم كنت اتمنى ان ارى مثل هذه الحملات الشرسة دفاعا عن فرسان القلم والكلمة في قضية حريات او في اي شان يهم الناس ، لا ان نتلقف المواقف ونتصيد بالماء العكر فجميعنا يعلم ويفرق بين غلطة "الشاطر" وركاب "موجة الشهرة" والله من وراء القصد.