الرفاعي: استقلال الأردن لم يكن منحة أو إعطية من أحد بل نتيجة بناء وتضحيات قدمها أبناء الوطن وقيادته
الرفاعي: الأردن ليس دولة انتقامية وتأخرنا في إبراز هويتنا الوطنية

أكد رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي أن الأردن لم يكن يوماً دولة انتقامية أو انفعالية، بل شكّل نموذجاً في سعة الصدر ثم الحزم، مشددًا على أهمية الحفاظ على السردية الوطنية وتعزيزها.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الرفاعي في منتدى الحموري للتنمية الثقافية مساء السبت، بعنوان "السردية الوطنية الأردنية"، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والحزبية.
وأشار الرفاعي إلى أن هناك تقصيراً وتأخراً في حق الهوية الوطنية والإنجازات الوطنية التي تشكل قصة نجاح أردنية، مضيفًا: "لكن لم يفت الأوان بعد".
وشدد على أن استقلال الأردن لم يكن منحة أو إعطية من أحد، بل جاء نتيجة بناء وتضحيات قدمها أبناء الوطن وقيادته عبر مراحل التاريخ.
وقال الرفاعي خلال حديثه عن سردية الاستقلال في منتدى محمد الحموري الثقافي، في ندوة بعنوان من الاستقلال إلى المستقبل ضمن سلسلة حرب الوعي والرواية إنّ الدولة الأردنية أثبتت عبر أكثر من 100 عام أنّ الاستقرار لا يبنى بالقوة وأنّ الأمن لا يتسبب الّا بمنظومة عدالة تحترم كرامة الإنسان وتكرس سيادة القانون.
وبين أنّ 104 سنوات مضت شاهدة على شيم الأردن، فالأردن لم يكن يومًا دولة انتقامية، ولا يصدر مواقفه بمنطق الانفعالات بل احتكم إلى الحكمة وسعة الصدر ثم الحسم بدون اقصاء أو انتقام أو ظلم.
وأشار إلى أنّ المدرسة الهاشمية، علمت الأردنيين أنّ التحديث لا يجوز أن يهدد الثوابت وأنّ الانفتاح لا يعني التفكك، والإصلاح الحقيقي يقوم في كنف الدولة ليس على أنقاضها.
وبين أنّ استقلال الأردن ليس منحة ولم يكن هدية أو أعطية من أحد، بل حصيلة مسيرة طويلة من البناء والإنجازات والصبر والتضحيات التي بدأت قبل تأسيس الإمارة عام 1921، ولأن ذلك لم يكن منحة، فالحفاظ عليه لم يكن يسيرًا فهو حدث مستمر تملأ المحطات الكبرى طريقه.
وتابع الرفاعي، أنّه يجب على كل الأردنيين، الفخر والتغني بمنجزات الوطن ورفض كل من يجحد المنجز العظيم مشيرًا إلى أنّه لا بد أن نعترف اننا قصرنا كثيرًا وتأخرنا أكثر، في تقديم قصة وطننا بما هية قصة النجاح والعطاء الّا أنّ الوقت لم يفت .
واستذكر الرفاعي، أنّ الموجودات في البنك المركزي حين تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية كان 300 مليون فقط، واليوم أصبحت 22 مليار، رغم التحديات المختلفة التي أصابت الأردن والمنطقة العربية والدول المجاورة للمملكة.
من جهة أخرى انتقد الرفاعي بعض خطط منظومة الاصلاح الإداري الجديدة.
وقال الرفاعي ردًا على سؤال أحد الحاضرين، إنّه كان يؤيد حل ديوان الخدمة المدنية، على أن يكون هناك وزير للموارد البشرية وتنسيق مع الوزارات.
ويرى أنّ الإصلاح الإداري بداياته غير مبشرة، لا سيما وأنّ التوجه يتحدث عن تعيين 5 أمناء عامين بدل أمين عام واحد في إحدى الوزارات، آملًا بأنّ يكون هناك تصحيح في المنظومة.