أكيد: مُذيع يتنمَّر على من شملتهم "خدمة العلم"
قال مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" إن مذيع عبر إحدى الإذاعات المحليّة ارتكب مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة في حديثه عن الفئة المستهدَفة ببرنامج خدمة العلم، وبخاصّة الدفعة الأولى من هم من مواليد 1995، إذ أظهر بكلامه تنمُّرًا واضحًا وإساءة لهذه الدفعة.
وبحسب أكيد فقد قال المذيع في برنامجه الذي بثّته الإذاعة ظُهر أمس، موجِّهاً دعوته لفئة مواليد 1995، إنَّه يريدهم "نار بتقدح في الميدان مش نار بتقدح عـtiktok"، في إشارةٍ منه إلى وَصْم هذه الفئة ورَبْط سلوكها بالمحتوى الذي يظهر على تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة على الهاتف المحمول "تيك توك"، وأطلق عليهم ضمن كلامه أسماء "ميمو وميدو"، ما يحمل إساءة وتنميطاً وتقليلاً من شأن الفئة المستهدفة وسلوكها.
وطالبَ المذيعُ من الفئةِ المستهدفةِ حِفْظ أغنيةٍ وطنيّةٍ، بثّها خلال كلامه، لأنهم سيؤدونها في الطابور الصباحي ضمن التدريبات العسكريّة التي سيتلقونها، على حدّ قوله.
ويقول الدكتور صخر الخصاونة، المختصّ بالأخلاقيّات والتشريعات الإعلاميّة، إنّ الأصل بالإعلام أن يبيّنَ إيجابيات اعتماد برنامج خدمة العلم على هذه الفئة العمريّة وليس الاستهزاء أو الاستهتار بها، وبخاصّة عند الحديث عن خدمة عسكريّة يُفترض أن تكون الدعوة إليها دعوة وطنيّة نابعة من حبّ الوطن وليس التقليل من شأن الفئات المستهدَفة.
وأضاف الخصاونة أنَّ مواثيق الشرف الصحفيّة جميعها تدعو إلى المساواة والوحدة الوطنية، وإظهار عناصر الولاء والانتماء وليس إلى الفِرقة بين المواطنين، موضّحاً أنَّ الخدمةَ العسكريّةَ ليست عقوبةً بِقَدْر ما هي خدمة للوطن والنظام.
وتابع المذيع كلامه، بالحديث عن الطعام المقدّم ضمن الخدمة العسكريّة، ومقارنته بما تتناوله هذه الفئة باستهزاء، قائلاً: "ما عرفتو زنجر الجيش لسّا، ولا رز الجيش، ولا مقلوبة الجيش، ولا طبخ الجيش".
ويقول الخصاونة تعليقاً على كلام المذيع، إنًّ الطعام والشراب المقدَّم من المؤسسة العسكريّة ضمن التدريب هو جزء من روتين العمل الخاصّ بها، وإنَّ كلام المذيع باستهزاء يُظهِر إساءةً مبطّنة لأداء القوات المسلحة الأردنيّة.
ويُذكّر "أكيد" بمعايير مصداقيّة التغطية الصحفيّة، والممارسات المهنيّة في أداء المذيعين، والتي نذكر منها؛ الموضوعيّة في الطرح، وضرورة التحضير المتمكّن للفقرات بكتابة الكلمات المفتاحيّة حتى لا يقع المذيع ضحيّة الخطأ في التعبير، والالتزام بالقوانين والتشريعات التي تحكم العمل الإعلاميّ، وبخاصّة أنّ ممارسة المهنة الصحفيّة بصورة تخالف القوانين والأنظمة المعمول بها تُعد خرقًا لواجبات المهنة وتجاوزًا على آدابها وقواعد سلوكها، الأمر الذي قد يُعرّض الصحفيّ للمساءلة القانونية، وفقاً للمادة (2) من ميثاق الشرف الصحفي.