آخر الأخبار
ticker البنك الأردني الكويتي ينظم حملة للتبرع بالدم في مبنى الإدارة العامة ticker للعام الثالث على التوالي .. البنك الأردني الكويتي يفوز بجائزة "أفضل بنك للخدمات البنكية الخاصة في الأردن لعام 2025"من يوروموني العالمية ticker مشاركة عمان الاهلية بحفل تخريج الفوج الثاني من برنامج "نشامى" ticker التربية تكرم الطالب السعافنة من مدارس الجامعة الأولى على بحثه العلمي الدولي في فيزياء الجزيئات ticker جائزة جديدة تضاف لحصيلة طلبة العلوم الطبية المساندة في عمان الاهلية ticker إصدار 113.3 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا لغاية آذار ticker إحباط تهريب 2389 كروز دخان عبر مركز حدود الكرامة ticker خريج صيدلة عمان الأهلية يحرز لقب أفضل إنجاز لعام 2024 في Viatris العالمية ticker رئيس الوزراء يشيد بتخصيص شركة البوتاس 30 مليون دينار على مدى 3 سنوات لمشروع المسؤولية المجتمعية ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة

الفرجات يتساءل: هل فاتت اجدادنا الأنباط أهمية كيمياء مياه الشرب فكانت القاضية؟

{title}
هوا الأردن -

قال الاستاذ الجامعي الدكتور محمد الفرجات، إن أبحاثا طلابية لمرحلة البكالوريوس في كلية البترا للسياحة والآثار أدت إلى كشف النقاب عن كيمياء ونوعية مياه الأنباط قبل نحو ألفي عام، وجاء ذلك بطريقة مبتكرة للغاية، حيث تمت عملية تحليل رواسب كلسية داخل قنوات الفخار الآثارية الناقلة لمياه الشرب النبطية، لتبين وجود تراكيز ملحوظة للفلزات الثقيلة.

وبين الأستاذ الدكتور محمد الفرجات أستاذ الجيولوجيا والمياه والبيئة في جامعة الحسين بن طلال، بأنه وجه الطالبتين القائمتين على البحث (وجدان الحسنات وسماح المشاعلة)، إلى جمع عينات رواسب كلسية من داخل قطع القنوات الفخارية النبطية القديمة المتواجدة في المستودعات، وبالتعاون مع محمية البترا، وتجهيزها للتحاليل المختصة بهدف دراسة كيمياء ونوعية مياه الشرب في عهد الأنباط في البترا.

وأضاف الفرجات بأن الطالبتين قامتا بتحليل العينات بعد طحنها مخبريا، وذلك على أجهزة حيود أشعة إكس XRD وفلورة أشعة إكس XRF، لتكشف عن وجود تراكيز ملحوظة وغير طبيعية لعناصر من الفلزات الثقيلة، كالنحاس والكادميوم والنيكل والكروم والخارصين، إضافة لظهور عناصر البروم والسترونشيوم، والتي ظهرت جميعها كأكاسيد، كما وقد ظهرت على شكل معادن، إذ أعطت ذروات واضحة على سجلات منحنيات حيود أشعة إكس، لتؤكد على أن هنالك تراكيز في المياه لفلزات وصلت حد السمية.

ويشير الفرجات إلى أن الرواسب المعدنية والتكلسات في مواسير المياه تعكس نوعية وكيمياء المياه، حيث أن المواد الذائبة في المياه تترسب عند الوصول إلى حد الإشباع، وضمن ظروف فيزيائية معلومة من درجة حموضة وحرارة وأكسجين ذائب داخل المياه.

وأشار الفرجات إلى أن تحاليل مياه الينابيع الحالية، والتي شكلت مصادر شرب الأنباط سابقا، تعد خالية من أية مؤشرات تلوث، وأن مصفوفات معادن الخزان الجوفي لهذه الينابيع لا تحتوي أية تراكيز تذكر للفلزات الثقيلة، مما يفتح الباب للتساؤل عن مصدر الفلزات ذات التراكيز العالية آنذاك، والتي وجدت برواسب معدنية تعكس نوعية مياه شرب الأنباط قديما وقبل نحو ألفي عام.

ويعد التفسير الوحيد لذلك، وحسبما خلص إليه بحث الطالبتين، إلى أن الأنباط قاموا بتعدين وصناعة ما يلزمهم من مواد بجانب عيون المياه، وكذلك على مجاريها، أو على أراضي تشكل أماكن تغذية هذه العيون ذات الطبيعة التكهفية (كارستية)، وأنهم إستخدموا الأحماض بكثرة والتي من شأنها إذابة الفلزات السامة من خاماتها وزيادة حركتها في الماء.

ويشير البحث وحسب أنواع وتراكيز الفلزات، إلى أن ذلك بالتأكيد قد يكون أدى إلى حدوث حالات مرضية بين سكان المنطقة آنذاك، كالفشل الكلوي والتسمم والأمراض المستعصية، الأمر الذي قد يكون ساهم بشكل أو بآخر في نهاية سكان هذه الحضارة في عاصمة مملكتهم التاريخية البترا، ويضاف ذلك إلى حزمة من الإحتمالات والفرضيات الأخرى.

أما التساؤل الأهم، فالأنباط الذين تعايشوا مع الشح المائي، وقاوموا أشرس الحضارات في زمنهم، وبرعوا في فن النحت والهندسة المعمارية والمائية وسادوا القوافل التجارية، فهل فاتهم أن كيمياء ونوعية المياه قد تتأثر بالتلوث من مصادر صناعية؟

ويضيف البروفيسور الفرجات بأن الأمر يفتح الباب للمزيد من الدراسات المتخصصة والتعاون، لإستنتاج النمط المعيشي والسيناريوهات التي واكبت الحضارات القديمة في مناطقنا، بدراسة أتربة وطمم الحفريات الآثارية، من خلال بقايا البذور وحبيبات اللقاح المحفوظة وبقايا العظام والأشجار والفحم، حيث تشكل سجلات زمنية تعكس المناخ القديم والوفرة المائية والغذائية لهذه الحضارات، وما واكبها من كوارث طبيعية كالزلازل والأمراض القديمة والجفاف والمجاعات، إضافة لتتبع الهجرات السكانية القديمة وتخالط الشعوب.

ويعد البحث وعلى الرغم من أنه لطلبة بكالوريوس وكما يرى الفرجات، بأنه إضافة نوعية لقصة حضارة الأنباط وتاريخهم، ويؤكد من ناحية أخرى على المستوى المخبري المتطور للجامعة، والمستوى البحثي الهادف لطلبة الكلية والجامعة على حد سواء.

 

 
تابعوا هوا الأردن على