قمة الرياض .. رد صريح على خطط ترامب

هوا الأردن -
في الوقت الذي يعقد قادة السعودية ومصر والأردن وقطر والإمارات، قمة في الرياض الخميس المقبل؛ لمناقشة الرد على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير سكان قطاع غزة، أكد مراقبون أن القمة تمثل خطوة تأسيسية وتمهيدية للقمة العربية الطارئة المقرر عقدها في القاهرة نهاية الشهر الحالي، بشأن مستقبل القطاع.
وتهدف القمة إلى توحيد الجهود العربية، والخروج بموقف موحد للرد على مقترح الرئيس ترامب، والتصدي لمخطط التهجير الذي انطوى عليه هذا المقترح الذي ينتهك القانون الدولي والشرعية الدولية.
وشدد هؤلاء في أحاديث منفصلة، على أن قمة الرياض ستمهد الأرضية للمقترح المصري بإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، من خلال إنشاء صندوق لدعم المشروع المصري بتمويل خليجي.
خطوة تأسيسية
وفي هذا الإطار، يرى النائب الأسبق الدكتور هايل الودعان الدعجة، أن قمة الرياض المزمع عقدها في العشرين من الشهر الحالي، تمثل خطوة تأسيسية وتمهيدية للقمة العربية الطارئة المقرر عقدها في القاهرة بشأن مستقبل قطاع غزة، بهدف توحيد الجهود العربية والخروج بموقف موحد للرد على مقترح الرئيس ترامب، والتصدي لمخطط التهجير الذي انطوى عليه هذا المقترح، حيث يسعى الرئيس ترامب إلى سيطرة بلاده على القطاع وإعادة توطين سكانه في مصر والأردن لإقامة مشاريع استثمارية فيه.
وأضاف الدعجة: "تهدف قمة الرياض لوضع خطة عربية لإعادة الإعمار وتثبيت الفلسطينيين وبقائهم في أرضهم، انطلاقا من الثوابت العربية في التعاطي مع ملف القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس."
وزاد: "ينصب الحديث عن مقترح مصري يتضمن تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة قطاع غزة دون مشاركة حماس التي سبق وأن أبدت استعدادها للتخلي عن حكم غزة للجنة وطنية، على أن يكون لها دور في اختيار عناصرها، وبأنها لن تقبل نشر قوات برية إلا بموافقتها، إضافة إلى ما ينطوي عليه المقترح من تعاون عربي وإقليمي ودولي لإعادة الإعمار."
وتابع: "قمة الرياض التي تستهدف توحيد الجهود العربية في مواجهة مقترح ترامب والرد عليه، تستند بجهودها إلى مرجعيات أممية قانونية تؤكد أن حل القضية الفلسطينية يجب أن يتم عبر المفاوضات، ووفقًا للقرارات والمرجعيات الدولية."
صندوق لدعم المشروع
من جهته أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبوزيد، بأن قمة 5+1 المتوقع عقدها في الرياض في 20 الجاري، تشارك فيها مع السعودية كل من مصر والأردن وقطر والإمارات بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية، لافتا إلى أن القمة سيعقبها في 27 من الشهر ذاته قمة عربية طارئة تعقد في القاهرة، ما يعني أن قمة الرياض ستمهد الأرضية للمقترح المصري بإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، من خلال صندوق لدعم المشروع المصري بتمويل خليجي.
وأضاف أبوزيد إن قمة الرياض تأتي في ظل توتر الأجواء السياسية مع الإدارة الأميركية إثر مشروع التهجير الذي طرحه الرئيس ترامب، الأمر الذي يشير إلى أن مخرجات اجتماع الرياض ستكتسب زخما سياسيا عربيا من خلال مؤتمر القمة الطارئ في القاهرة، في مسعى لطرح مشروع عربي موحد وممول يكون بديلا عن مشروع ترامب، ويكتسب زخما دبلوماسيا في ظل استمرار الرفض الأردني والمصري لفكرة تهجير أهالي غزة التي طرحها ترامب ولاقت قبولا من اليمين الصهيوني الحاكم.
وأشار إلى أن من المتوقع أن تكثف مصر اتصالاتها أيضا لعقد اجتماع وزاري طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بعد القمة المرتقبة، ما يعني أن القاهرة تريد كسب الزخم الإسلامي أيضا وليس العربي فقط للمشروع المقدم من قبلها.
وحسب أبوزيد فإن تلاقي الرؤية الأردنية المصرية معززة بزخم عربي وإسلامي ستكون في مواجهة الرؤية الأميركية الصهيونية التي لم تجد زخما دبلوماسيا غربيا، بل على العكس، كانت هناك انتقادات حادة لمشروع التهجير من عدد من زعماء الدول الغربية، ما يعني أن المشروع المصري بإعادة إعمار غزة تكاملت فيه أبعاد التمويل والزخم الدبلوماسي والإرادة العربية، الأمر الذي قد يؤدي إلى وقف أو، على أقل تقدير، قبول البديل المصري وكبح الاندفاعة الصهيونية التي تعززت بدعم ترامب لفكرة التهجير.
تغيير قواعد اللعبة
بدوره، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد الشنيكات، إن قمة الرياض تنعقد في ظل مطالب صهيونية لا تنتهي، تزامنا مع خطة دونالد ترامب التي تطالب بالتهجير، مع المطالبات الإسرائيلية أيضا بنزع سلاح حماس، وأن يكون اليوم التالي للحرب يوما إسرائيليا، ولكن هذه المرة ليس من خلال الحرب بل من خلال المفاوضات والضغط على حماس ومصر والأردن والعالم العربي للاستسلام للمطالب الإسرائيلية.
وأضاف إن دولة الاحتلال استخدمت الحد الأقصى للقوة ولم تفلح في تحقيق مطالبها عبر الحرب والدمار، والآن تطالب بإعادة تغيير قواعد اللعبة، وهذه المطالب يتبناها ترامب، ومنها ايضا تصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول العربية، وبشكل خاص مصر والأردن، وإعادة الإعمار وفق رؤية استثمارية عقارية تجارية بعد تهجير سكان قطاع غزة.
وتابع: "المطلوب لمواجهة الخطة التي يقدمها دونالد ترامب، هو رفض خطته؛ لأنها ستكون وصفة لعدم الاستقرار في المنطقة، بل وصفة تفجير، وكذلك العمل على إعمار قطاع غزة من خلال إدخال مستلزماته للقطاع ورفع الحصار عنه، والمطالبة باعتماد حل الدولتين، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية، والضغط على الإدارة الأميركية للدخول في مساومات تؤدي إلى الاعتراف بالمصالح العربية، وبحقوق الشعب الفلسطيني خاصة بعد أن دفع تكاليف هائلة على المستوى الإنساني، وعلى مستوى تدمير البنية التحتية، وتدمير كافة مرافق الحياة".
وتابع: "لا بد لهذه الدول من وضع خطة لبناء تحالف عالمي يناصر المطالب الفلسطينية، والدخول في حوارات جادة مع كافة أركان الإدارة الأميركية والكونجرس وغيرهم من المؤسسات الأميركية المؤثرة في صناعه القرار، وكذلك مع الدول المؤثرة في القرار الدولي، ومنها الدول الأوروبية، ومطالبتها بطرح خطة بديلة لخطة ترامب، خاصة أن هناك بوادر أوروبية في هذا الاتجاه، وكذلك المطالبة بدور صيني وروسي في المنطقة." الغد