ابونوار: التمرين الجوي فوق القدس مستفز ودول مشاركة لا تعرف معناه السياسي
أكد المحلل الاستراتيجي والخبير العسكري مأمون ابو نوار، أن تمرين العلم الازرق الجوي الاسرائلي القائم الان في الاراضي المحتلة وتحليق تشكيل من طائرات الاحتلال الاسرائيلي وطائرات المانية إضافة الى بعض دول الناتو المشاركة والبدء بما اطلق عليه "مرور جوي فخري" بارتفاع منخفض فوق القدس والاراضي المحتلة فعل مستفز ومثير للجدل.
وقال ابو نوار لـ عمون إن عواصم هذه الدول المشاركة بالتمرين لا تدرك المعنى السياسي للتمرين المستفز، فهو بمثابة دعم لدولة محتلة عنصرية استيطانية مضطهدة للشعب الفلسطيني، متسائلا: "كيف تعتبر هذه الدول ان هذا فخرا لها وخاصة ان هناك اعتداء يومي مستمر علي الاماكن المقدسة وخاصة القدس الشريف اضافة الى اطلاق صفارات الانذار في غزة وعسقلان اليوم بينما هم يشاركون بهذا التمرين ويتدربون ويحلقون بالقرب منها؟".
وأشار إلى أن اسرائيل تستغل هذا التمرين الجوي لتقول للعالم انها دولة متقدمة والاقوى في المنطقة وتستعرض عضلاتها، لايصال رسالة أنه دولة رائدة وقوية بهدف تحسين مكانتها الدولية في الخارج، واظهار حرصها على استقرار وأمن المنطقة من خلال هذا التمرين وهو الخامس من نوعه.
وأوضح أن الاحتلال تعلم من امريكا ويحاول تقليدها باستخدام عملية الاتصال العسكري العسكري Military to military contacts كاداة من ادوات سياسته الخارجية لدعم دبلوماسيته وسياسته مع الحلفاء، مبينا ان هذه الادوات العسكرية اصبحت تلعب دورا هاما في العلاقات الدولية الجيوسياسة الاسرائيلية.
وبين أن الاحتلال اطلق على هذه المناورات (بالدبلوماسية الجوية) لتحقيق اهدافه المختلفة وخاصة بيع الاجهزة والمعدات الحربية المختلفة لدول كثيرة في العالم منها دول العربية.
وقال اللواء الطيار المتقاعد ابونوار، إن معظم الدول المشاركة في التمرين هي دول ناتو ولاتحتاج لمثل هذه التمارين وهي اسلحة جوية عريقة ومعظمهما شاركت في تمارين الناتو وفي اعظم تمرينين في العالم هما العلم الازرق على مستوى التخطيط الجوي الاستراتيجي في تامبا فلوريدا والعلم الاحمر في نيفادا قاعدة نلس الجوية.
وأضاف ان الاحتلال يحاول تقليد هذين التمرينين، مشيرا إلى أنه شارك في هذه التمارين وهي اقرب الى الحرب الواقعية الفعلية وتحتاج لمتطلبات كثيرة لاشراك الطيارين فيها منها الوعي القتالي عالي المستوى نظرا للمخاطر المترتبة للاشتراك في مثل هذا التمرين بحيث يكون في بعض الاحيان اشتباك جوي مكون من 20 طائرة مختلفة او أكثر في رقعة جغرافية لاتتجاوز 20 ميل جوي مربع فاين ما تنظر حولك تجد الطائرات تحيط بك، ويتنفس الطيارون الصعداء عند الانتهاء من الاشتباكات.
وأكد ان هدف الاحتلال من هذه التمارين ليس تعزيز القدرات القتالية الجوية فقط، وانما لتقريب وجهات النظر السياسية وتعزيز عمق العلاقات وصولًا الي تحالف إستراتجي ضد التهديد الاقليمي، والمقصود هو ايران التي شكلت ناتو ايراني من دول عربية (العراق، سوريا، لبنان، اليمن) بحيث اصبحت هذه الدول العمق الاستراتيجي لها والخط الامامي للدفاع عنها.
واوضح ابو نوار أنه بالرغم من اختلافنا مع إيران إلا انها تمتلك ووكلائها القوة الصاروخية الباليستية التقليدية الدقيقة الرادعة من اغلاق المطارات الاسرائيلية وصولًا الي التدمير المتبادل في حالة اي صراع قد يحدد مصير وتغيير المنطقة خلال 40 سنة قادمة وخاصة في حال استخدام الاسلحة النووية التكتيكية، مشيرا إلى أن والجنرلات الاسرائيليين يدركون ذلك جيدا.
وبين أن الاحتلال ركز على الدعاية والاعلام واستخدمها لاظهار هذا التمرين وكأنه تحالف إستراتجي مهم للتصدي لأي تهديدات مستقبلية في المنطقة.