لو كان عمر بن الخطاب رئيسا للوزراء!!
العميد المتقاعد بسام روبين
اكاد اجزم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو قدر له ان يكون رئيسا لوزراء الاردن لامتنع عن تنفيذ واتخاذ العديد من القرارات التي تقوم بها الحكومة حاليا ولقام باتخاذ قرارات عديدة لم تقم ولم تجرؤ هذه الحكومة على اتخاذها فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه مهتما بالمال العام وكيف يتصرف فيه، كما أن اهتماماته بأمور المسلمين الحياتية و المعيشية، واهتمامه بالبنية التحتية للدولة كان من اولى اولوياته فهو يعتبر من مؤسسي الدول فقد وسعت سياسته كل ما جد وكل ما تطلبته حياة الناس ففي مجال القضاء هنالك قول مشهور 'أرني قوانين أمة، أدلك على حظها في الرقي أو الانحطاط' حيث قام عمر الفاروق بفصل القضاء عن ادارة الحكم وأقام المحاكم في كل ولاية، وعين القضاة حسب شروط معينة، وكان يختار القضاة بعد أن يختبرهم في علمهم وذكائهم، ورسالته في القضاء إلى الصحابي أبو موسى الأشعري تعتبر وثيقة قضائية بالغة الأهمية، وقد وضع عمر كثيرًا من القيود لمنع وسائل الدخل والكسب غير المشروع، وقرر الرواتب المناسبة وهو القائل :' لئن سلمني الله تعالى لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي'. وهو الذي قرر ان يكون لكل مسلم مخصصات مالية مستمرة، سواء أكان رجلاً أم امرأة، كبيرًا أم صغيرًا (حتى للطفل الرضيع) كما شملت هذه التأمينات الفقراء من غير المسلمين، إن هذه الرواتب هي الحد الأدنى لعيش كل إنسان، ولا يجهل عمر -رضي الله عنه- أن لا تكون هذه العطايا مدعاة للكسل وترك العمل
لقد حصل الراعي في صنعاء على نصيبه من هذا المال جراء عدل عمر وتفانيه في ادارة الدولة وهو من اصدر حكما عاما بأن من يصلح الأراضي البور أينما وجدت في جميع أنحاء الدولة فإن ملكيتها تؤول له وإذا لم يصلحها في غضون ثلاث سنوات تسترد منه لان الزراعة كما يقول علماء الاقتصاد في العصر الحديث هي أساس الاقتصاد وأساس الصناعة وعلى هذا الأساس، فالأرض هي الوسيلة المأمونة كما يقول اليوم الاقتصاديون الذين يدرسون مشاكل العالم الثالث لضمان (إقلاع) مجتمع ما من مرحلة أولية إلى مرحلة ثانوية ولم يؤثر ذلك على اهتمامه باقامة السدود والري وشق فروع للانهار
اما فيما يتعلق باصلاح الطرق وتمهيدها، وهو شيء أساسي في (البنية التحتية) فقد اهتم به عمر اهتمامًا بالغًا فهو القائل :' لو أن شاة عثرت في شط الفرات، لخشيت أن أسأل عنها ' فقد تمكن عمر الفاروق من اعطاء مثالاً واضحًا لدور الدولة في الإسلام التي لا تتدخل في شؤون الناس المعاشية أو تشاركهم في أموالهم ومشاريعهم وإنما هي الحماية ونشر الأمن، وضبط السوق حتى لا يقع الاحتكار أو أي نوع من الاعتداء على الممتلكات
انها عبقرية عمر الفاروق وصدقه وامانته ونزاهته في ادارة شؤون الدول التي كان قائما عليها ولا اعتقد ان تلك العبقرية العمرية ولدت حكرا على عمر الفاروق بل وبالتاكيد يوجد هنالك عبقريات شبيهة بعبقرية عمر رضي الله عنه واعتقد اننا في الاردن لدينا اشباه بعبقرية وعفة سيدنا عمر ولكن الدولة الاردنية قامت باستبعادهم وتهميشهم واستثمرت ببعض اولئك النفر من الفاسدين واصدقائهم والذين يديرون زمام شؤون الدولة الاردنية وهذا هو احد اهم اسباب تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والاخرى
انني لا اعتقد ان وضع اقتصادي بهذا السوء قد يرضي عمر الفاروق وبنفس الوقت فانني اتسائل ما الذي يمنع رئيس الحكومة واعضاء الحكومة من ان يقرأوا سيرة عمر الفاروق ويحاولوا تطبيق ما يمكن تطبيقه ؟؟
ان التاريخ سيبقى في ذكرى عمر الفاروق اما اولئك والذين اكلوا اموال شعوبهم وانحدروا باقتصاده فسيلعنهم التاريخ وتلعنهم الشعوب سائلا الله العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويرزقنا رئيس حكومة يسير على نهج عمر الفاروق انه نعم المولى ونعم النصير