مختصون: إدراج قصر الملك المؤسس على "الألكسو" يبرز مكانة الأردن
أكد مسؤولون ومختصون في التراث والآثار والسياحة بمحافظة معان، أن إدراج قصر الملك المؤسس عبدالله الأول، على سجل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) لعام 2025، يعد إنجازا وطنيا ومصدر فخر واعتزاز للأردنيين، ويعكس مكانة المملكة التاريخية والحضارية وما تزخر به من معالم تراثية ومعمارية.
وقالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن هذا الإدراج يمثل اعترافا عربيا بالقيمة التاريخية والمعمارية للقصر، ويعزز الجهود الوطنية للحفاظ على الإرث الثقافي والترويج للسياحة التراثية في معان، مؤكدين أن هذه الخطوة ستسهم في رفع مكانة المدينة على الخارطة السياحية العربية والدولية.
وقال مدير مديرية آثار معان، عبدالله الرواشدة، إن إدراج القصر على سجل "الألكسو" للتراث المعماري والعمراني، يمثل إنجازا وطنيا وعربيا واعترافا بالقيمة التاريخية والمعمارية للقصر، بوصفه شاهدا على تأسيس الدولة الأردنية والمقر الأول للملك المؤسس الذي انطلقت منه مسيرة البناء والدولة الحديثة.
وأضاف أن هذا الإنجاز يعكس تقدير المؤسسات الثقافية العربية للجهود الأردنية في حماية وصون التراث المادي والمعنوي، ويبرز مكانة الأردن الرائدة في صيانة المباني التاريخية وتوثيقها وحمايتها من الاندثار.
وأشار إلى أن الإدراج يسهم في رفع الوعي بأهمية التراث المعماري الأردني، ويبرز تفرد العمارة الوطنية التي تجمع بين الأصالة العربية والحداثة في مطلع القرن العشرين، كما يعزز الوعي لدى الأجيال الحالية والمستقبلية بأهمية الحفاظ على المباني التاريخية بوصفها جزءا من الهوية الوطنية.
وأوضح أن هذا الاعتراف يسهم في دعم الباحثين والمؤرخين في دراسة التراث الأردني، ويفتح المجال أمام الجامعات ومراكز البحث العلمي لإجراء دراسات معمارية وتاريخية، إلى جانب تشجيع التعاون الأكاديمي في مجالات الترميم وإدارة المواقع الأثرية، وتنشيط السياحة التراثية والثقافية في معان.
وبين أن هذا الإنجاز ينعكس أيضا على المجتمع المحلي من خلال إشراكه في برامج إدارة وصون التراث، عبر أنشطة توعوية وورش عمل وزيارات ميدانية، ليكون القصر مركز إشعاع ثقافي وموقعا لإطلاق الفعاليات والمهرجانات والبرامج الثقافية، بما يعزز ارتباط الأجيال بتاريخ الأردن وهويته الحضارية.
من جهته، أوضح مدير مديرية سياحة معان، حمزة كريشان، أن إدراج القصر على سجل (الألكسو) سيوجه أنظار العالم نحو هذا المعلم التاريخي، وسيسهم في تنشيط الحركة السياحية نحو المواقع التراثية في المحافظة، ووضعها على خارطة السياحة العالمية، لما يتمتع به هذا الصرح العريق من قيمة تاريخية وطابع معماري فريد وموقع جغرافي مميز في قلب معان، ما يجعله وجهة جذب بارزة للسياحة المحلية والعالمية.
ولفت إلى أن الإدراج سيسهم في تنشيط الحركة السياحية في معان، ما سينعكس إيجابا على الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الإقبال على المرافق والخدمات السياحية، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والمشاريع الصغيرة، خاصة في ظل تزايد اهتمام السياح بزيارة الموقع والتعرف على تاريخه العريق.
بدوره، قال عميد كلية البترا للسياحة والآثار في جامعة الحسين بن طلال، الدكتور منصور الشقيرات، إن إدراج قصر الملك المؤسس – والذي كانت جامعة الحسين بن طلال تشرف على إدارته منذ تأسيسها – على سجل الألكسو للتراث المعماري، يعد خطوة مهمة تعزز مكانة الأردن كوجهة سياحية وثقافية على المستويين العربي والعالمي، وتؤكد أهمية معان بوصفها حاضنة لإرث وطني وتاريخي عريق.
وأضاف أن هذا الإدراج يسهم في الحفاظ على هذا الصرح التاريخي، الذي يمثل نقطة تحول ذات قيمة استثنائية في تاريخ الأردن الحديث، ويبرز الدور الريادي للمملكة في حماية التراث وصونه، وتقديمه نموذجا يحتذى به عربيا في إدارة المواقع التاريخية.
من جانبه، قال الباحث في التاريخ والتراث الشعبي، عبدالله آل الحصان، إن إدراج القصر يأتي تتويجا لقيمته التاريخية العريقة، ويعكس الدور الفريد للقصر في مسيرة الدولة والحفاظ على التراث الوطني.
وأضاف أن القصر شهد أحداثا تاريخية مهمة منذ وصول الملك المؤسس عبدالله بن الحسين (الأمير آنذاك) إلى معان عام 1920م، حيث استقبله الأهالي بحفاوة كبيرة.
وأوضح أن الملك المؤسس اتخذ أحد أبنية السكك الحديدية الحجازية، التي بنيت عام 1904، مقرا للدفاع الوطني وقصرا للقيادة والإدارة، وانبثق من هذا القصر القرارات السياسية المهمة، وفيه بدأ بتشكيل نواة الجيش العربي من خلال الفرسان المسلحين الذين رافقوه من الحجاز، وقاموا بالواجبات الأمنية وحفظ النظام.
وأشار إلى أن أول صحيفة في الأردن صدرت من القصر وحملت اسم "الحق يعلو"، ومن القصر غادر الملك المؤسس إلى عمان في عام 1921 ليشرع في تأسيس الدولة الأردنية الحديثة.























































