دعوة عاجلة لإيجاد مركز متخصص لرعاية إصابات الحوادث

دعا رئيس الجمعية الأردنية للإسعاف الدكتور ينال العجلوني الى إيجاد مركز متخصص لرعاية إصابات الحوادث في المملكة بشكل عاجل وجاد، لتوفير نهج منتظم للرعاية الصحية اللازمة للمرضى.
وأضاف العجلوني في تصريح انه لدينا في المملكة ضعفا واضحا في إدارة الحوادث والإصابات، لافتا الى ان وجود نظام ادارة ومركز متخصص لهذه الغاية يعتبر أحد الأنظمة الحيوية المهمة في مكون الخدمات الطبية الطارئة للدول الباحثة عن حماية مواطنيها ومواجهة الكوارث.
وقال إن حوادث المرور على الطرق هي السبب الرئيسي للإصابات والصدمات في الأردن، اذ تمثل أكثر من 50٪ من اجمالي الحالات.
وبين العجلوني انه يتعين على الحكومة والمجتمع والمؤسسات الصحية والمهنية، العمل بجدية لتنفيذ هذا النظام والمركز، وتوفير الموارد اللازمة لتحقيق نتائج إيجابية، حيث يمكن تحديد أسباب الإصابات والحوادث وتقليل حدوثها وتحسين علاجها، وبالتالي تقليل اعداد الوفيات ومدد إعادة التأهيل البدني والنفسي، وتقليل العبء على المجتمعات والحكومة والفاتورة الخاصة بدعم التكاليف الطبية وغير الطبية للإصابات والحوادث، والمساعدة في تقليل أعداد الإعاقات، وتحسين جودة الحياة للأفراد المتضررين وعائلاتهم.
وتابع العجلوني: "هذا النظام سيعمل على توفير نهج منتظم علميا للرعاية الصحية اللازمة للمرضى الذين يتعرضون للإصابات والحوادث، والتي يمكن أن تنجم عن مجموعة متنوعة من الحوادث، مثل حوادث السيارات، السقوط، إصابات الأعيرة النارية، وأنواع أخرى من العنف، ليخدم المراحل الزمنية المترابطة، التي تبدأ من الوقاية من الإصابات، ثم رعاية ما قبل دخول المستشفى، ثم مرافق الرعاية الحادة، وتنتهي برعاية ما بعد المستشفى".
وأوضح ان هذا النظام ينبغي أن يشمل مجموعة من الموظفين المتخصصين من الكوادر الطبية والفنية المتاحة على مدار الساعة، ومركزا او مستشفى متكاملا ومتخصصا للإصابات والحوادث الحادة وتبعاتها، يحتوي على المعدات اللازمة لتقديم الرعاية الفعالة، على ان يكون محددا ضمن منطقة جغرافية معينة، ويتميز بالتوافر الفوري للجراحين والأطباء المتخصصين، وأطباء التخدير والكوادر التمريضية اللازمة.
كما انه يشمل، وفق العجلوني، أجهزة الإنعاش ودعم الحياة لرعاية المرضى المصابين بالجروح الخطيرة، أو أعداد المصابين الكبيرة او المعرضين لخطر الإصابات الشديدة، وكذلك مسؤولية الاشراف على الكوادر الإسعافية المسؤولة عن نقل المصابين من موقع الحادث.
واعتبر ان تنفيذ خطة شاملة لرعاية الإصابات والحوادث في الأردن ضرورية ومهمة، لتحقيق العديد من المزايا الصحية والاقتصادية، بما في ذلك انخفاض الوفيات والإعاقات الناجمة عن الإصابات والحوادث، وزيادة عدد سنوات العمل الإنتاجية للأفراد، وتخفيض التكاليف المرتبطة بالعلاج الأولي، وإعادة التأهيل للضحايا، عدا عن السمعة الطيبة للعاملين في الخدمات الطبية التي تكون عنوان تميز وجذب للاستقطاب من دول العالم للباحثين عن فرص بالخارج.
وبحسب إحصائية لمديرية الأمن العام، فإن حوادث المرور على الطرق هي السبب الرئيسي للإصابات والصدمات في الأردن، وتمثل أكثر من 50٪ من جميع الحالات، فقد تم الإبلاغ عن 589 حالة وفاة تُعزى إلى حوادث الطرق في عام 2021، وبلغ إجمالي تكلفة حوادث الطرق 320 مليون دينار في عام 2021، كما ان الأردن خسر أكثر من (0. 88) مليون دينار يوميا عام (2021) بسبب حوادث السير، وتقدر تكلفة الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق في الأردن بحوالي (1-2)٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
ويأتي الأردن في المرتبة السادسة عندما نقارن معدل الوفيات لكل 10000 مركبة على مستوى العالم (2021)، حيث يوجد لدينا أحد أعلى معدلات الوفيات بسبب الإصابات في إقليم شرق المتوسط، كما يحتل الاردن المرتبة 78 في حوادث السير بناء على منظمة الصحة العالمية لعام2020.
وتبين الإحصائيات ان الفئة العمرية من الشباب هم الاكثر في الوفيات، ناهيك عن العبء الكبير الذي تلقيه الحوادث والصدمات، خاصة حوادث الطرق، على نظام الرعاية الصحية والاقتصاد.