الأمير الحسن بن طلال : غياب العدالة وعدم احترام حقوق الإنسان تهددان الأمن الإنساني
أكد سمو الامير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي، ان غياب العدالة وعدم احترام حقوق وكرامة الإنسان من أهم التحديات التي تهدد الأمن الإنساني واستقرار المجتمعات، إلى جانب تحديات بيئية واقتصادية أخرى.
واكد سموه خلال لقاء المائدة المستديرة الثاني الذي نظمه منتدى الفكر العربي اليوم الثلاثاء بالتعاون مع جامعة الدفاع الوطني الباكستانية ،أن المحافظة على استقرار العالم ومنطقة الشرق الأوسط في مجال الفهم الاجتماعي يتعدى مفهوم الربيع العربي الذي أثارته أسباب تتعلق بانتهاك كرامة الإنسان في بعض البلدان الى جانب تحديات اقتصادية واجتماعية اخرى.
وعرض سموه بحضور السفير الباكستاني في عمان احسان حياة والملحق العسكري الباكستاني، لوفد من قيادات جامعة الدفاع الوطني الباكستانية واعضاء المنتدى ، لكيفية بناء الامن الانساني في اقليم يشهد متغيرات جيو سياسية متسارعة تهدد الامن الانساني ،فيما وضع مقاربات انسانية كفيلة ببناء مقومات هذا الامن.
وقال سموه ان هناك تحديات كبيرة ستواجه الأمن الإنساني في منطقة غرب آسيا وإفريقيا في المستقبل أكثر مما كان عليه الأمر في وقت سابق في ظل التوترات الحالية التي تمر بها المنطقة ،مشيرا الى بعض مواطن الخلل والقصور في هذا الاطار.
ودعا سموه إلى أهمية خلق بيئة حاضنة لنقاشات موضوعية حول التكامل وكرامة الإنسان في إطار من العقد الاجتماعي ،الذي يضمن المشاركة الشخصية للأفراد في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وعلى مستوى مؤسسات المجتمع المدني،مبيناً أن الأمن الإنساني والكرامة الإنسانية لم تعد تحظى باهتمام العالم اليوم.
وأشار إلى المشاركة الفاعلة من قبل آلاف من الشباب العربي في إقرارالميثاق الاجتماعي العربي في دول ما يسمى بالربيع العربي ،في وقت انخرط فيه الشباب العربي في الحياة السياسية بألوانها الحزبية المتنوعة.
وبين أن غياب الاستقرار في بعض دول الإقليم يتطلب دراسة واقعية وجادة لقدرة المنطقة على استيعاب الموجات المتصاعدة من اللجوء، ومواجهة انعكاساتها على الموارد الطبيعية والاقتصادية وبخاصة في الدول المستضيفة للاجئين.
ولم يغفل سموه عن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي شكلها اللجوء السوري على الأردن ،إلى جانب استضافته لاجئين ووافدين من جنسيات مختلفة ،ما يجعل الأردن أمام تحديات كبيرة تتطلب وقفة صادقة من المجتمع الدولي.
واوضح أن التدخل العسكري في النزاعات والصراعات لا يمكن أن يكون المنقذ لشعوب العالم،وكذلك منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ،والأمراض والأوبئة ،والجريمة المنظمة ،وغسيل الأموال ،وتجارة المخدرات.
وأشار إلى الآثار البيئية للنزاعات والحروب المسلحة على الأمن الإنساني وانعكاساتها على الموارد الطبيعية، وتحويل الأراضي الزراعية إلى أراض قاحلة ،حيث تتطلب إعادة تأهيلها وإحيائها جهوداً كبيرة وعملا مشتركا بين دول المنطقة من خلال مشاريع تنموية مختلفة.
وقال سموه اننا نعيش في منطقة لا يمكن أن تتحدث عن نفسها بسبب ما تعيشه من نزاعات وصراعات مسلحة سياسية وطائفية وإقليمية ،مشيراً إلى الوضع الراهن في سوريا ،وما تتحدث به الأرقام من ارتفاع أعداد ضحايا الحرب القائمة هناك إلى 160 ألف قتيل ،ونزوح 9 ملايين سوري داخل بلادهم ،ولجوء 5ر2 مليون سوري إلى الدول المجاورة.
بدوره، أشاد السفير الباكستاني في عمان إحسان حياة بالدور الكبير الذي يقوم به سمو الأمير الحسن بن طلال من خلال منتدى الفكر العربي في تقريب وجهات النظر بين شعوب العالم وحكوماته والفهم العميق لقضايا المنطقة الذي يتمتع به سموه.
وأجاب سموه خلال اللقاء على استفسارات ومداخلات أعضاء الوفد حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم والسبل الكفيلة ببناء الأمن الإنساني والحفاظ عليه.
وكان أمين عام منتدى الفكر العربي الدكتور الصادق الفقيه عرض في بداية اللقاء لأهداف المنتدى واهمية اللقاء الذي ياتي في اطار التفاعل المستمر للمنتدى مع المراكز المتخصصة في العالم لتقديم صورة حقيقية حول لمنطقة للعالم ،والإسهام في تكوين الفكر العربي المعاصر ونشره وترسيخ الوعي والاهتمام به.
وقال ان المنتدى يعمل على دراسة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الوطن العربي وبناء الجسور بين قادة الفكر وصانعي القرار في الوطن العربي وبما يخدم التعاون بينهم في رسم السياسات العامة ،وتامين المشاركة الشعبية في تنفيذها.