الاختبار التقييمي لطلبة الصفوف الثلاثة الأولى يقف على نتائج التعلم التراكمية

فيما تجري وزارة التربية والتعليم اليوم، اختبارا تقييميا لطلبة الصف الـ3 الأساسي، اعتبر خبراء تربويون بأن إجراء الوزارة للاختبار، يصب في الاتجاه السليم، بعد استقرار النظام التعليمي، كونه يهدف لتوفير بيانات مهمة جدا للمعنيين، للوقوف على نتائج التعلم التراكمية للطلبة في الصفوف الثلاثة الأولى.
وأكدوا في أحاديثهم المنفصلة لـ”الغد” امس أهميتها، لأنها تساعد القائمين على التعليم في هذه الصفوف، باتخاذ القرارات التربوية الكفيلة بتحسين وضبط نوعية التعليم، بالإضافة لإعادة بناء خططهم التعليمية والإثرائية والعلاجية، وتحسين الممارسات التدريسية للمعلمين، بتنويع إستراتيجيات التدريس والتقويم.
وشددوا على أهمية الاستفادة من نتائج هذه الاختبارات في تبادل الممارسات الناجحة بين المدارس، لتحسين التعلم ورفع مستوى أداء الطلبة في المهارات والمعارف والاتجاهات المتنوعة.
مدير إدارة الامتحانات والاختبارات بالوزارة محمد كنانة، لفت في تصريح ، الى عقد اختبار تقييمي اليوم (الثلاثاء) لطلبة الصف الـ3 في المدارس الحكومية والخاصة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والثقافة العسكرية.
وأضاف كنانة، أن الاختبار سيعقد في الـ10 صباحا باللغة العربية والرياضيات “للوقوف على مدى تمكن الطلبة من المهارات القرائية والحسابية في نهاية المرحلة التعليمية الدنيا، واتخاذ إجراءات مبكرة وفورية، لعلاج ما قد تسفر عنه نتائج الاختبار، في حال تبين وجود ضعف عندهم، قبل تعمقه في صفوف لاحقة”.
وبين أن عدد من سيخضعون للاختبار نحو 178 ألفا، لافتا إلى أن زمنه 60 دقيقة، وفقراته من نوع الاختيار من متعدد، مؤكدا أن طلبة الـ3، سيخضعون للاختبارين، في حين خضعت عينة عشوائية منهم لمهارة الاستماع.
وأوضح كنانة، أن أسئلة الاختبار، وصلت مغلفة إلى قسم الامتحانات في مديريات التربية والتعليم جميعها، ليصار الى توزيعها على المدارس، عن طريق لجان معتمدة رسميا للإشراف عليه، وأخذ الإجابات، لضمان أقصى درجات الشفافية والنزاهة.
وبين أن هذا الاختبار، خطوة مهمة في التقويم التربوي، ويستهدف المرحلة التأسيسية، إذ أعد وفق جدول مواصفات دقيق وحكمت فقراته، وجربت حتى وصل إلى صورته النهائية.
وأضاف كنانة، أن تصحيحه، سيجري عبر القارئ الضوئي في إدارة الامتحانات، ومن ثم سيصار لتحليل النتائج، لوضع صانع القرار في صورة مدى امتلاك الطلبة للمهارات المطلوبة.
مدير إدارة التخطيط والبحث التربوي بالوزارة سابقا د. محمد أبو غزلة، قال إن عقد الوزارة للاختبار الوطني للصف الـ3 حاليا، يصب في الاتجاه السليم، بعد استقرار النظام التعليمي، لتوفير بيانات مهمة جدا للمعنيين، للوقوف على نتائج التعلم التراكمية للطلبة في الصفوف الثلاثة الأولى.
كما بين أنه يكشف عن جوانب القوة في أداء الطلبة وما يحتاج منها للتحسين، وتمكين القائمين على التعليم في هذه الصفوف، من اتخاذ قرارات تسهم بضبط نوعية التعليم، ومراجعة المناهج والخطط التدريبية، وتمكين الفاعلين التربويين في الميدان من إعادة بناء خططهم التربوية والتعليمية والإثرائية والعلاجية، وتحسين الممارسات التدريسية للمعلمين، بتنويع إستراتيجيات التدريس والتقويم، والاستفادة من نتائجها في تبادل الممارسات الناجحة بين المدارس، لتحسين تعلم الطلبة ورفع مستوى أدائهم في المهارات والمعارف في الاتجاهات المتنوعة.
وبين أبو غزلة، أن الاختبارات الوطنية، أداة هامة لضبط نوعية التعليم وقياس المهارات التراكمية للطلبة، بغض النظر عن المرحلة والصفوف التي تستهدفها، وهو منحى تربوي تستخدمه الدول، كي تطمئن إلى مخرجات أنظمتها التعليمية.
وأشار الى أن امتحان الصفوف الأساسية من هذه الامتحانات، كونه اللبنة الأساسية التي يبنى عليها التعلم اللاحق، وذات أهمية خاصة لراسمي السياسة التعليمية وصانعي القرار ومنفذيها، بما يضمن تطوير التعليم.
