آخر الأخبار
ticker الأردن: السلام بين أذربيجان وأرمينيا يسهم بتعزيز أمن المنطقة ticker هيئة الأسرى: إدارة "سجن جلبوع" تُعذب الأسرى بالصعقات الكهربائية ticker إسرائيل تستهدف مقرا أمنيا في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا ticker بالفيديو .. إيران تنفذ حكم الإعدام بـ "جاسوس النووي" وتكشف هويته وتعرض اعترافاته ticker الحرب على غزة .. ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 61,330 شهيدا ticker وزراء خارجية 5 دول يدينون خطة إسرائيل للسيطرة على غزة ticker فلسطين تطلب عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث جرائم الاحتلال ticker ارتفاع حصة الصناعات الغذائية الأردنية من السوق المحلي إلى 65% ticker الفنان سليم العياصره يُشعل "حدائق الجبيهة" ضمن فعاليات صيف الأردن ticker سرايا القدس تعلن استهداف قوات "إسرائيلية" بقذائف الهاون ticker كاتس: "إسرائيل" مصممة على احتلال غزة ticker الحوثيون: نفذنا 3 هجمات على أهداف "إسرائيلية" ticker ترامب يعلن التوصل لاتفاق سلام "تاريخي" بين أرمينيا وأذربيجان ticker ختام بطولة المملكة المفتوحة للجوجيتسو ticker 72 شهيدا و314 إصابة في غزة خلال 24 ساعة ticker تواصل فعاليات مهرجان "صيف الأردن" في عمان والمحافظات ticker الأسهم العالمية ترتفع مع صعود الدولار ticker فرنسا تدين بشدة خطة إسرائيل بشأن احتلال غزة ticker الحوراني ينقذ الفيصلي من تعثر أمام السلط ticker الحملة الأردنية توزع وجبات غذائية في مستشفيات شمال غزة

الفرجات يتساءل: هل فاتت اجدادنا الأنباط أهمية كيمياء مياه الشرب فكانت القاضية؟

{title}
هوا الأردن -

قال الاستاذ الجامعي الدكتور محمد الفرجات، إن أبحاثا طلابية لمرحلة البكالوريوس في كلية البترا للسياحة والآثار أدت إلى كشف النقاب عن كيمياء ونوعية مياه الأنباط قبل نحو ألفي عام، وجاء ذلك بطريقة مبتكرة للغاية، حيث تمت عملية تحليل رواسب كلسية داخل قنوات الفخار الآثارية الناقلة لمياه الشرب النبطية، لتبين وجود تراكيز ملحوظة للفلزات الثقيلة.

وبين الأستاذ الدكتور محمد الفرجات أستاذ الجيولوجيا والمياه والبيئة في جامعة الحسين بن طلال، بأنه وجه الطالبتين القائمتين على البحث (وجدان الحسنات وسماح المشاعلة)، إلى جمع عينات رواسب كلسية من داخل قطع القنوات الفخارية النبطية القديمة المتواجدة في المستودعات، وبالتعاون مع محمية البترا، وتجهيزها للتحاليل المختصة بهدف دراسة كيمياء ونوعية مياه الشرب في عهد الأنباط في البترا.

وأضاف الفرجات بأن الطالبتين قامتا بتحليل العينات بعد طحنها مخبريا، وذلك على أجهزة حيود أشعة إكس XRD وفلورة أشعة إكس XRF، لتكشف عن وجود تراكيز ملحوظة وغير طبيعية لعناصر من الفلزات الثقيلة، كالنحاس والكادميوم والنيكل والكروم والخارصين، إضافة لظهور عناصر البروم والسترونشيوم، والتي ظهرت جميعها كأكاسيد، كما وقد ظهرت على شكل معادن، إذ أعطت ذروات واضحة على سجلات منحنيات حيود أشعة إكس، لتؤكد على أن هنالك تراكيز في المياه لفلزات وصلت حد السمية.

ويشير الفرجات إلى أن الرواسب المعدنية والتكلسات في مواسير المياه تعكس نوعية وكيمياء المياه، حيث أن المواد الذائبة في المياه تترسب عند الوصول إلى حد الإشباع، وضمن ظروف فيزيائية معلومة من درجة حموضة وحرارة وأكسجين ذائب داخل المياه.

وأشار الفرجات إلى أن تحاليل مياه الينابيع الحالية، والتي شكلت مصادر شرب الأنباط سابقا، تعد خالية من أية مؤشرات تلوث، وأن مصفوفات معادن الخزان الجوفي لهذه الينابيع لا تحتوي أية تراكيز تذكر للفلزات الثقيلة، مما يفتح الباب للتساؤل عن مصدر الفلزات ذات التراكيز العالية آنذاك، والتي وجدت برواسب معدنية تعكس نوعية مياه شرب الأنباط قديما وقبل نحو ألفي عام.

ويعد التفسير الوحيد لذلك، وحسبما خلص إليه بحث الطالبتين، إلى أن الأنباط قاموا بتعدين وصناعة ما يلزمهم من مواد بجانب عيون المياه، وكذلك على مجاريها، أو على أراضي تشكل أماكن تغذية هذه العيون ذات الطبيعة التكهفية (كارستية)، وأنهم إستخدموا الأحماض بكثرة والتي من شأنها إذابة الفلزات السامة من خاماتها وزيادة حركتها في الماء.

ويشير البحث وحسب أنواع وتراكيز الفلزات، إلى أن ذلك بالتأكيد قد يكون أدى إلى حدوث حالات مرضية بين سكان المنطقة آنذاك، كالفشل الكلوي والتسمم والأمراض المستعصية، الأمر الذي قد يكون ساهم بشكل أو بآخر في نهاية سكان هذه الحضارة في عاصمة مملكتهم التاريخية البترا، ويضاف ذلك إلى حزمة من الإحتمالات والفرضيات الأخرى.

أما التساؤل الأهم، فالأنباط الذين تعايشوا مع الشح المائي، وقاوموا أشرس الحضارات في زمنهم، وبرعوا في فن النحت والهندسة المعمارية والمائية وسادوا القوافل التجارية، فهل فاتهم أن كيمياء ونوعية المياه قد تتأثر بالتلوث من مصادر صناعية؟

ويضيف البروفيسور الفرجات بأن الأمر يفتح الباب للمزيد من الدراسات المتخصصة والتعاون، لإستنتاج النمط المعيشي والسيناريوهات التي واكبت الحضارات القديمة في مناطقنا، بدراسة أتربة وطمم الحفريات الآثارية، من خلال بقايا البذور وحبيبات اللقاح المحفوظة وبقايا العظام والأشجار والفحم، حيث تشكل سجلات زمنية تعكس المناخ القديم والوفرة المائية والغذائية لهذه الحضارات، وما واكبها من كوارث طبيعية كالزلازل والأمراض القديمة والجفاف والمجاعات، إضافة لتتبع الهجرات السكانية القديمة وتخالط الشعوب.

ويعد البحث وعلى الرغم من أنه لطلبة بكالوريوس وكما يرى الفرجات، بأنه إضافة نوعية لقصة حضارة الأنباط وتاريخهم، ويؤكد من ناحية أخرى على المستوى المخبري المتطور للجامعة، والمستوى البحثي الهادف لطلبة الكلية والجامعة على حد سواء.

 

 
تابعوا هوا الأردن على