مرشح رئاسي سابق في مصر يتوقع انتفاضة جديدة
قال المرشح الرئاسي السابق في مصر عبد المنعم أبو الفتوح يوم الثلاثاء إن المصريين سيثورون مرة أخرى على ما وصفه بالحكم العسكري بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي قال إنها واسعة النطاق وكذلك بسبب الضائقة الاقتصادية.
ويتعثر مسار الانتقال السياسي والتقدم الاقتصادي في مصر منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
وفي يوليو تموز أعلن قائد الجيش المشير عبد الفتاح السيسي عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
وفي مقابلة مع رويترز قال أبو الفتوح وهو عضو قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين جاء رابعا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي أجريت عام 2012 وفاز بها مرسي "الشعب (سوف) يغضب مرة أخرى ويقوم بثورة للإطاحة بهذا القمع. الشعب المصري لن يقبل هذه المسائل."
وأضاف "القمع الحالي أسوأ من أيام مبارك عشرات المرات."
وأبو الفتوح (62 عاما) من الإسلاميين القلائل الذين استمر نشاطهم العلني بعد الحملة على جماعة الإخوان المسلمين التي كان من شأنها دخول مرسي وألوف آخرين من قياديي وأعضاء الجماعة السجون. وقتل مئات من مؤيدي الرئيس السابق في العنف السياسي الذي أعقب عزله. كما قتل مئات من رجال الأمن.
وقال أبو الفتوح إن رجال مبارك عادوا للانتقام ويصرون على سحق الحريات التي كانت من مكاسب انتفاضة 2011 من أجل حماية مصالحهم وممارساتهم الفاسدة - على حد قوله.
وقال أبو الفتوح "ما يحدث الآن هو ضد ثورة يناير... وهذا لن يكون. وأنا اعتبر دي كبوة. اللي احنا فيه الآن كبوة من كبوات الثورة والثورة ستعود."
وأضاف أبو الفتوح وهو طبيب متقاعد أن مصر أصبحت دولة فاشلة.
وقال إنه قرر ألا يخوض انتخابات الرئاسة المقبلة لأن السلطات أقامت في البلاد ما قال إنها جمهورية الخوف وكذلك لأن وسائل الإعلام التي تملكها الدولة ووسائل الإعلام التي يملكها رجال أعمال من عهد مبارك صارت بعيدة عن اللعب النزيه كما يقول.
وقال أبو الفتوح الذي يرأس حزب مصر القوية "هل يستطيع أي متابع أن يقول إن الانتخابات القادمة (ليست) محسومة لصالح الفريق السيسي؟ لا أحد يستطيع القول بغير ذلك."
وأضاف "بعد كل (هذه) الدعاية سبعة شهور بكل وسائل الإعلام الرسمي والخاص وأموال رجال الأعمال التي ملأت حواري وزقاقات مصر هتافا باسم السيسي -سواء هو يريد هذا أو لا يريده- بعد كدا اللي ينزل يعمل أيه يعني؟"
ولم يؤكد السيسي حتى الآن أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية لكن يتوقع على نطاق واسع أن يعلن ذلك قريبا وأن يفوز بأغلبية ساحقة في الانتخابات التي ستجرى خلال بضعة شهور.
ويحظى السيسي بتأييد حماسي من جانب مصريين كثيرين شعروا بالارتياح للخلاص من رئاسة مرسي لكنه يوصف من جانب مؤيدي مرسي بأنه قائد انقلاب.
وقال أبو الفتوح إن شعبية السيسي مصطنعة وإن المصريين تعرضوا لعملية غسل مخ وسيفقدون صبرهم مرة أخرى إذا استمرت مصر على نهجها الحالي.
وقال "مصر ممكن تدخل في انهيار اقتصادي لو استمر الوضع هكذا."
وأضاف إن مصر في حالة ازمة اقتصادية وما يدفع الأمور للأمام ما يأتي من أموال من دول الخليج. ومضى يقول "لكن لا يمكن أن يستمروا في دعم النظام الفاشل الحالي."
وحجبت السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت مساعداتها عن مرسي بسبب شكوك تساورها في جماعة الإخوان المسلمين وقدمت لمصر مليارات الدولارات منذ عزله.
وكان أبو الفتوح عضوا قياديا في جماعة الإخوان المسلمين حتى عام 2011 عندما طردته الجماعة لرغبته في الترشح للرئاسة بعد إسقاط مبارك.
وسجن أبو الفتوح في عهد مبارك ووجه انتقادات شديدة لحكم مرسي وطالب بانتخابات رئاسية مبكرة قبل عزله.
وقال أبو الفتوح إنه سيكون من الصعب القضاء على جماعة الإخوان المسلمين التي نجت من حملات قمع على مدى عقود.
ودعا أبو الفتوح جماعة الإخوان والجيش إلى التوصل لحلول وسط من خلال الحوار لتحقيق الاستقرار في البلاد. وقال إن جماعة الإخوان المسلمين تقول إن عدد أعضائها مليون عضو. وأضاف "لو كل واحد من (هؤلاء) معه خمسة أو عشرة متعاطفين ماذا نفعل بهم؟ هل نبيدهم مثلا؟"
من ياسمين صالح ومايكل جورجي