كما أنها تمكن المعنيين من اتخاذ خطوات وإجراءات مبكرة للمعالجة والتطوير، لما يحتاجه الطلبة من مهارات، قبل تفاقم ضعفهم، ومراجعة المدخلات والعمليات في هذه المرحلة.
الخبير التربوي فيصل ابو تايه، قال إن الاختبار الوطني لضبط نوعية التعليم، محطة تقييمية لمرحلة دراسية، تعدها الوزارة، ووضعت لها مؤشرات تقويمية مستمرة، لتحسين وتطوير العملية التعليمية، وإجراءاتها ومخرجاتها.
وبين أبو تايه، أنها من أبرز المؤشرات التقويمية المستمرة والهامة للكشف عن مستوى تحصيل الطلبة في المواد الدراسية الأساسية والمهارات التعليمية، ما يساعد الوزارة على الوصول لأهم وأفضل الوسائل المؤدية لتعليم أفضل.
وأشار الى أن قياس مدى امتلاك الطلبة لمهارات التعلم الأساسية المستهدفة، ومستوى أدائهم بدلالة مؤشرات الأداء، والنتاجات التعليمية، يعزز دور أطراف العملية التعليمية، ويحسن المخرجات، بما يرقى للمستوى المأمول.
وأضاف “نحن ندرك بأن من الضرورة بمكان، إيجاد محطات تقيمية للمراحل الدراسية، ومنها التقيمية في نهاية المرحلة الأساسية الدنيا للصف الـ3، إذ تعتبر من أهم المراحل التعليمية، لارتباطها بمرحلة تأسيس الطلبة وامتلاكهم لمهارات المعرفة في اللغة العربية والرياضيات”.
وأكد أـبو تايه أن متخذي القرار، بحاجة مستمرة للتزود بمعلومات عن جودة التعليم، والمساعدة باتخاذ القرارات التطويرية المناسبة، بالإضافة لتزويد المعلمين بمعلومات عن جوانب القوة والضعف في أداء طلبتهم، وبما يساعد بمتابعة الطلبة، وتحديد مسار تقدمهم وتحسين تعلمهم، وإبراز الجوانب التي يجب التركيز عليها في المناهج الدراسية، أثناء ممارسة التعليم، كما وأن الهدف من الامتحان، ليس رصد العلامة للطلبة، بل توفير قاعدة بيانات مهمة للوزارة، للوقوف على الحصيلة العامة للمعرفة المتراكمة للطلبة.
ولفت الى أن الوزارة، ستصدر تقريرا إحصائيا عاما ومفصلا، يبرز نتائج الطلبة في هذا الاختبار، ما يعكس مدى اهتمام الوزارة بالجانب المعرفي المهاري الذي يعزز قدرة الطلبة على التعلم.
ورأى الخبير التربوي عايش النوايسة، أن هذه الامتحانات، بمنزلة محطة تقويمية هامة جدا، كونها تهدف لاكتشاف مدى اكتساب الطلبة للمهارات الأساسية القرائية والحسابية، تمهيدا لمعالجة أي ضعف لديهم عبر برنامج خاص.
وأكد النوايسة، أن الهدف العام من هذه الامتحانات، هو ضبط نوعية وجودة التعليم، لذلك نجد الأنظمة التربوية العالمية تعتمدها، لأنها تعطي مؤشرات ودلالات حقيقية عن مدى التقدم الإيجابي في التعلم، وتسهم بتحديد التوقيت الصحيح لمراجعة السياسات والخطط التربوية.
وبين أن الاختبار التقييمي الذي تجريه الوزارة سنويا، يشكل محطة هامة في النظام التربوي، لأنها من الموجهات الأساسية لمتخذي القرار في التعلم والتعليم، أكانت تتعلق بالأعمال التنفيذية على مستوى الغرفة الصفية الخاصة بالمعلمين، أو تلك المتعلقة بإستراتيجيات التدريس والمناهج الدراسية.
وشاركهم بالرأي أستاذ علم النفس والإرشاد النفسي المشارك في جامعة فيلادلفيا د. عدنان الطوباسي، الذي قال إن إخضاع طلبة الصف الـ3 لاختبار التقييمي، يشكل إضافة نوعية لمسيرة الطالب، لا سيما بهذه المرحلة العمرية التي تحتاج لانتباه الأسرة والمدرسة.
وبين الطوباسي، أن هذا الامتحان يشكل محطة تقييمية هامة، كونها ستقييم وضع الطلبة قبل دخولهم لمرحلة جديدة من المعرفة، لافتا الى أن الوزارة في امتحانها هذا، ستركز على جوانب النمو في مرحلة الطفولة المتوسطة، بالإضافة الى مدى تمكنهم من المهارات القرائية والحسابية في نهاية المرحلة التعليمية الدنيا.
وأكد أن هذا الامتحان، سيسهم بتعريف الطلبة بأهمية الاختبارات، وطرق تقديمها والوقوف على آلياتها كما أنها ستكسبهم الثقة بأنفسهم.