حرائق الغابات .. بين الواقع المؤلم والحقيقة المرة يا دولة الرئيس

هوا الأردن - أحمد العياصره
دولة رئيس الوزراء جعفر حسان
هل تعلم أن مسلسل الحرائق المفتعلة بمناطق وديان الشام وجبل أبو نمر وجبل اطرون والصفصافة في محافظتي جرش وعجلون بات يتكرر في كل صيف منذ سنوات طويلة ويتحمل عبء الجريمة كوادر الدفاع المدني وفرق الحراج المتواضعة وبمشاركة طائرات اطفاء من سلاح الجو الملكي ، ولم يكن لوزارة الزارعة والجهات المعنية اي دور فاعل الا التوعد للفاعلين بالعقوبة وتشكيل لجان تحقيق للوصول اليهم وعدم اعلان نتائج عمل هذه اللجان على مدار السنوات السابقة .
من ثم يقوم المسؤولين بزيارة تفقدية للمناطق المشتعلة لتشتعل بعدها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات التزلف والشكر لبعضهم الى جانب نواب الشعبويات والذين لم ارى اي مسؤول منهم بادر بقيادة صهريج مياه أو اطفائية أو حمل مكنسة إخماد يدوية لجانب نشامى الدفاع المدني وعمال الحراج ليسهم معهم لاخماد الحريق والذين يتحملون حرارة الطقس ووهج لهيب النيران والسنة اللهب ورائحة الدخان المنبعثة اضافة الى اوامر المسؤولين وتنظيرهم ولم نسمع اي اشادة بهؤلاء الجنود المجهولين .
دولة الرئيس .. ان الجريمة البشعة التي تواجهها الثروة الحرجية والاعتداء الجائر تتطلب تحرك ضمير المسؤول بشكل صحيح لمواجهة الواقع المؤلم والحقيقة المرة يا دولة الرئيس فان وضع خطط وقائية فعالة واجراءات صارمة لردع المعتدين ومحاربة الفاعلين ليست كافية ، ولماذا لا تقوم وزارة الزراعة بتفعيل ابراج مراقبتها بالشكل الصحيح ووضع كاميرات مراقبة لضبط المعتدين وتفعيل خطط الطوارىء التي تضعها وزارة الداخلية بالتنسيق مع الجهات المعنية لمواجهة اي كوارث قد تقع في فصلي الشتاء والصيف وان لا تبقى هذه الخطط مجرد حبر على ورق ، وعلى مجلس النواب ايضا دورا هاما في اعادة المنظومة القانونية الناظمة للواقع الزراعي والحراج الى شكلها الامثل وتغليظ العقوبة على المجرمين اعداء الطبيعة والمعتاشين على كوارث الاحراش والثروة الحرجية ، وليس دورهم زيارة المواقع المشتعلة والتصريح والتصوير والبحث عن الشعبويات الزائفة ، نحن نحتاج الى دور نيابي حقيقي تحت القبة في الرقابة والمسائلة وليس في ميادين الحرائق والشعبويات.
اما عبارات الاستنكار الشعبي لا تكفي واتمنى اطلاق مبادرة شعبية لتشكيل جمعية او هيئة لاصدقاء الثروة الحرجية في كل منطقة وتحظى بدعم حكومي ومباركة فاعلة لنشاطها للعمل على زيادة الرقعة الخضراء والحفاظ على ما تبقى من الاشجار الحرجية ووقف مسلسل الاعتداء الجائر عليها بحيث يكون دورهم فاعل مع الجهات الرسمية ووضع الية حقيقية لمراقبة اعمال موظفي الحراج .
دولة الرئيس
الحزم مطلوب وخاصة في مواجهة بعض الاشخاص من المعروفين لدى كوادر الزراعة واصحاب الاسبقيات الذين عاثوا خراباً في رئة الوطن الخضراء ، وليس التهديد والوعيد فقط ، نحن بحاجة ملحة وماسة الى الية عمل حقيقية للحفاظ على ثروتنا الوطنية الخضراء وليس الى تنظير بعض المسؤولين وتصريحاتهم وللامانة اقولها كان الله في عونك على هفوات بعض طاقمك الوزاري التي كثرت في الاونة الاخيرة وباتت تخلق ازمات انتم في غنى عنها .
لا سبيل يا دولة الرئيس عن الحزم والخطط الفعالة وليكن حساب المقصر اعلاً لمبدأ العقاب فمحاسبة المقصر لا تقل ضرورة عن معاقبة الفاعل ، فان اقامة خزنات مياه وشق خطوط النار في الغابات وتعزيز منظومة فرق الحراج وتزويدهم بالمعدات واللوجيستيات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحرائق بات مطلباً وطنياً لعل الاستجابة السريعة تكن عنوان للانقاذ والله والوطن من وراء القصد .