مجلس النواب وبيت الدبور
بقلم : رئيس التحرير الدكتور أحمد العياصرة
اجبرت نفسي بالعودة للكتابة بعد مضي فترة صعبه من الحزن والأسى لرحيل والدي وشقيقتي - رحمهم الله - من هذه الدنيا وبعد أن اصابني الذهول والخيبة كما أصاب الوطن وأبنائه على النتيجة التي وصل إليها مجلس النواب بالإمس وما حملته الأيام الماضية من عرط وجعجه وتبجح بعد إستشهاد القاضي رائد زعيتر.
وخفق قلبي خوفاً وقلتُ الويل لإسرائيل التي أختارت طريقها الصعب بيدها وسنكسر يدها الطويله ورأسها العنيد ولسانها السليط وسندمر كيانها الحصين ويجعلوها عبرةً لمن يعتبر... أيها الصهاينة السفله إن موعدكم قريب وأن يوم الثلاثاء قادم وسنريكم القرار الصعب حتى ضننت انها أصبحت لا تنام بعد الجعجعه والوعيد الذي سمعته لإنها ستدفع الثمن الغالي نتيجةً لعنجهيتها وتصرفاتها السيئه .
لكن المفاجأه أنها نامت ليلها الطويل يوم الثلاثاء لإنها تعرف وتعودت على التشدق والتملق والجعجعه العربية وفتل العضلات المريضه من قبل النواب والنقابات والأحزاب .
جاء يوم الثلاثاء بعد أن ترقبه الأردنيون ورحلت أعين العرب والأردنين للشاشات الصغيرة لسماع القرار المصيري لحكومة النسور إذا لم تخضع لمطالب النواب بطرد السفير الإسرائيلي واستدعاء السفير الأردني وإخلاء سبيل المناضل احمد الدقامسه فكانت الطامة الكبرى لما توصل إليه مجلس النواب بعدما اعتلاه دوي من الاصوات كدوي الدبابير .
ذكرني هذا الموقف بأيام الطفولة عندما كنا لا نفرق بين الدبور والنحل وحسبنا انهما ينتجان العسل ولكن كنا نتعرض للدغ وقرص الدبابير وتتورم وجوهنا وايدينا ونعود إلى البيوت ونسأل عما اصابنا نخبرهم اننا كنا نبحث عن العسل بين أعشاش الدبابير والنحل حينها علمني والدي – رحمه الله- وقال يابني النحل ينتج العسل والدبور لاينتج شئ سوا خلايا فارغه واصوات الدوي وأذى الناس وعليك أن تعرف ان النحل يبني عشه والخلايا في الجبال وبين الصخور ليصعب الوصول إليها أما الدبور بيني عشه قرب الينابيع وجاريها ليؤذي الناس حينها أدركت الحقيقة بالأمس أن ما دار في مجلس النواب مثل الدبور تسمع دويه وعندما يقترب منك يؤذيك .
لذا غدا الشهيد زعيتر بدم يارد وبقي الدقامسة خلف القضبان ويترعرع السفير في ام أذينه وأصيب الشعب بخيبة أمل من مجلس نسمع جعجعه ولا نرى طحين ويوم الجمعه سيطالبونه بالرحيل.
* رئيس تحرير وكالة هوا الأردن الإخبارية الدكتور أحمد العياصرة