مدير مستشفى الجامعة الأردنية يخرج عن صمته بعد وفاة نخبة من الأطباء بكورونا
خرج الدكتور إسلام مساد مدير مستشفى الجامعة الأردنية، عن صمته بعد وفاة العديد من الأطباء بمواجهة جائحة كورونا، وقال إنه تقدم للجهات المعنية قبل 10 أيام بعدة مقترحات لاقى بعضها استحسانا وجوبه بعضها بعدم الاقتناع.
وكتب مساد عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "يجب ان لا ننتظر اكثر ...حتى لا نندم حين لا ينفع الندم".
وأضاف "فقدنا بالايام القليلة الماضية ثلة من خيرة ابناءنا في الكوادر الصحية بسبب اصابتهم بفيروس الكورونا".
وقال "اليوم فجعنا بزميل اخر انضم الى ركب من سبقوه من شهداء الواجب. ووصلني قبل قليل خبر يفيد بان زملاء اخرون هم على اسرة الشفاء بعضهم وضعه حرج للغاية".
وحتى عصر السبت، بلغت حصيلة الأطباء المتوفين بجائحة كورونا في الأردن تسعة أطباء كان آخرهم استشاري التخدير الدكتور سميح عمرو.
وقال مدير مستشفى الجامعة الأردنية "في لقاءات سابقة مع بعض المسؤولين ، ومنذ اكثر من عشرة ايام تقدمت بعدة مقترحات، لاقى بعضها استحسانا وجوبه بعضها بعدم الاقتناع".
وحتى مساء الاربعاء الماضي، اصيب من كوادرنا الصحيه في مستشفى الجامعه ما مجموعه 281 زميلة وزميل؛ بين اطباء وممرضين وصيادلة واداريين او عمال؛ بعضهم اصيب بسبب انتقال العدوى من داخل المستشفى، واخرون من خارجه، قال مساد.
وقال "مع احترامي وتقديري لجميع الكفاءات التي تطل علينا عبر شاشات التلفاز او من خلال الميديا فقد وجب علينا اليوم ان نكون اكثر حزما واكثر واقعيه وان نقوم باصدار توصيات حازمة وصارمة؛ تحمي ابناءنا وتحمي كوادرنا ومواطنينا على حد سواء".
وقال "لا أرى داع للاستمرار بهذه الكثافة من حملات التقصي الوبائي بصورتها الحالية، فقد تفشى الفيروس في مجتمعنا ، واصبحت الاولوية هي تقديم الرعاية الصحية داخل المستشفيات لمن يرقدون على اسرة الشفاء وللكوادر العاملة من اطباء وممرضين وفنيين وعمال واداريين، وحتى يتحقق ذلك وجب ودون تاخير".
وتاليا حزمة من المقترحات عرضها مدير مستشفى الجامعة الأردنية في منشوره على فيسبوك:
1- فحص جميع المدخلين والمنومين في المستشفيات من غير مرضى الكورونا ولأي سبب طبي وعدم ادخال اي مريض من هذه اللحظه دون التاكد من عدم اصابته
2- التوقف عن اجراء كافة العمليات الجراحية الاختيارية الا بالحدود الضيقة( بعض البروتوكولات العالمية في الدول المتقدمة اوقفتها الا لعمليات القلب والدماغ والحالات الطارئة والسرطانية )
3- تزويد خطوط الدفاع الاول داخل المستشفيات بكافة وسائل الحماية ودون انقاص وبدعم من وزارة الصحة؛على اقل تقدير الاعتراف بها عند التدقيق على فواتير المستشفيات من اللجان المختصة
4- تحديد عدد من الفحوصات السريعه Fast tests للحالات التي لا يحتمل التعامل معها التاخير لاخذ القرار المناسب وخاصة في غرف الطواريء
والاهم من ذلك كله؛ لا بد لنا من ان نستفيد من تاخرنا في دخول الموجة الشديدة، وان دولا اخرى قد سبقتنا الى ذلك حتى وان كنا مقتنعين بقوة نظامنا الصحي ، فقوتنا اليوم هي بالاستفادة من دروس الغير لان النظم الصحية العالمية ( وهي اقوى منا )، وقفت عاجزة تماما، وتعلمت من دروسها فاخذت قرارات سريعة وحاسمة لنا ان نستفيد منها.
وقال الدكتور مساد، إن "مستشفى الجامعه الاردنية؛سائر بتطبيق ذلك والتجهيز لما يقتضيه تطبيقه لحماية مرضاه وكوادره الصحية".