آخر الأخبار
ticker وسط حضور مهيب .. مقاولي البلقاء يلتفون حول كتلة المقاول الأردني دعماً للإصلاح والتغيير الجذري - صور ticker الحقوق والمساواة والتمكين شعار الأمم المتحدة بيوم المرأة ticker %20 انخفاض عودة اللاجئين السوريين ticker القوات السورية تتجه من إدلب للساحل لملاحقة "فلول الأسد" ticker نتنياهو يعتزم إرسال مفاوضين للدوحة بشأن وقف إطلاق النار بغزة ticker "وسط البلد".. القلب النابض في رمضان ticker "معدل العمل".. اختبار حقيقي للنائب أمام الناخب ticker منظمة عالمية: الأردن يسير بخطى مدروسة ومنتظمة لتحقيق نهوض شامل ticker 222 مليون دينار صادرات تجارة عمان خلال شهرين ticker ارتفاع مؤشرات الاسهم الاميركية الكبرى ticker ستاندرد اند بورز تثبت التصنيف الائتماني للأردن ticker تجارة عمان تقرر فتح مكتب تجاري في بغداد ticker نظام الإفصاح عن البيانات .. خطوة لتعزيز الثقة بالبيئة الرقمية الأردنية ticker الفناطسة: تعزيز مشاركة المرأة اقتصاديا يتطلب توفير بيئة عمل لائقة ticker "المتقاعدين العسكريين" تؤجل أقساط السلف لشهر آذار ticker استثمار جديد في مدينة الموقر الصناعية بـ 10 ملايين دينار ticker حركة تجارية نشطة في أسواق الرصيفة خلال رمضان ticker ارتفاع أسعار النفط مع زيادة الطلب وتخفيضات الإنتاج ticker الرئيس السوري لفلول الأسد: سلموا سلاحكم قبل فوات الأوان ticker منظمة التعاون الإسلامي تتبنى الخطة العربية لإعادة إعمار غزة

العجارمة يكتب : على هامش الجداريّة "مؤنس" بينَ الماءِ والنّارِ

{title}
هوا الأردن -
هوا الأردن - د. نواف العجارمة


من قلبِ المحنةِ تولدُ المنحةُ، ومنْ قلبِ العتمةِ يولدُ بصيصُ النّورِ، كشرارةٍ في عقلٍ يتوهّجُ، ثمّ لا يلبثُ أنْ يصيرَ خيطًا، ثمَّ شعاعًا ثمَّ نارًا يقصدُها كلُّ منْ أرادَ أنْ يأخذَ منها قبسًا ...
 
 
كانَ مؤنسُ كالنّارِ في اشتعالِها، وكالنّارِ كذلكَ في إيناسِها، عرفتُهُ في ربوعِ الأردنيّةِ قبلَ ما يناهزُ ثلاثينَ ربيعًا، حينَ كانَتْ مفارقُ رؤوسِنا سوداءَ، لمّا يتجرّأْ بياضُ الشّيبِ على اختراقِ حدادِها.
 
 
روحُهُ المشطورةُ نصفيْنِ جعلَتْ من عقلِهِ مسرحًا لتنازعِ التّناقضاتِ، كانَ يبصرُ السّوادِ خلفَ ناصعِ البياضِ، ويبصرُ البياضَ وراءَ عتمةِ السّوادِ، يرى الشّيءَ وظلّهُ. القبحُ في عينيهِ يستدعي استحضارَ الجمالِ، والجمالُ أقربُ ما يكونُ لنقيضِهِ القبيحِ....
 
 
لم يكنْ لهذا الصّراعِ بين الأضدادِ الّتي يعيشُها إلّا أنْ يحتويها جميعًا بعدالةٍ تامّةٍ، وما كانَ لروحٍ أنْ تتسعَ لصراعٍ بهذا الحجمِ إلّا إنْ كانَتْ روحًا ساخرةً بعمقِ سخريةِ مؤنس ...
 
 
كانَتْ لوحاتُهُ التّشكيليّةُ تجسيدًا لحرفِهِ بلغةِ الألوانِ والخطوطِ، تخترقُ عوالمَ الإحباطِ، وتخلعُ أبوابَها، وتكسرُ قيودَها، وتفتحُ نوافذَها لشمسِ الأملِ ونورِ التّفاؤلِ، حاربَ اليأسَ بالرّيشةِ والقلمِ، فتخلّدَ في عالمِ الحرفِ واللّونِ لوحةً ناطقةً، وحرفًا يختالُ بأطيافِ النّورِ السّبعةِ.
 
 
ولَئِنْ يتركُ النّاسُ وراءَهم أثرًا وعطرًا، فقدْ تركَ المؤنسُ خلفَهُ حرفًا مضمّخًا بملامحِ الإنسانِ في صراعاتِهِ وتناقضاتِهِ وسعيِهِ نحوَ إثباتِ ذاتِهِ في هرمِ الحياةِ.
 
 
الجداريّةُ الّتي تُخلّدُ ذكرَ مؤنس، موجودةٌ في قلبِ كلِّ مَنْ أحسنَ قراءةَ حرفِهِ، فنقشَهُ على جدرانِ قلبِهِ أثرًا لا يزولُ. وفي روحِ كلِّ منْ أدركَ أبعادَ روحِهِ، فتبعَها في أروِقتِها، وقلاعِها، وفي ساحاتِ معارِكِها، في انتصاراتِها، وفي هزائمِها.
 
 
وما هذهِ الجداريّةُ اليومَ في مدرسةٍ عريقةٍ كهذهِ المدرسةِ إلّا صورةٌ مكبّرةٌ واضحةُ المعالمِ عمّا تركَهُ المؤنسُ في قلوبِِنا وأرواحِنا، لكنّها دعوةٌ للأجيالِ الفتيّةِ أنْ تنضمَّ إلى جحافلِ محبّي مؤنس، كيْ يرتَووا من حرفِهِ المتعطّشِ للعدلِ والحرّيّةِ وكرامةِ الإنسانِ، ولكي يُكملوا طريقَهُ الشّاقّةَ بينَ الماءِ والنّارِ في جدليّةٍ نفنى فيها ولا تنتهي، هيَ الحياةُ.
تابعوا هوا الأردن على