رقم قياسي جديد .. ميناء حاويات العقبة يواصل تحقيق الإنجازات

رغم أزمة البحر الأحمر التي شكلت تحديا كبيرا لقطاع الشحن العالمي، وتسببها بحالات تأخير وإعادة توجيه للسفن في الممرات التجارية الرئيسية، أكدت شركة ميناء حاويات العقبة، قوة محفظتها العالمية المتنوعة وقدرتها على التعامل مع التقلبات في سلاسل التوريد.
فقد سجل الميناء رقما قياسيا جديدا هو الأعلى في حجم مناولة شهري في تاريخه، بإجمالي 92.347 حاوية نمطية تمت مناولتها على الإطلاق خلال شهر أيار (مايو) الماضي عن طريق 52 باخرة أمت أرصفة الموانئ، فيما بلغ عدد الشاحنات التي تم مناولة البضائع والحاويات من خلالها 32 ألف شاحنة.
ووفق الخبير في النقل واللوجستيات محمد قعوار، فإن "هذا الإنجاز يعد بالغ الأهمية ويعكس تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة استخدام التقنيات الحديثة، مثل الرقمنة والبيانات، ويساعد في تحسين إدارة العمليات وتقليل فترات الانتظار، وتحقيق معدلات قياسية في المناولة والتفريغ، مما يعزز دورها في سلاسل التوريد العالمية".
وأكد قعوار "أن تلك الأرقام تجذب المستثمرين إلى تطوير البنية التحتية للموانئ، مثل إنشاء مناطق لوجستية جديدة إلى جانب استخدام الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي، الذي يساعد في تقليل الانبعاثات وتحسين استهلاك الطاقة في الموانئ، مما يسهم في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية، وهذا ما يسعى إليه الميناء للوصول إلى صفر انبعاثات في العام 2040".
أما الخبير في اللوجستيات محمد البيروتي، فقد أشار من جهته، إلى أن "ميناء الحاويات اكتسب سنوات من الخبرة في العمليات التشغيلية للقطاعات الأكثر ديناميكية في العالم، وأدخل آليات متطورة تعمل على الذكاء الاصطناعي، وهو أمر غير مستغرب على الكوادر الأردنية في اكتساب فهم عميق لكل جانب من جوانب سلاسل التوريد العالمية المعقدة، ما سمح بتقديم حلول مخصصة بينما يركز الآخرون فقط على تخطي العقبات، وهذا ما تم إنجازه على أرض الواقع رغم تحديات البحر الأحمر".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة المهندس حسين الصفدي "تم يوم الجمعة الماضي، التخليص على 1100 حاوية، فيما تم التخليص على 630 حاوية وصلت إلى السوق المحلي في اليوم نفسه، وهو أعلى رقم تسجله مناولة الحاويات"، مؤكدا "أن وصول هذا الرقم الأعلى في المناولة منذ سنوات لم يكن إلا بالمستوى المتقدم الذي وصل إليه الميناء والسمعة التي تتمتع بها الموانئ عالميا، والتعاون الكبير بين الجهات المتعاملة والشركاء كافة، بالإضافة إلى الأنظمة الحديثة والنشاط التجاري الذي تشهده المنطقة".
وأضاف "يعد هذا الرقم القياسي دليلا ملموسا على التميز التشغيلي المتنامي في ميناء الحاويات، كما أنه يعكس تنامي ثقة المتعاملين معه من مستوردين ومصدرين ومشغلي ترانزيت؛ حيث استقبل ميناء الحاويات خلال الشهر ذاته 52 سفينة، وتم تنفيذ 32.665 حركة شاحنة. كذلك، فقد بلغ حجم بضائع الترانزيت 6.364 حاوية نمطية، محققا نموا بنسبة 52 بالمائة عن الشهر السابق كزيادة شهرية، ما يعكس النمو المتسارع في هذا القطاع الحيوي".
وأشار الصفدي إلى "متانة الشراكة الإستراتيجية التي أرستها شركة تطوير العقبة منذ العام 2004 مع شركة أي. بي. مولر العالمية لتشغيل ميناء الحاويات، وقد تعززت هذه الشراكة، مؤخرا، من خلال استثمارات جديدة شملت تزويد الميناء بمعدات حديثة، إلى جانب إضافة رافعة جسرية متطورة باستثمار تجاوز 14 مليون دينار".
كما أكد "أننا نهدف إلى وضع ميناء الحاويات ضمن أفضل 50 ميناء في العالم من حيث استدامة الاقتصاد الأخضر، وتأتي جهود شركة تطوير العقبة في مقدمة هذه المساعي من خلال دورها المحوري في تحديث البنية التحتية والتشغيلية"، موضحا أن شهر أيار (مايو) فقط شهد مناولة 92.438 حاوية، واستقبال 52 باخرة، وتنفيذ أكثر من 32 ألف شاحنة، محققين بذلك نسبة نمو بلغت 26 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
واعتبر الصفدي "أن هذه المؤشرات تؤكد التزام الميناء الدائم بأعلى معايير الأداء وفقا للممارسات العالمية، وتأتي انسجاما مع توصيات ومخرجات رؤية التحديث الاقتصادي المتابعة من قبل الحكومة، حيث إن الإجراءات الحكومية التي أعلن عنها مؤخرا ومزاياها الاستثمارية أثرت إيجابيا وبشكل ملحوظ على بيئة العمل والمنظومة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في العقبة".
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة ميناء حاويات العقبة، هارالد نايهوف "إن هذا الرقم القياسي ليس مجرد إنجاز إحصائي، بل هو انعكاس لالتزامنا المستمر بالتميز التشغيلي ولثقافة العمل الجماعي التي تميزنا ونعتز بها"، مشيرا إلى أن "الوصول إلى هذا الرقم القياسي في حجم المناولة هو شهادة على الجهود المتواصلة والتفاني الكبير والاحترافية التي يتحلى بها فريقنا؛ حيث أسهمت جميع الأقسام في تحقيق هذا النجاح الذي يجسد التزامنا الدائم بتقديم خدمات رفيعة المستوى لعملائنا".