الحابل بالنابل ..!!
هوا الأردن - كتب غازي عليان
المتتبع لما يجري هذه الأيام يلحظ أن الحابل قد اختلط بالنابل، الكل يتحدث في كل شيء ومما هب ودب، وخرجت علينا فئة تستغل المناخ العام، اعتقاداً منها أن أقصر الطرق للشهرة الزائفة التطاول على أصحاب الشأن، فتقرأ وتسمع العجب العجاب.
كثير من هؤلاء تاه في الوهم وغاص في عتمة الدجى ، وأخذوا على حين غِرة، على الرغم من أن أغلبهم فاته ربيع العمر لا بل بعضهم تجاوز خريفه، ولم يعُد لهم مكان في هذا الزمان الذي هو ليس زمانهم ولا المكان مكانهم.
الصوت العالي إذا ما أختلط بقليل من الفجور لا يجد إذنا صاغية، لأنه والحالة هذه يكون أقرب إلى الضجيج، منفر وعصي على الفهم، والصياح والعربدة والفظاظة في الطرح أو السعي للمستحيل شيء من الجنون.
الأهم من كل هذا قيادتنا حليمة وحكيمة وعليمة، وقدر الشجرة المثمرة ان ترمى بالحصى، ولكنها تبقى شامخة شموخ الجبال، وتنظر الى راميها بكبرياء، تعطف عليهم فتظلهم وتطعمهم وتُدفئهم، ولكن إذا ما حاول احد العبث بوجودها فقد تسحقه.
صمت القيادة على المتطاولين عن جهل دون علم ليس ضعفاً أو خوفاً.]
لقد حدثت مؤخرا تجاوزات كبيرة للقانون وللعادات والقيم والتقاليد التي تربى عليها كل الأردنيين حتى ارتفعت اسقف الشعارات إلى حد غير مقبول لقد تعامل الأمن مع أكثر من أربعة آلاف مسيرة واعتصام وإضراب وكان التعامل بضبط شديد للنفس وبأرقى مستوى حضاري وإنساني مع المشاركين بها.
نحن كلنا مع الحراك السلمي الذي لا تصل شعاراته إلى التطاول على المقامات ومس العادات والقيم والتقاليد فالوطن بحاجة للجميع دون إقصاء أو تهميش وهذا ما تسعى له القيادة ولكن الإصلاح لا يأتي دفعه واحدة علينا ان ننتظر فالإصلاح قادم وفي كافة المستويات..
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
* نائب سابق ورجل اعمال
يمكنكم التعليق عبر صفحتنا على الفيس بوك