هاني الخصاونة يروي قصص رجال الحُمر في ايلول وغضب الحسين عليه بشأن الدقامسة
نظم مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ضمن فعاليات كرسي الملك الحسين قراءة مهمة لكتاب الزميل احمد ابو خليل الذي اشتمل على شهادات من رافقوا المغفور له ومن بينهم الوزير الاسبق الدكتور هاني الخصاونة .
تضمنت شهادات الخصاونة الذي شغل ايضا منصب سفير ورئيس تشريفات ملكية في عهد الحسين مجموعة من القصص والحكايا المهمة تنشر عمون بعضها..
يقول الخصاونة : في أحداث أيلول 1970، أمضيت مع الملك الحسين 41 يوما في قصر الحمر غرب عمان.
ويضيف : كنا في الحمر في ذلك الوقت أقل من 15 رجلا: الملك حسين رحمه الله والامير الحسن واحمد الطراونة واحمد طوقان ومازن العجلوني وزيد الرفاعي ووصفي التل كان وهاني خليفة ومريود التل وراضي العبدالله وكان نذير رشيد واحمد عبيدات وطارق علاء الدين يترددون على المقر ولكنهم كانوا يتحركون خارجه، القصر عبارة عن بيت صغير ، كنا نمضي معظم وقتنا في طابق التسوية كما رصدت عمون، وهو ساحة كبيرة وننام فيها ، بينما جلالة الملك في غرفة نومه، لم يكن الجو الداخلي متوترا كثيرا، أذكر أنه سقطت على القصر بعض القذائف، لكن من دون حدوث إصابات.
ويروي في الكتاب قول الخصاونة : كان الملك ينتقل من الطابق الذي يعلو مكتبه إلى طابق التسوية، كان أكثرنا صلة به هو زيد الرفاعي ، وفي المساء كان يأتي حابس المجالي فيضفي بشخصيته اللطيفة جوا محببا وهادئا، كان وصفي التل موجودا رغم أنه لم تكن له صفة رسمية، لكنه كان فعالا والكل ينظر له باحترام.
وتحدث ايضا قائلا : العلاقة مع محيط القصر محدودة، حصل تواصل مع العجارمة، جماعة مفلح العجارمة، الذي كان عضوا في الحكومة العسكرية ، كانوا يرسلوا الطعام، وخاصة خبز الشراك. غير أن وضع التموين بالنسبة لنا لم يكن كثير الصعوبة.
ويتذكر : أذكر من أخلاقيات الملك حسين، عندما كنت في السفارة في القاهرة بوظيفة "سكرتير ثاني"، كان علي أبو نوار لاجئا سياسيا هناك، وأراد أن يصالح الملك، فكلفنا بهذه المهمة، أنا والمرحوم عاطف المجالي الذي كان عمله في القيادة العسكرية المشتركة في القاهرة، حدثت الملك بذلك، فحدد موعدا دون علم مستشاريه، بمن فيهم رئيس الديوان الملكي حسين بن ناصر، فجاء علي أبو نوار، والملك الحسين يفتح ذراعيه مرحبا بعلي أبو نوار، وقد غضب المرحوم حسين بن ناصر من هذا اللقاء، كانت طبيعة الملك سمحة وهو ويأسرك بلطفه حسب رصد عمون للمؤلف.
وروى حكاية مهمة مفادها انه في زمن لاحق، "زعل" منه الراحل عندما دافع عن أحمد الدقامسة (جندي أردني هاجم اسرائيليين في نقطة حدودية وقتل 6 بنات )، ويضيف "لكني كنت أبررها بأنني محام وواجبي الدفاع عن أي مواطن. وكنت قبلها قد رفضت حضور حفل توقيع المعاهدة في وادي عربة. ثم حصلت حادثة أحمد الدقامسة".
ويروي:
أثناء عملي سفيرا للأردن في موسكو، إشتكى الأمريكان علي لدى الملك حسين ثلاث مرات، قالوا له إن السفير الأردني في موسكو، يوسع من أعداد الطلاب الذين يدرسون هناك وهذا أمر برأيهم ليس في صالح الأردن، وكنت أطمئن الملك. وفي آخر مرة عندما ذكر الشكوى ذاتها، قال إن الأمريكان يخشون من تجنيد طلاب أردنيين في الأجهزة الأمنية السوفياتية. أكدت للملك أن المناخ الموجود لا يساعد، فقد كانت القيادة السوفياتية تعاني من السن الطاعن، وكنت أحس أن الأجواء لا تساعد على التوسع والتجنيد ، فهناك ركود في التطور الاجتماعي والمعيشي، وكنت أطمئن الملك بأن النظام في حالة جمود وليس فيه ما يغري الطلاب على التجنيد ثم هناك جهات تراقب.
ويقول اخيرا :
آخر مرة رأيت فيها الملك الحسين كانت في إيدون عام 1997، كان مدعوا الى بيت الدكتور عون الخصاونة، وهو قريبي. حضر الى إيدون، وبعد أن سلم علي وقبلني، مشى خطوات ثم عاد وقال لي :"أبو محمد، في بيني وبينك عتاب". ضحك الحضور وعرفوا السبب.