لهذا السبب سيغادر السفير الاسرائيلي عمان في اجازة ولن يتم طرده ؟!!
اشعل مقتل القاضي رائد زعيتر على جسر الملك حسين ، الإثنين ، مختلف الأوساط الأردنية رسمياً وشعبياً وخرجت مظاهرات وصدرت بيانات وتصريحات من هذه القطاعات حول القضية التي تعتبر في غاية الخطورة : ان يقدم جيش الاحتلال على قتل مواطن أردني أعزل .
ويقول مسؤول أردني سابق رفض الكشف عن هويته : ان من المرجح ان يغادر السفير الاسرائيلي عمان في اجازة وليس مطروداً .
وتعتبر " الاجازات " نهجاً دبلوماسياً لا يصل إلى درجة القطيعة ، تعتمده الدول ذات العلاقة الحساسة في العادة .
واضاف هذا المسؤول السابق في قراءته للأحداث الأخيرة التي ختمت الإثنين في مقتل القاضي زعيتر ، ان العلاقة الأردنية الاسرائيلية تعلو وتهبط تماهياً مع الوضع الراهن ، سواء الإقتصادي أم السياسي .
فبالنسبة للوضع السياسي فان اسرائيل ما انفكت تحرض على الأردن في المحافل الدولية ، سراً ، بينما تزعم في العلن ومن خلال لقاءات مسؤولين أردنيين واسرائيليين انها تحرص على علاقة قوية مع الأردن ، ويستذكر المسؤول المذكور عشرات القضايا التي تحرشت اسرائيل بالاردن من خلالها ، وهي لا تبدأ بالوطن البديل ولا تنتهي بمحاولة الغاء الولاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى .
أما من الناحية الاقتصادية فان العلاقات تختلف وتشتبك في عدة قضايا منذ بدء توقيع اتفاقية السلام بين الأردن واسرائيل في العام 1994 حتى الآن وكانت بداية شرارة الخلاف هي تجاوز اسرائيل الاتفاقيات الموقعة سواء في ما يتعلق بالمياه او الارض او البيئة ، وهذه محاور يطول الحديث عندها ولكن لا بد من الاشارة إلى قضية انشاء اسرائيل لمطار ايلات الجديد رغماً عن الأردن ، مع ان انشاء اي مطار حدودي يتطلب موافقة الطرفين كما نصت عليه الاتفاقية الثنائية او الاتفاقيات الدولية .
واذا كان الحديث عن الاقتصاد يجمع اكثر من محور ، فان وضع الاردن الاقتصادي يجعله في غاية الحساسية من قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان العبري ذلك ان عدة اتفاقيات بين الطرفين بدأت في الظهور ومن ابرزها خط انبوب الغاز الاسرائيلي إلى الأردن حيث تقول معلومات المدينة نيوز بأن الاتفاق ابرم فعلاً وسيتم المباشرة بتزويد الأردن بالغاز في العام 2015 وفق مصادر موقعنا .
وفي الجانب الاقتصادي ايضاً فان انشاء خط ابنوب البحرين يعتبر ذا اهمية استراتيجية للأردن بالنسبة لتزويد محافظاته الشمالية بالمياه .
وعليه ، فإن قطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل يواجه تحديات كبيرة ولربما نشهد تصعيداً في الموقف الشعبي والرسمي يؤدي إلى اجازة لعدة أيام السفير الاسرائيلي في عمان ، ولم تصل الأمور إلى طرد السفير .