عيد للعمال ام حفل للنخب
ناجي الزعبي
عيد للعمال ام حفل بروتوكولي للنخب سؤال للمحتفين بعيد العمال , وانا منهم : منذ عقود طويلة ونحن نحتفل بعيد العمال ...., فما الذي جنوه من احتفالاتنا ؟ اين اين اليسار من اضرابات عمال الفوسفات , والبوتاس , والكهرباء , والبلديات , وعمال المياومة في وزارة الزراعة ؟ الا يفترض ان يحتفل العمال انفسهم بعيدهم , وان يرفعوا الريات الحمر , رايات اليسار الذي يفترض ان يكون قد تبنى قضاياهم , ودافع عن مصالحهم , وساهم في تعميق وعيهم , وربط نضالهم المطلبي بالوعي السياسي . اي نضال خارج صفوف الجماهير , والعمال , والكادحين , واصحاب المصلحة الحقيقيين , هو محض ترف , ونضال فوقي لا يفضي لشيئ , وهو مجرد طقوس فارغة من المضامين , بدليل اعوام طويلة من النشاطات , والاعتصامات , والمسيرات البروتوكولية , دون اي انجاز يذكر , وعلى العكس فقد ازداد النظام تعنتا وانخراطا في مشروع النهب الممنهج وتعميق بؤس الشرائح الاجتماعية والتردي بالواقع الاقتصادي والاستخفاف بمصالح الغالبية العظمى من جماهير شعبنا . لن يكون لاي قوة سياسية ايا كانت ايدولوجيتها , وفكرها السياسي , ومشروعها , وبرنامجها قيمة , وتأثير لدى السلطة السياسية مالم تتوقف عن تذيل النظام , ومالم تكن قادرة على تحريض الجماهير , وتعبئتها , وتوظيف قدراتها , وحسها الثوري لانجاز المهام والمشروع الذي يفي باستحقاقات المرحلة , والمستقبل . ولن يتمكن اي تنظيم يستجيب للسياق الليبرالي من الممارسة السياسية ,كالديمقراطية البرلمانية , والاصلاحات , والتداول المدني للسلطة وكل هذه الخزعبلات التي تقصي الفقراء , والجماهير وتضللها وتخدرها وتزيف وعيها اذا ان هذه الجماهير غير قادرة على تحمل كلفة برامج الدعاية , وخوض المعارك الانتخابية , وتوظيف المال السياسي , وتقديم الرشاوي لشراء الاصوات والذمم , على النمط البرجوازي الليبرالي ,لن يتمكن اي تنظيم من ان يلتحم بالجماهير , وان يصبح قوة قادرة على التغيير والفعل وانجاز مشروع يفي بمصالحها , وسيبقى مجرد مجموعة تمارس نمطا من النشاط الفوقي المترف , ولعب بالمصطلحات على غرار : ( نحن مضطرون للتعاطي السياسي ), ( النظام قوة يجب التعامل معها ) , الى آخر مثل هذه المصطلحات المضللة والمخدرة وبنفس الوقت تطيل امد عذابات المضطهدين والمستغلين من الكادحين , وتضفي شرعية على الفئة التي تستغلهم . لقد كان شعار " رغيف خبز لكل مواطن " مفعول السحروحمل الزعيم اليساري لولا دي سيلفا لزعامة البرازيل لينقلها من دولة متخلفة الى دولة تضاهي الاقتصاديات للدول المتقدمة العظمى . وكانت برامج شافيز القائد البوليفاري جملة البرامج , والمطالب لفئات الكادحين , والمسحوقين في مختلف قطاعات في العشوائيات , وبؤر الفقر وبين صفوف العمال والفلاحين لينقل فنزويلا لدولة ذات ارادة سياسية حرة , تبني تنمية وطنية شاملة مستهدفة جماهير الفقراء والمهمشين . ان اليسار مطالب اليوم للالتفات الى البوادي والارياف , والمخيمات , والعمال , والفلاحين , والكادحين , ان تبني قضية علف المواشي والتعليم والصحة وفرص العمل , وتنمية الريف وحماية المزارع من نير الوسطاء ومن الزحف العمراني على الاراضي الزراعية , ومن منافسة منتجات العدو الصهيوني في البوادي , والارياف , ومعالجة مياه الصرف الصحي وبؤس ابناء المخيمات والحد من الشرو ط الحياتية غير الانسانية اكثر اهمية من التنظير السياسي بالصالونات والنضال على الطريقة الليبرالية . عاش الاول من ايار , عاش نضال العمال , والفقراء والكادحين والمهمشين . عمان 1 ايار 2014