حملة أمنية لتغيير هويتها البصرية: حضور خافت لا يليق بعملاق اتصالات
هوا الأردن - هالة عمرو
أطلقت شركة أمنية مؤخراً حملتها الخاصة بـ تحول هويتها البصرية، لتصبح تحت اسم “أمنية من بيون” ويأتي الاسم الجديد نسبةً إلى اسم المجموعة Beyon التي تنتمي إليها الشركة.
في خطوة كان يُفترض أن تعكس مرحلة جديدة في مسيرة الشركة وتؤكد مكانتها كواحدة من أكبر ثلاث شركات اتصالات في الأردن.
لكن المفاجئ في الأمر أن هذه الحملة، رغم أهميتها الرمزية والتسويقية، مرّت على الشارع الأردني مرور الكرام حتى على عملاء الشركة وأنا منهم.
ورغم أن تغيير الهوية البصرية لأي علامة تجارية يُعد حدثاً استراتيجياً يستوجب استثماراً واسعاً في التواصل البصري والإعلاني، إلا أن ما جرى مع أمنية بدا أقرب إلى حملة محدودة الانتشار، لم تُواكب حجم التوقعات ولا ثقل الشركة في السوق.
شخصياً، حاولت تتبع آثار الحملة على أرض الواقع بعد إعلامي من احد طلبتي العاملين في شركة مطبوعات بأن أمنية غيرت هويتها البصرية.
تعمّدت أن أجوب الشوارع والمناطق الحيوية في العاصمة عمّان بحثاً عن لوحات أو يافطات تروّج للهوية الجديدة، لكن المفاجأة كانت الغياب شبه التام لأي مظهر بصري واضح للحملةعلى الأقل في طريق عملي الطويل والذي امر فيه من كبرى شوارع عمان واكثرها ازدحاماً.
حتى على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، لم تكن هناك او ضجة أو تفاعل يُذكر، ما جعل الحدث يمرّ بصمت غير معتاد من شركة اتصالات كبرى مثل أمنية.
من الغريب أن تختار شركة بهذا الحجم أن تُطلق حملة بهذا القدر من التواضع البصري والإعلامي، خصوصاً في سوق يشهد تنافساً محتدماً بين اللاعبين الكبار في قطاع الاتصالات، حيث تُعد الهوية البصرية أداة محورية لبناء الصورة الذهنية وتجديد الثقة مع الجمهور.
يبقى السؤال الأبرز:
هل كانت هذه الاستراتيجية مقصودة كنهج هادئ ومدروس لإعادة التموضع تدريجياً؟
أم أن الحملة ببساطة لم تنل الحصة التسويقية التي تستحقها؟
في الحالتين، ما حدث يفتح باب النقاش حول أهمية الاتساق بين حجم الشركة ومستوى حضورها التسويقي، خاصة في مرحلة حساسة كهذه تتعلق بالهوية والعلامة التجارية .
*هالة عمرو / استاذة الاعلام الرقمي.


















































