"التعايش الديني": الاعتداء على المستشفى المعمداني استهدف حرمة الوقف الكنسي
هوا الأردن -
قال مركز التعايش الديني، إن فظاعة الاعتداء الإسرائيلي على المستشفى الأهلي المعمداني في غزة التابع للكنيسة الأسقفية العربية الذي لجأ إليه آلاف الفلسطينيين ممن فقدوا منازلهم، استهدف حرمة المستشفى والوقف الكنسي، إلى جانب المكان والزمان والإنسان، معربًا عن صدمته وغضبه من هذا الاعتداء الغاشم.
وأضاف، إن "هذا العمل الجبان دنس الثلاثاء الذي خصص يوماً للصوم والصلاة نظمته كنائسنا في الأرض المقدسة، وانضم فيه المؤمنون من كل أنحاء العالم للصلاة معنا من أجل السلام في غزة، ورداً على صلواتنا، واستهدف الإنسان عندما استهان بحياة و أرواح المدنيين".
وأكد المركز في بيان اليوم الأربعاء، أن العمل الشنيع على المستشفى الأهلي المعمداني في غزة التابع للكنيسة الأسقفية العربية الذي لجأ إليه آلاف الفلسطينيين ممن فقدوا منازلهم، يمثل جريمة حرب وعقابا جماعياً حرّمه القانون الدولي، مشيرا الى أن هذا الفعل "فضح سلوك المحتل الذي تجاوز قيمنا التي جاءت بها الديانات التوحيدية التي أمرت بحماية العدالة وصنع السلام واحترام الكرامة الإنسانية للبشر جميعهم".
وتابع: يتعين على القادة وصناع القرار وأصحاب الإرادات الطيبة الوقوف بحزم إلى جانب الحق بإدانة هذا الهجوم الشنيع، والعمل على وقف إراقة دم المدنيين في غزة، وفتح الممرات لتخفيف من مرارة الوضع اللاإنساني الذي يعيشه أبناء غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيًا الأسرة الدولية إلى الإصغاء لصوت التعقل والإنصاف.
وأضاف، "في الوقت الذي نرى فيه خطراً ماثلاً أمامنا يحدق بكرامة الإنسان جراء أوضاع صادمة تزداد بشاعتها بسبب منطق القوة الإسرائيلية وازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الحقوقية التي تشكل انتهاكاً مركّزاً لحقوق الانسان، نحذر من المزيد من الانتهاكات نتيجة للتغاضي الدولي عن جرائم الاحتلال".
وأكد رئيس المركز الأب نبيل حداد، أن المسؤولية تتجاوز بيان المخاطر التي يتعرض لها أهل غزة، الى مساعدتهم في مواجهة هذه الأوضاع الصعبة التي لا يجوز السكوت عليها؛ لما ستجرّه من عواقب في ظل التداعيات الخطيرة لهذا التطرف والكراهية والعنف الإجرامي الذي سيؤدي لإشعال المزيد من نيران التطرف والفتنة في المنطقة والعالم.
وأضاف، من عمان حيث نقف خلف جلالة الملك صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية الذي يضع فلسطين بوصلة لنا، نبارك جهوده الحثيثة لمنع إراقة الدم الفلسطيني وشجاعة جلالته وحكمته وهو يقف في وجه هذه الممارسات الخطيرة فيما العدو الإسرائيلي يتجاوز باستخفاف صارخ كل القيم والمبادئ والشرائع.
وقال، "في لحظة الألم هذه نصلي من أجل الضحايا الأبرياء الذين قضوا في المستشفى الأهلي المعمداني عندما تعمدّوا بالدم في هجوم واعتداء بغيض لم يراعِ كرامة الحياة التي هي هبة الله للإنسان، ونقدم تعازينا لأسرهم؛ فالحزن والمصاب واحد وندعو بالشفاء العاجل لأخوتنا المصابين والجرحى".