بنك أمريكي يحذر من 3 أزمات عالمية طاحنة
بينما تشتعل الحرب الأوكرانية يبدو أن الاقتصاد العالمي مقبل على أزمات طاحنة بفعل الحظر والحظر المتبادل بين أطراف الصراع.
حيث أدى الحظر الأمريكي لواردات النفط لاشتعال الأسعار حيث قفز النفط أعلى مستوياته في 14 عام ما انعكس على توقعات المحللين بأن يقفز التضخم عالميا إلى مستويات قياسية.
وفي المقابل يبدو أن روسيا تهدد هى الأخرى بحظر صادراتها غلى الدول التي فرضت عقوبات على الاقتصاد الروسي، حيث لوحت بورقة النفط والغاز والمعادن التي تمثل لروسيا قوة ضاربة على غرار النيكل والبلاديوم والنحاس وبالطبع النفط والغاز.
أزمة طاقة
حذر "جولدمان ساكس (NYSE:GS)" من أن الغزو الروسي لأوكرانيا والإجراءات الغربية ضد موسكو عرضت الاقتصاد العالمي لصدمة طاقة ملحمية.
وقال المصرف الأمريكي في مذكرة نقلتها شبكة "سي إن إن" إن عدم اليقين بشأن كيفية حل هذا الصراع ونقص النفط أمر غير مسبوق.
وأضاف المصرف الأمريكي: "نظرًا إلى الدور الرئيسي لروسيا في إمدادات الطاقة العالمية، فقد يواجه الاقتصاد العالمي قريبًا واحدة من أكبر صدمات إمدادات الطاقة على الإطلاق مشيرًا إلى أن نطاق الصدمة سيكون هائلاً على الأرجح".
وأوضح أن الغزو الروسي قد يحجب ثلاثة ملايين برميل يوميًا من صادرات النفط والمنتجات البترولية الروسية.
وأقر مجلس النواب الأمريكي قرار الرئيس "جو بايدن" بحظر شراء النفط الروسي وسط مطالبة ممثلي الحزبين بتطبيق عقوبات أكبر على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
وحذر البنك من أن النتائج المحتملة لا تزال حادة نظرًا للتهديد الذي يمثله ارتفاع أسعار النفط للاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن خام "برنت" قد يتداول عند 115 دولارًا العام المقبل، مقارنة بالتقديرات السابقة عند 105 دولارات.
أزمة غذاء
وحذر جولدمان ساكس من أن أسعار الحبوب قد تسجل مزيدًا من الارتفاع لأن الحرب في أوكرانيا والعقوبات المطبقة على روسيا قلبت الإمدادات من منطقة البحر الأسود رأسًا على عقب.
وقال جولدمان أن الاضطرابات في خطوط الشحن، وارتفاع تكاليف المدخلات والمخاوف بشأن زراعة المحاصيل الجديدة في أوكرانيا دفعت سوق الحبوب العالمي نحو أكبر صدمة منذ الفترة المعروفة بالسرقة الكبرى للحبوب في سبعينيات القرن الماضي.
ارتبطت تلك الفترة بزيادة حادة للأسعار بعدما اتضح أن الاتحاد السوفيتي أبرم صفقة تسببت في القضاء بشكل مؤثر على مخزونات القمح الأمريكية.
ورفع جولدمان ساكس توقعاته لأسعار الذرة وفول الصويا والقمح، إذ يتوقع وصول سعر الذرة عند 7.75 دولار للبوشل بحلول الصيف.
بينما توقع جولدمان أن يصل سعر فول الصويا عند 17.5 دولار للبوشل أما القمح فقد يسجل 12.5 دولار للبوشل.
وأضاف محللو المصرف الأمريكي نحن نرى ضغوطا صعودية واضحة في منحنيات البيانات في جميع أنحاء العالم.
وقال المحللون أن توقعاتهم لا تزال صعودية تجاه عقود المحاصيل الجديدة في القطن والذرة وفول الصويا مع احتمال حدوث زيادة كبيرة في الأسعار نتيجة للظروف الجوية غير المواتية في الولايات المتحدة، أو الاضطرابات الأوكرانية.
أزمة نمو
توقع جولدمان ساكس في تقرير للعملاء انكماش اقتصاد منطقة اليورو في الربع الثاني بسبب الحرب في أوكرانيا، وارتفاع التضخم نحو مستوى 8%.
وفقا للبنك أصبحت الظروف المالية أكثر تشددًا والتداعيات التجارية أكثر أهمية، وزادت احتمالية خفض الإنتاج وسط اضطرابات إمدادات الطاقة.
وقال جولدمان ساكس ستعاني الأسر أكثر مما كان متوقعًا في البداية بسبب ارتفاع التكاليف المتعلقة بالنفط والغاز.
و يتوقع البنك نمو اقتصاد منطقة اليورو 2.5% هذا العام، منخفضًا من 3.9% في السابق، وارتفاع الناتج إلى 2.2% في 2023.
وتوقع جولدمان ساكس وصول التصخم في منطقة اليورو إلى ذروته عند 7.7% في يوليو، وأن يصل إلى متوسط 6.8% في 2022.