أعداء الأمس .. أصدقاء اليوم .. "الكتلة الثالثة" تربك الحسابات في انتخابات المقاولين الأردنيين
تحالفات جديدة، قوى خفية، وتبدّل في المواقف يشكلون ملامح مجلس قادم بمزيج غير متوقع

هوا الأردن -
هوا الأردن - د.عزام العطاونة
بين ضباب التحالفات غير المعلنة، وغياب بعض الرموز الفاعلة عن المشهد الانتخابي، دخلت انتخابات نقابة المقاولين الأردنيين مرحلة دقيقة تنذر بتغيرات جذرية في تركيبة المجلس القادم، وتعيد رسم خارطة القوى بشكل غير مألوف.
فقد بات واضحًا أن كتلة جديدة – يُطلق عليها مجازًا "الكتلة الثالثة" – تلوح في الأفق، كنتاج طبيعي لخيبة أمل عدد من النقباء وأعضاء المجالس السابقة والمقاولين أصحاب الوزن الانتخابي، الذين وجدوا أنفسهم خارج إطار الكتلتين التقليديتين، بعد أن أخفقت هذه الكتل – برأيهم – في تمثيل تطلعاتهم أو الوفاء بوعودها.
ورغم المحاولات المتكررة لاحتواء الأزمة، إلا أن كرة الثلج بدأت بالتدحرج، وتجاوزت حدود السيطرة، مما جعل من الصعب التكهن بمسار الأمور، أو توقّع استقراء النتائج بدقة.
فالأحاديث عن "تحالفات خفية" و"تبدلات دراماتيكية في المواقف" لم تعد مجرّد تحليلات، بل تحوّلت إلى واقع ملموس يرصده الجميع بدقة واهتمام.
ويبدو أن هذا التغيير المفاجئ لم يتيح لأي من الكتلتين فرصة تحقيق فوز ساحق أو انفراد بالمشهد، بل أدى إلى ولادة مجلس نقابي غير تقليدي، يجمع في داخله مزيجًا متباينًا من التوجهات والانتماءات والقدرات .
كنا على موعد، يوم الجمعة ، مع استحقاق انتخابي يحمل في طيّاته مفاجآت مدوّية للطرفين، نتائج شبه واضحة لأولئك الذين يراقبون المشهد من خلف الستار، ويقرأون بتمعن تحركات "القوى الخفية".
في نهاية المطاف، ورغم ما يحمله هذا المشهد من غموض وتشابك، يبقى الأمل قائماً في قدرة صناديق الاقتراع على اخراج من هو أهل لحمل الأمانة، وصون المهنة، والدفاع عن مصالح المقاولين بكل شرف ومسؤولية.
إن نتائج الانتخابات اليوم تؤكد ولادة تيار جديد يسمى مجازا الكتلة الثالثة .