الاردن يجري تمريناً لمحاكاة انفجار نووي
كشفت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عن نيتها استخدام قرابة 150 طنا من المعدات عالية التقنية في التمرين الميداني المتكامل لعام 2014 ، الذي سيستضيفه الأردن خلال الفترة من الأول من تشرين الثاني وحتى السابع من كانون الأول القادمين.
وقال مسؤول الإعلام الخارجي في المنظمة توماس موتزيلبورج في مؤتمر صحفي عقد في عمان أن فوز الأردن باستضافة هذا التمرين جاء لتعاونه المميز مع المنظمة والمجتمع الدولي في هذا الإطار والتزامه السياسي باتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية وسلمية برنامجه النووي مؤكدا ان التمرين سيكون عبارة عن عملية تدريب أو محاكاة لأي نوع من التفجيرات لكن لن تتم أية تفجيرات نووية.
واضاف أن الأردن من أوائل البلدان التي وقعت على اتفاقية حظر وانتشار الأسلحة النووية وذلك في العام 1996 ثم صادق عليها في العام 1998 .. كما أنه يعد بتوقيعه على هذه الاتفاقية رائدا للجميع ، حيث يؤكد على أنه يسعى لاستقرار المنطقة وتحقيق الأمن والسلام.
وأشار موتزيلبورج إلى أن وفدا من المنظمة برئاسة رئيس عمليات التفتيش الموقعي أوليج روزكوف زار الاردن الأسبوع الماضي والتقى مسؤولين أردنيين من بينهم مدير عام سلطة المصادر الطبيعية الدكتور موسى الزيود والمنسق الوطني مع المنظمة الدكتور توفيق اليازجين حيث بحثوا مسائل التأمين والحماية المتعلقة بالتمرين الذي سيشارك فيه المئات من الخبراء والمراقبين.
وقال إنه تم خلال الزيارة اختبار تقنيات من تلك التي ستسمح بها المعاهدة وهي تقنية التصوير المتعدد الأطياف ، بما فيه التصوير بالأشعة دون الحمراء وتقنية القياس الطيفي الجاماوي والمسوح الأرضية..مشيرا إلى أن شهري يونيو وسبتمبر القادمين سيشهدان أيضا زيارات ميدانية للأردن من قبل خبراء المنظمة ، استعدادا لهذا الحدث وأيضا لاختبار مدى جاهزية المنظمة للتمرين.
وبين أن الأردن سوف يستفيد من هذا التمرين في رصد أي نوع من الإشعاعات من الدول المجاورة ، علاوة على الاستفادة العلمية في إمكانية اكتشاف ما في باطن الأرض من مياه جوفية ، كما أنه سيكون محط أنظار العالم مثلما حدث في تمرين كازاخستان في سبتمبر 2008.
وأشار إلى أن معاهدة حظر التجارب النووية لها نظام رصد وتحقق شامل وفريد من نوعه ، يكفل الكشف عن وقوع أي تفجير نووي ويقوم على نظام الرصد الدولي الذي سيتألف عند اكتماله من 337 مرفقا في كل أنحاء العالم تتولى رصد الأرض بحثا عن مؤشرات على وقوع تفجيرات نوية..منوها بأن الأردن لديه مرصد واحد في منطقة (التل الأصفر) وهو غاية في الحساسية حيث تمكن من رصد الإشعاعات الناتجة عن مفاعل فوكوشيما في اليابان والتفجير النووي الذي اجرته كوريا الشمالية.
وتطرق إلى المحطات التي تقيس التكنولوجيا السيزمية والصوتية المائية ودون السمعية والنويدات المشعة ، قائلا إنها يمكن أن تستخدم ليس فقط في الكشف عن التفجيرات النووية ولكن أيضا في تزويد مراكز الإنذار بحدوث تسونامي وهو ما يساعد في التبكير بتحذير الناس وربما إنقاذ الأرواح إضافة إلى فهم ودراسة المحيطات وأنشطة البراكين والتغيرات المناخية وحركات الحيتان وأمور كثيرة أخرى.
ووفقا لآلية التمرين ، أفاد المسؤول الدولي بأن فريق التفتيش الذي يبلغ تعداده 200 خبير سيقوم بتفتيش منطقة تبلغ مساحتها 1000 كم بالقرب من منطقة البحر الميت منهم خبراء في الرصد البصري والسيزمولوجيا (علم الهزات الأرضية) والجيوفيزياء وكشف النويدات المشعة وتحليلها وكذلك ما يلزم من تكنولوجيا وخبرات فنية مساندة..كما سيكون بمقدورهم استخدام مجموعة من الأساليب ذات طابع اقتحامي متزايد لجمع أدلة ضمن حدود المنطقة المحددة.
وقال مسؤول المنظمة إن تكاليف الإنفاق على التمرين تبلغ ملايين دولار فيما لن يتحمل الأردن شيئا ، لأنه بلد عضو في المنظمة ويدفع ما عليه من رسوم التي تبلغ سنويا 25 ألف دولار.
يذكر أن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية تحظر إجراء تفجيرات نووية على أي كان وفي أي مكان على سطح الأرض وفي الغلاف الجوي وفي الفضاء الخارجي وتحت الماء وفي باطن الأرض ..وحتى هذا التاريخ وقع على المعاهدة 183 دولة منها 161 صادقت عليها وهي تعتبر غير مفعلة بسبب عدم تصديق ثماني دول عليها حتى الآن.