الوزير الأسبق د.أمين المشاقبة : الشهادات وحدها لا تستطيع ادارة البلاد والمشاكل الموجودة في الأردن أكبر من حجم أي حكومة
قال الوزير الأسبق وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور أمين المشاقبة، أن جلالة الملك عبد الله الثاني -حفظه الله ورعاه- يدافع وبقوة عن الإسلام والمسلمين وفي مختلف المحافل الدولية إزاء أي قضية تتعرض للإسلام.
وأوضح المشاقبة، خلال استضافته عبر برنامج "صالون حياة"، الذي قدّمه محمد سلامة، السبت،أن ما قام به الرئيس الفرنسي ماكرون من الإساءة للرسول -عليه الصلاة والسلام - والمسلمين له بُعد سياسي متعلق بالدعاية الانتخابية، لكسب أصوات اليمين المتطرف في فرنسا.
وأشار المشاقبة أنه منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، لم يعد أحد يدافع عن الإسلام الوسطي المعتدل بقوة، وتم ربط كل ماهو سيء وسلبي بالإسلام، وذلك لأغراض سياسية بحتة، مطالبا بضرورة وجود جبهة موحدة للدفاع عن الإسلام وتوضيح صورته الحقيقية.
ونوّه المشاقبة إلى أهمية إصدار قرار من الأمم المتحدة بعدم الإساءة لرسول الله – عليه السلام-، وأن تنشط المؤسسات الإعلامية العربية باللغات الأخرى لإبراز صورة الإسلام الحقيقية، إلى الجانب الثقافي في بعمل مؤتمرات وندوات على المستوى الدولي لتوضيح صورة الإسلام ومحاربة الأفكار المغلوطة التي تُنسب إليه.
وبيّن المشاقبة أن "الواقع العربي بعد ثورات الربيع العربي أصبح مفتت فلا وجود لدور لجامعة الدول العربية، والتنسيق بين الدول العربية ضعيف، وهناك تشتت وتشرذم في العلاقات العربية العربية وقوة أخرى توجههم، مما يؤثر على المطالبة بالحقوق العربية.
وحول وجهة نظر المشاقبة في الإخفاقات التي وقعت بها الحكومات السابقة، نوّه المشاقبة: " أن تشكيل الحكومات في الأردن يتواجد فها خلل، فلا يجوز في حالة الأزمات والتحديات التجريب في اختيار الوزراء، ويجب أن يكونوا وزراء ذو كفاءة وقدرات عالية وخبرات عملية أو فنية، فالشهادات وحدها ليست كفيلة لإدارة البلاد".
مضيفا إلى أنه يتوجب على أي حكومة أن يكون لديها برنامج قصير ومتوسط وطويل المدى وواضح يخرج من رحم المجتمع الأردني وليس من أي جهة خارجية، يقوم على علاج وحل القضايا المختلفة مثل الفقر والبطالة وحجم المديونية.
ولفت المشاقبة أن حكومة بشر الخصاونة جاءت في وقت صعب، فالمشاكل الموجودة في الأردن أكبر من حجم أي حكومة سابقة أو حالية أو قادمة، مشيرا إلى أن الحل لمواجهة هذه المشاكل هو الاستقرار الحكومي، وذلك في استمرار الحكومة مدة أربع سنوات. بالإضافة إلى حُسن اختيار الوزراء الأكفاء والقادرين على تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات، وتوفير القدرات وأهمها القدرات المالية.
وفيما بتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة ومدى أثر جائحة كورونا على التصويت، قال المشاقبة: " أن إجراء الانتخابات النيابية استحقاق دستوري لا بد من عمله مع الوباء أو بدونه، وأن تأجيل الحكومة أمر وارد لغاية 27 من تشرين الثاني 2020”.
مضيفا أن جائحة كورونا ستؤثر على نسبة الاقتراع في الانتخابات والتي ستقل لنسبة 35% ممَن يحق لهم التصويت من جانب. ولعدم ارتياح المواطنين للأداء البرلماني السابق من جانب آخر.
ولفت المشاقبة أنه باتت هناك نظرة للنيابة بأنها وجاهة وليست تشريفا وطنيا بالخدمة. وأن ما نسبته 8% من أعضاء مجلس النواب السابق يحملون شهادة الثانوية العامة فما دون. منوها إلى أنه في السنوات السابقة شهدنا حالة من عزوف الكثير من الكفاءات الوطنية للترشح في الانتخابات،وأصبح هناك تزاوج بين السلطة والمال.
وبيّن المشاقبة أن قانون الانتخاب يعيق الأحزاب السياسية من الوصول إلى مجلس النواب، وغالبية الأحزاب غير مبنيّة على قاعدة حزبية وإنما على أسس عشائرية.
وأنهى المشاقبة حديثه أن الأردن قادر على تجاوز كل التحديات رغم الظروف الصعبة، نتيجة إيمان شعبه والتلاحم مع القيادة الهاشمية سنستطيع مجابهة الأزمات.